يعتبر الأناناس من النباتات الاستوائية الا أن عائلة عرفات من ضاحية كفا جنوبي طولكرم قررت خوض تجربة فريدة بزراعتها لهذه الفاكهة رغم التحديات والتخوفات الكثيرة، املين أن تكون تجربتهم مجدية اقتصاديا وتفتح ابواب جديدة للزراعة الفلسطينية.

يقول المزارع رياض عرفات عن المشروع وفكرته قائلاً " قبل 8 سنوات زرعت الأفوكادو٬ فتلّقيت الخبرة العمليّة الكافية٬ ففكرت بمشروع للأناناس في فلسطين٬ يفي حاجة النّاس٬ ولا يضطّرنا للاستيراد من الخارج٬ المهندسون الزراعيين كانوا يأتون لمشاهدة ثمار "الأفوكادو"٬ وتدريبنا على طريقة الزراعة وخصوصا زراعة الفاكهة الاستوائية.

أّما عن الصعوبات التي واجهت المزارع فكانت الحصول على الشتل والفصائل نظراً لغلاء ثمنها٬ لذلك استعان بشقيقه الذي يعمل في أراضي الداخل الفلسطينّي٬ والمسؤول عن أكثر من 70 دونم مزروعة بالفاكهة الاستوائية٬ واستطاع أن يزوّده بالأشجار لكن بعد شهر من اقتلاعها٬ فكانت الجذور ميتّة.

يتابع عرفات حديثه قائلاً "كانت النتيجة رائعة بعد زراعة أشتال الأناناس٬ وفجأة عرض علينا اتحاد لجان العمل الزراعّي أن تقو "مملكة هولندا بتمويل المشروع جزئياً أو كليّاً٬ لأّن سعر الشتلة الواحدة يبلغ ستة شواقل.

يُذكر أّن الشتلة تحتاج سنتين حتى تظهر ثمار الأناناس لكن اختار المزارع فصائل كبيرة ليختصر سنة كاملة من العمل٬ الزراعة نوعاً ما سهلة٬ ولا تحتاج مجهوداً عمليّاً كبيراً٬ فالبداية تخطيط الأرض وريّها بطريقة صحيحة عن طريق الرشاشات وأنابيب التنقيط٬ فكّلشتلة بحاجة لقطّارة٬ فالفصائل تأتي بلا جذور٬ وكّل أسبوع يحتاج الدونم الواحد 10 أكواب من المياه٬ وتبلغ عدد الفصائل في الدونم الواحد من 2 إلى 8 آلاف شتلة.

ويكمل عرفات حديثه "فيما يتعلق بالمبيدات الحشرية٬ فالتهوية الجيدة كافية وبغنى عنها٬ لكن المشكلة هي الفترة الزمنية الطويلة نسبيّا من موعد الزراعة وتدوم سنتين أو سنتين ونصف حتى تصبح الثمار ناضجة.

أّما فيما يخّص الدخل الشهرّي٬ فيستطيع المزارع أن يضمن ما لا يقّل عن عشرة آلاف شيقل على حّد قول عرفات٬ فهو يستطيع التحكم بموعد قطف الثمار عن طريق تشجيعها على الإباضة٬ وعندما يكون في الشهر ألفين ثمرة والواحدة بما يقارب 6 شواقل فسيجني دخلاً هائلاً منها.

وعن مصاريف استهلاك المياه٬ فهي لا تذكر مقارنة بالبندورة والخيار٬ وفي الشتاء سعة المياه المطلوبة كافية٬ وكّل أسبوع أو 10 أيام بحاجة لوجبة سماد عضويّة٬ أما ورقة الأنانس فهي كالمنشار٬ وإن لامست أيديك فلربّما تدميك يوجد نوعان من الأناناس٬ الأول : "كاين" وحجمه كبير عند نضجه يصبح وزنه ما بين 4 إلى 5 كغم٬ أما النوع الثاني المحبوب فهو"كوين" وثماره حلوة جداً٬ يصل وزنه ل 2 كغم.

يذكر رياض عرفات "لم أحضر إلا خطّاً من الكاين حتى نقوم بتجربته٬ والحكم عليه٬ ولأن ثماره غير محبّبة لدى النّاس من الوقائع التي حدثت مع عرفات أنّه وبعد نضوج بعض من ثمار الأناناس كاملةً تّم سرقتها.

ينهي رياض عرفات حديثه قائلاً "لا خير في أمة تأكل مّما لا تزرع٬ وتلبس مّما لات تصنع٬ مناخ فلسطين مهيأ لزراعة كل الأنواع والمنتجات التي يتّم استيرادها٬ فموقعها الجغرافّي ملائم جداً٬ وهذا يحّدنا دون الوقوع تحت رحمة الاستيراد والمحتّل الإسرائيلي٬ ويجعل منّا أناساً تقاطع منتجاتهم. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com