أوضح تقرير إحصائي لكيوبرس أن نحو 1160 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر تشرين الثاني، وهو عدد مقارب للأشهر الأخيرة، فيما برز أن الاقتحامات كانت بغالبيتها اقتحامات "هادئة" بسبب التضييقات التي يفرضها الاحتلال على المصلين داخل الأقصى وفي محيطه.

في الوقت ذاته واصل الاحتلال حملات التهويد، والتي كان من أبرزها نقل صلاحية إدارة منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى الى جمعية "إلعاد" الاستيطانية، والتي اعتبرها مختصون أنها إشارة واضحة الى استمرار وتعميق الحفريات ومشاريع التهويد حول وأسفل المسجد الأقصى، كما صودق في اليوم الأخير من الشهر الماضي على مشروع "بيت الجوهر- بيت هليبا" التهويدي ـ غرب المسجد الأقصى، وبإيعاز من رئيس الحكومة الإسرائيلي "نتنياهو".

وكان أبرز حدث المتعلق بالمسجد الأقصى الشهر الماضي هو قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" بحظر الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، وإخراجها عن القانون، بالإضافة الى إغلاق وإخراج 20 مؤسسة أهلية أيضا عن القانون، منها مؤسسات تعنى بشؤون القدس والأقصى، وهو الأمر الذي اعتبر كعقاب للحركة الإسلامية بسبب نشاطها في الدفاع عن المسجد الأقصى، وضرب لنشاطات التواصل الدائم مع الأقصى، وإشارة الى إمكانية إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اعتداءات واسعة على المسجد الأقصى، في الفترة القادمة، وتحييد لدور الحركة الإسلامية في التصدي لهذه المخططات.

1160 مستوطن اقتحموا الأقصى 

في سياق الاقتحامات للمسجد الأقصى، كما سلف ذكر ه فإن عدد المقتحمين الشهر الماضي بلغ نحو 1160 مستوطنا، منهم 117 من عناصر مخابرات الاحتلال، والباقي من المستوطنين وأفراد الجماعات اليهودية والمنظمات الناشطة في مجال الهيكل المزعوم.

ووفق ما رصده مركز "كيوبرس" الإعلامي، فإن متوسط عدد المقتحمين في اليوم الواحد كان 40 مستوطنا، وحصل 22 اقتحام، بمعنى أن الاقتحام حصل يوميا من أيام الاحد حتى الخميس، وفقط في يومين تجاوز عدد المقتحمين المائة مقتحم، فيما برز اقتحام نحو 104 من عناصر المخابرات في نهاية الشهر.

في الوقت ذاته واصل الاحتلال تشديد حصاره على المسجد الأقصى وحركة المصلين الوافدين إليه وبين أسواره، كما شدد من تضييقه على حركة حراس المسجد الأقصى، واستمر في اخلاء محيط المسجد الأقصى من المرابطين والمرابطات المنوعات من دخول الأقصى، امتداداً من منطقة باب السلسلة وحتى باب حطة، الاّ تواجدا قليلا نسبياً في منطقة باب حطة.

من المذكور آنفا، يستدل أن الاحتلال استمر في عدوانه على المسجد الأقصى واقتحماته بنفس العدد والوتيرة، لكن مع تشديد ومنع أي مبادرة أو حراك يتصدى لهذه الاقتحامات داخل الأقصى او في محطيه. بمعنى أنه بدأ يعتمد أسلوب "الاقتحامات الهادئة"، والتي لم تخل من محاولات متكررة من قبل المستوطنين من أداء طقوس تلمودية - خاصة في منطقة باب الرحمة - والتي عادة ما كانت تنتهي بإخراجهم الى خارج حدود المسجد الأقصى.

لكن يذكر هنا بأنه بالرغم من كل اجراءات الاحتلال فإن المسجد الأقصى شهد تواجداً ملحوظا من الرجال والنساء والأطفال من القدس والداخل الفلسطيني، الذي قضوا أوقاتهم في ساعات الصباح في المسجد الأقصى بالصلاة وقراءة القرأن، وعبروا عبر تكبيراتهم المتواصلة عن رفضهم الواضح لاعتداءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية للأقصى.

تفاهامات كيري

على المستوى الميداني توالت التحذيرات من قبل هيئات وشخصيات مقدسية من خطورة ما بات يعرف بـ "تفاهامات كيري"، ومن ضمنها نصب كاميرات مراقبة في المسجد الأقصى، وفي خطوة صعب تفسيرها حتى الان، هو حضور طاقم أردني إلى المسجد الأقصى للمعاينة ووضع تصور حول أماكن نصب هذه الكاميرات، بالرغم من وجود معارضة واضحة لمثل هذه الخطوة.

يأتي كل ذلك في ظل استمرار انتفاضة القدس ودخولها شهرها الثالث، وتصعيدها في مدينة القدس نفسها، وهي التي انطلقت أساسا دفاعا عن المسجد الأقصى. والأمر يشير إلى دلالة واضحة أن جذوة الانتفاضة انتصارا للقدس والمقدسات ما زالت مشتعلة ومستمرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com