يُصادف الثالث من كانون أول – ديسمبر من كل عام، اليوم العالمي في مساواة الحقوق لذوي الإعاقة، والذي تم تخصيصه خلال عام ( 1992) من قبل الأمم المتحدة بهدف زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم الأشخاص من ذوي الاحتياجات، ودمجهم في المجتمع، ولأن يكونوا شركاءً وجزءً مساهمًا في الحياة الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية والثقافية، والأكاديمية.

أين أصحاب الإعاقة في المجتمع العربي في إسرائيل...

لا يمكن أن نتطرق إلى اليوم العالمي في مساواة الحقوق لذوي الإعاقة، دون التطرق إلى مكانة أصحاب الإعاقة في المجتمع العربي في إسرائيل، الذين يعانون من تمييز مضاعف، سواء من المجتمع والبيئة القريبة منهم، أو على الجانب الحكومي والسياسي.

ويتمثل التمييز بعدم توفير أماكن تأهيل كافية، تستوعب أصحاب الإعاقات، وتقدم لهم الخدمات، ناهيك على المعيقات التي تقف بوجه أصحاب الإعاقات، والتي تبدأ من نقص في التوعية والتعامل مع أصحاب الإعاقات، وسيطرة الصورة النمطية عنهم، بالإضافة إلى نقص في الخدمات العامة، وغياب منالية الإتاحة والتنقل، وعدم توفير مراكز وأماكن رعاية وتأهيل لأصحاب الإعاقات.

ويظهر من المُعطيات، الصادرة عن مؤسسة مسيرة لدعم ذوي الإعاقات، أنه يوجد في إسرائيل 850,000 شخص ذوي إعاقة يستوفون سن العمل. بينما تبلغ نسبة ذوي الإعاقة من العرب 24%، مقابل 21% من اليهود. وأن ثلث الأشخاص مع إعاقة معنيين في أن يكونوا جزءً من مهمًا من المجتمع والجماهير. بينما نصف الأشخاص ذوي الإعاقات لديهم أكثر من إعاقة.

14% نسبة أصحاب الإعاقات في المجتمع العربي..دون تشغيل ونسبة منخفضة في الأكاديميا

ويستوفى من المُعطيات أيضًا، أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقات في المجتمع العربي، تصل إلى 14% من مجمل عدد السكان العرب، مقارنة بـ 5% في المجتمع اليهودي. وأن معظم أصحاب الإعاقات يسكنون ضمن البيئة الاجتماعية القريبة، بينما ( 15,000)، يسكنون في المؤسسات الخاصة من كلا المجتمعين.

وفي مجال العمل والتشغيل، فتتوزع مجالات عمل الأشخاص ذوي الإعاقة، بين العمل الحُر، ومصالح داعمة لأصحاب الإعاقات، والعمالة المحمية ( 40% من العاملين ذوي الإعاقة يتواجدون ضمن المصالح الداعمة).

بينما 82%، من مستحقي مخصصات تأمين مع نسبة إعاقة كاملة، لا يتم تشغيلهم، و 11% من أصحاب الإعاقة تم دمجهم في سوق العمل، على الرغم من أنه تصل نسبتهم في دول الـ OECD إلى 35%.

35% من الأشخاص مع إعاقة، لم يحصلوا على مخصصات الإعاقة بنسبة كاملة، وخاصة النساء والعرب.

وفي الجانب الأكاديمي واندماج أصحاب الإعاقة في السلك الأكاديمي، فتُشير النتائج إلى أن نسبة المتعلمين فوق المرحلة الثانوية ( غير أكاديمية) تصل حتى 21,7% في المجتمع اليهودي، بينما تصل في المجتمع العربي، إلى 9,3%.

أما في الجانب الأكاديمي فتصل نسبة اليهود إلى 19,4%، وأصحاب الإعاقة من أبناء المجتمع العربي إلى 5,6%.
ويستفاد أيضًا من المعطيات، أن 33% من مجمل الحاصلين على مخصصات الإعاقة الكاملة- يستحقونها لاعتبارات تتعلق بحالتهم النفسية، لكن... 65% من الأشخاص حصلوا على مستحقات الإعاقة، يسكنون في المناطق السكنية اليهودية، بينما حصل 8% من سكان البلدات العربية.

بالإضافة إلى الأشخاص أصحاب الإعاقات المتلقين المخصصات، يحصلون على خدمات من مراكز التأهيل، 72% من سكان البلدات اليهودية، بينما تصل نسبة أصحاب الإعاقات من سكان البلدات العربية إلى 4%.

رسالة "بكرا"..

من نافل القول أنّ المعطيات أعلاه تبعث القلق، ومؤشر خطير بأننا مجتمعنا العربي لا زال بحاجة إلى رفع التوعية فيما يتعلق بمساواة ذوي الإعاقة.
نحن نؤمن أنّ للإعلام دور كبير في إلقاء الضوء على حقوق ذوي الإعاقة باعتباره منبرًا مهمًا لرفع أصوات أصحاب القضية للمسئولين وللمجتمع. ونؤمن أن على هذا الدور ألا يقتصر على تسجيل نجاحات ذوي الإعاقة، الأمر الذي يعزز نسب المشاهدة، إنما هنالك حاجة لرصد الحقوق التي تفتقر لها هذه الفئة وايضًا التعامل المجتمعي معها، لذا نهيب بالزملاء الصحافيين أن انضموا لصوتنا هذا ولنخصص، اليوم وكل يوم لمساندتهم...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com