تنطلق جمعية مكافحة " الايدز" في إسرائيل، بحملة توعية هي الأولى من نوعها، في أوساط طالبي اللجوء من أريتريا السودان، وذلك نظرًا لنسب العدوى والإصابات بهذا المرض لديهم، حيث تفيد المعطيات بأن طالبي اللجوء يشكّلون أكثر من ربع حاملي جرثومة الإيدز، وفقًا للإحصاءات السنوية.

وتنظم هذه الحملة بالشراكة مع جميعة " أساف" ( وهي الأحرف الأولى من التسمية العبرية لجمعية دعم اللاجئين في إسرائيل)، وبدعم من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.

وتتضمن الحملة نصب لافتات توعوية بالحجم الكبير في المناطق التي يقيم فيها اللاجئون وطالبو اللجوء ( وخاصة في تل أبيب). كما توزع منشورات وكراريس ( كراسات) حول الموضوع باللغتين- العربية ( للسودانيين) والتيغرين ( للاريتريين)، وتتضمن المنشورات دعوات لقرائها بالتوجه للفحص وبلزوم الحذر والوقاية الحيطة عند إقامة العلاقات الجنسية، كما يقوم المتطوعون للحملة بتوزيع المعاطف الواقية ( " الكوندومات") مجانًا على طالبي اللجوء.

وخصصت العيادة التابعة لجمعية مكافحة الايدز ( في تل أبيب) أمسيتين من كل أسبوع لطالبي اللجوء الراغبين بإجراء الفحوصات وبتلقي المشورة والنصائح والتوجيهات.

المئات من حاملي الجرثومة

ويُستفاد من معطيات دائرة تسجيل النفوس والهجرة، بأن عدد طالبي اللجوء في إسرائيل يقارب (45) ألف إنسان غالبيتهم (73%) من أريتريا، بينما 19% منهم سودانيون.

واستنادًا إلى معطيات العام الماضي ( 2014)، فقد تم تشخيص (448) حالة إصابة بجرثومة الايدز في إسرائيل، من بينها (118) حالة (24%) في أوساط طالبي اللجوء الأريتريين والسودانيين، بينما شخصت في العام الذي سبقه (2013) أعداد أكبر من هذه الحالات، بواقع (495) حالة، منها (138) حالة- أي 28%- لدى طالبي اللجوء، وقبل ذلك بسنة ( عام 2012) تم تشخيص (499) حالة، منها ( 145)- أي 29%- لدى طالبي اللجوء من أريتريا والسودان، وكانت النسبة عام 2011 مشابهة، بواقع 135 من أصل 463.

قادمون من بلدان منكوبة بالإيدز

وتفيد المعطيات الصادرة عن الوكالة الدولية لمكافحة الايدز، التابعة للأمم المتحدة ( UNAIDS) أن 0,7% من سكان اريتريا من الفئة العمرية المتراوحة بين 15-49 عامًا- يحملون جرثومة الايدز. وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه المعطيات " جزئية"، وأن النسبة تصل إلى 1%. ولا تتوفر معطيات مقابلة عن السودان، حيث نطاق العلاقات الجنسية محصور في مجتمع محافظ متدين، ويرجح أن تكون نسبة حاملي الجرثومة أدنى بكثير مما هي في أريتريا وغيرها. أما في إسرائيل، فوفقًا لمعطيات " الوكالة" فإن النسبة المسجلة العام الماضي قد بلغت 0,0056%.

وصرّح المدير العام للجمعية الإسرائيلية لمكافحة الإيدز، الدكتور يوفال لفنات، بأن هنالك عدة أسباب للنسبة العالية من إصابات الايدز في صفوف طالبي اللجوء، أهمها أنهم قادمون من دول منكوبة بهذا المرض، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى، تتمثل في أن البعض منهم عانوا وهم في طريقهم من بلادهم إلى إسرائيل تنكيلاً وتعذيبًا من سُلطات وسكان الدول التي مرّوا بها، وتضمن التنكيل جرائم اغتصاب بحق طالبي وطالبات اللجوء، وقلّما يتعالجون في إسرائيل لأنهم غير مشمولين في التأمين الصحي، ولذا فإنهم ينشرون المرض ويزيدون احتمالات العدوى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com