في اعقاب الإعلان عن زيارة رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة لواشنطن حيث ينتظره برنامج حافل للزيارة بما في ذلك اجتماعات في البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي مع كبار المسؤولين الأمريكيين وذلك على مدار أسبوعين، الزيارة التي تعتبر اول زيارة رسمية لقيادي عربي من اسرائيل الى العاصمة الامريكية، شهدت صفحات التواصل الاجتماعي انقساما في الآراء وتباينا بين مؤيد ومعارض لهذه الزيارة، فمن الناشطين من أيد ودعم الزيارة مشيرين الى ان الهدف منها هو عرض قضايا العرب مواطني إسرائيل امام الرأي العام الدولي لغاية الآن ولأول مرة، ومنهم من استنكر ورفض بشدة هذه الزيارة متسائلا حول الهدف منها ومن يقف ورائها ومن نظمها... ومدعيا من الداعم الأول لهذه الزيارة هي جهات صهيونية.. "بكرا" اجرى هذه التقرير مع ناشطين سياسيين حول الموضوع..

البعد الدولي هو الاقوى لجانب الحراك الجماهيري بدون اغفال العمل البرلماني او غيره

ثابت أبو راس أيد هذه الزيارة وباركها حيث عقب لـ"بـُكرا" قائلا: انا مع الزيارة. مهم جدا ان يسمع صوتنا في كل المحافل الدولية. الانتقادات له ولزيارته هي قصر نظر وعدم فهم للمجتمع الأمريكي، امريكا ليست الادارة الامريكية والكونغرس فقط. امريكيا تمتاز بشبكة اعلام الاقوى في العالم بحركات سلام بمؤسسات بحثية بمؤسسات مجتمع مدني مؤثرة دوليا. ان اسماع صوتنا في هذه المحافل هو واجبنا جميعا فكيف بالحري قياداتنا السياسية.

ونوه مشيرا: المرافعة الدولية مهمة جدا تجربتي الشخصية ابان المعركة على مخطط برافر ان البعد الدولي هو الاقوى لجانب الحراك الجماهيري بدون اغفال العمل البرلماني او غيره.

رغم عدم التعويل كثيرا علی الرأي العام الامريكي والمؤسسات او الادارة الاميركية، الا ان هذه خطوة بالاتجاه الصحيح
بدورها الدكتورة رنا زهر عقبت قائلة: الرفيق عضو الكنيست ايمن عودة في طريقه للولايات المتحدة لتمثيل الجماهير العربية في الداخل واسماع صوتنا ورفع مطالبنا تلبية لدعوة من إحدی الجمعيات الاميركية. رغم عدم التعويل كثيرا علی الرأي العام الامريكي والمؤسسات او الادارة الاميركية، الا ان هذه خطوة بالاتجاه الصحيح .تماما كما نسمع صوتنا ونرفع مطالبنا من علی منبر الكنيست او الامم المتحدة او اي محفل عالمي اخر، وتماما كما نترافع نحن، باحثين، فنانين، معماريين، رجال ونساء قانون، ناشطين سياسيين وغيرهم، عن قضيتنا العادلة في مؤتمرات ومعارض عالمية ومنها اميريكية طبعا، علينا الدفع بكل قوتنا للمرافعة ليس محليا فقط انما دوليا ايضا.

وأضافت: علی اعضاء الكنيست العرب واليهود التقدميين فضح سياسات الحكومة الاسرائيلية وعلی رأسها نتانياهو وزمرته، وعدم اخلاء الساحة الدولية له وحده ليسرح ويمرح بها ويكذب دون اعتراض . مع ان حكومات اسرائيل هي اخطبوط في المرافعة الدولية، وجب الوقوف بوجه هذا الاخطبوط وفضح سياسات حكوماته في العالم وفي عقر دارهم، في الكنيست او في واشنطن. وباعتقادي هذا ما ينقص مؤسسات شعبنا، المرافعة الدولية. علی لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية وغيرها تطوير هذه الآلية ايضا، بالإضافة للنضال الشعبي والبرلماني والقضائي في البلاد. بالتوفيق رفيق ايمن !

اصمتوا حتى يعود....
بدوره عيد جبيلي عقب على الزيارة قائلا: الكثير مننا مع فتيل قصير قبل ان تنتهي الزيارة ونستمع الى تلخيص من النائب عودة بدأ بالتهجم والنيل من ايمن عودة.. لماذا نتعب ونثابر؟ فلنبقى في بيوتنا تنتظر الفرج والقدر هناك مجموعة لا يعجبها العجب مهما يعمل النائب عودة فهي تتربص له بالمرصاد تبحث عن اخطاء وكلنا نعرف ان من يعمل يخطئ! 

وتابع يقول: باركوا له أولا النائب عودة من ملح هذا الوطن وزيتون بلادنا سيحمل همومنا على كتفيه الواسعتين ويسمع صوتنا بشكل واضح وعملي او عالأقل اصمتوا لأيام قليلة حتى يعود!

في طيّات هذه الزيارة أهداف ترويجية للأجندة الصهيونية حتى وإن بدت بملامح نضالية
من ناحيته محمد بيطار عقب قائلا لـ"بـُكرا": قبل الحديث عن موقفي من الزيارة أود التنويه الى أمرين الحقيقة أننا كجبهويين لطالما رددنا شعار "علمنا زيّاد وقال أمريكا رأس الحية" إذ وصفها بالأفعى كونها الإمبراطورية التي بثت ولا زالت تبث سمومها في المجتمعات العربية من الخليج للمحيط وأنها السبب الأول والرئيسي وراء نكبتنا نكساتنا كأمة عربية، وحديثا وقوفها ودعمها للتنظيمات الإرهابية الدموية التجهيلية التكفيرية بالعالم العربي.

وأضاف: والحقيقة الثانية التي لا بدّ من التوقف عندها، هي حقيقة اتفاقية القائمة المشتركة وهندستها تعود للمهندس رامز جرايسي الذي عمل لفترة طويلة على هذا الإنجاز، ولم يكن أيمن عودة وبالتالي لقب " أحد أكثر 100 شخصية مبتدعة للأفكار والآراء" على هذه الخلفية ليس من استحقاق أيمن عودة بل غيره ممن عملوا على هذه الاتفاقية وعلى رأسهم السيد رامز جرايسي.

وتابع موضحا: الحقيقة أنني من دعاة توسيع النضال للوصول لباحات دولية من خلال منصات حقوقية وأخرى قضائية لتعريف العالم على الاضطهاد والتمييز العنصري الذي يُمارس بحقنا كأقلية من قبل المؤسسة الإسرائيلية. برأيي، في طيّات هذه الزيارة أهداف ترويجية للأجندة الصهيونية حتى وإن بدت بملامح نضالية. فإن قنوات التلفزة والصحف الأمريكية المجندة لصالح إسرائيل بشكل أعمى وشبه مطلق ستروج لزيارة على أنها تجسيد لديموقراطية اسرائيل بتغييب شبه تام لوضعنا كأقلية والتمييز الذي يمارس بحقنا.

ونوه قائلا: بتقديري كان من واجب أيمن عودة عرض الدعوة على الهيئات المختصة واتخاذ قرار وإصدار بيان استباقي فيه توضيح لأهداف الزيارة ولأسبابها كخطوة استباقية لما قد تسوق له آليات الإعلام الصهيوني.
واختتم: احتضان النائب أيمن عودة من قبل العديد من المؤسسات الصهيونية "اليسارية" بسبب مواقفة "الحمائمية" وتسويقه على أنه قائد الأقلية العربية - الأمر الذي يختلف عليه كثيرون حتى داخل الحزب الشيوعي والجبهة، في هذا الاحتضان شك وربية ومدعاة لمراجعة الحسابات حيث لم تحتضن أي من هذه الجهات قيادات حقيقة غير مختلف عليها مثل طيب الذكر القائد توفيق زيّاد أو الشيخ رائد صلاح أو أميل توما أو توفيق طوبي!!

ادعوا عودة الى رفض الدعوة في حالة دعي للقاء اوباما فرفض اللقاء سيكون له اثر اعلامي اكبر من مجرد اللقاء الذي لن يكون الا في صالح ألإدارة الأمريكية
الدكتور عزمي حكيم قال لـ"بـٌكرا": انا لا اتعامل بمكيالين بكل ما يتعلق بقضايا الاحزاب العربية ولقاءاتهم الشخصية او الحزبية . فقد كنت قد انتقدت الحركة الاسلامية والتجمع على اثر لقائهم بالرئيس التركي اردوغان بسبب موقفه من الحرب الدائرة في سوريا ودعمهم لداعش .. فإذا كانت تركيا الأداة التي من خلالها تقوم امريكا والبيت الابيض بدعم "داعش" فكيف تتصوري ان يكون موقفي من رأس الحربة في صناعة "داعش" واسرائيل ايضا ؟

وتابع: طبيعي لو كنت مكان ايمن عودة لما التقيت بالرئيس ألأمريكي عدو الشعوب العربية والفلسطينية خاصة ولكنني افرق ما بين الرئيس ألأمريكي والشعب ألأمريكي وانا مع اللقاءات مع الجمعيات الحقوقية الأمريكية . وهنالك اشكالية عند زعامات الأحزاب العربية عامة اذ يريدون او يعتقدون انهم حكومة منفى او حكومة ظل او بمعنى اخر دولة داخل دولة . فلو كان اللقاء مع رئيس البرلمان الأمريكي اي الكونغرس لكان الموقف مغايرا ولكن اللقاء مع من هو سبب استمرار الاحتلال وداعم الأنظمة العربية الرجعية فهو مرفوض قلبا وقالبا .

وتابع: وللأسف هنالك اشكالية حتى في الجبهة فحتى اليوم لم تضع الأسس التي يجب على اساسها أن يتصرف منتخبو الجمهور الجبهويين في هذه الحالات فمنذ زيارة القذافي واوشفيتس لم تناقش الامور بالشكل المناسب ولم تضع النقاط على الحروف وهذا يعود لعدة اسباب منها شخصية ذاتية ومنها تنظيمية .

واختتم: وفي النهاية انا لا اعلم ان كان ايمن سيلتقي الرئيس الأمريكي واتوجه له من هنا وادعوه الى رفض الدعوة في حالة دعي للقاء اوباما فرفض اللقاء سيكون له اثر اعلامي اكبر من مجرد اللقاء الذي لن يكون الا في صالح الإدارة الأمريكية ومصالحها الإعلامية واقول لأيمن ان اللقاء لا يشرفك ولا يشرفنا يا رفيق . وادعوا الجبهة ان تضع الخطوط العريضة لهذه اللقاءات حتى لا تكون اللقاءات على اهواء من يقف على رأس الهرم انما حسب خطة مدروسة يكون ألأساس فيها اللقاء مع الشعوب وليس الحكومات لأننا في النهاية نحن نمثل احزاب وسياسة احزاب وليس حكومات .

تعقيب الجبهة: كان هناك دعوة من قبل منظمات التي تتبع للحكومة الإسرائيلية ورفضنا لقاءها
منصور دهامشة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة استنكر جميع الاتهامات التي وجهت لأيمن عودة و عقب قائلا في هذا السياق: الدعوة تمت من قبل منظمات ولجان شعبية في الولايات المتحدة الامريكية وهو سيخطب في كنيست مارثر لوثر كينغ امام الجمهور الأمريكي وهدف الزيارة هو اطلاع الشعب الأمريكي والمنظمات الشعبية في أمريكا وليس الحكومة الامريكية على ما يعاني منه الجمهور العربي من تمييز عنصري وصارخ في الفترة الأخيرة ومن القوانين الفاشية التي تتداول في الفترة الحالية حول اخراج الجمهور العربي خارج نطاق المواطنة في إسرائيل.

وتابع مؤكدا: كان هناك دعوة من قبل منظمات التي تتبع للحكومة الإسرائيلية ورفضنا لقاءها، كل الاتهامات التي أشيعت حول الزيارة هي غير صحيحة، وهناك دعوة لأيمن عودة لزيارة الولايات المتحدة الامريكية والالتقاء بالمنظمات الجماهيرية وهذا هو هدف الزيارة وليس الا، وهو نقل ما يعاني منه الشعب العربي الفلسطيني في إسرائيل امام الرأي العام الأمريكي وكل ما يتعدى ذلك ليس صحيحًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com