قال رجل الأعمال والريادي العالمي حسني الخفش، إن منح إسرائيل لترددات الجيل الثالث لفلسطين، قال الخفش إن الجيل الثالث بات غير مجدٍ بعد وصول العالم للجيل الخامس، وعلى المسؤولين في السلطة الفلسطينية وشركات الاتصالات العمل للانتقال من الجيل الثاني للجيل الرابع، فالجيل الثالث أصبح غير مفيد ووجوده لن يخدم التكنولوجيا في فلسطين.

وأضاف في حديث لــ"بكرا" أن "ما يتم في فلسطين أننا نحاول اللحاق بالعالم بشكل متأخر والاحتلال يدخلنا في لعبة المماطلات في هذا المجال، وليس من المنطق أن ناضل من أجل الحيل الثالث والعالم يتوجه للجيل الخامس، والاستثمارات في الجيل الثالث لن تكون مجدية، فالجيل الثالث لم يعد مهما في العالم".

وقال إن المطلوب هو الحديث عن الجيل الرابع في فلسطين، وعلى السلطة الفلسطينية استخدام كل أوراق الضغط من أجل الحصول على الجيل الرابع والخامس، في ظل اعتبار العالم أن الانترنت هي حق إنساني لكل البشر وإسرائيل تنتهك هذا الحق، وعلينا أن نظهر للعالم أن إسرائيل تنتهك الحقوق الإنسانية.

واضاف أنه يتوجب على كل فلسطيني الحديث للعالم أن إسرائيل تمنع عنا الجيل الرابع وتمنع عنها الانترنت، سيحصل ضغط على إسرائيل وتعطيني انترنت بشكل أفضل، وعلى الشركات الفلسطينية أن تفهم ان السوق الفلسطيني صغير جدا وموضوع التنافسية بين شركات قطاع الاتصالات يجب ان يكون بوعي أفضل من اجل مقاومة الاحتلال وتقديم خدمة أفضل للمستخدمة عوضا عن التفكير بالربحية فقط.

الحاجة لتطوير الخريجين من أجل الوصول للأسواق العالمية

وبين الخفش أنه بإمكان الفلسطينيين تقديم خدمات لا تقدم في الدول العربية الاخرى، وهذه الخدمات تتعلق بموضوع البحث العلمي للطلبة، وتخريج طلبة قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية، ولكن للأسف مخرجات الجامعات غير قادرة على المنافسة في السوق العالمية، لذا يجب العمل على تطوير أولئك الخرجين.

وأشار الخفش إلى أن العالم يبحث عن تطبيقات وبرامج بشكل متواصل، فمثلا البشرية تبحث عن تطبيقات تتعلق بعمل سماعات طبية رخيصة، أو تحويل البلاستك إلى وقود وغيرها من المشاريع الريادية، وبإمكان أبناء شعبنا انتاج مثل هذه المشاريع والمنافسة بها على مستوى العالم، فالعالم يريد منتجات من هذا النوع.

وقال إن المطلوب في فلسطين هو التركيز على موضوع التعليم العالي بصورة أفضل، لافتا إلى أنه يعرف ووزير التربية والتعليم صبري صيدم، مؤكدا ان بإمكانه التغيير في مخرجات الجامعات، فموضوع تكنولوجيا المعلومات وربطه في سوق العمل هو من أهم الموضوعات التي يجب العمل عليها في الجامعات الفلسطينية، لأن مخرجات الجامعات ستتحول إلى شركات ناشئة تتطور وتحمل الاقتصاد الفلسطيني وتحديدا قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وبين الخفش أن الفلسطينيين يتمتعون بسمعة جيدة في العامل، وهم من أفضل العاملين في العالم العربي، ولكن ما يجري اليوم هو تدمير هذه السمعة فخريجو الجامعات غير مؤهلين وغير قادرين على المنافسة في العالم، لذا علينا أن نخلق منتجا رائعا انطلاقا من سمعتنا الرائعة، وتسويقه بالعالم عبر ربط التعليم بشكل أفضل وأكبر بقطاع تكنولوجيا المعلومات.

مخرجاتنا التكنولوجية غير قادرة على المنافسة في العالم
في هذا السياق، قال الخفش عندما كنت مديرا لشركتي جوجل ومايكروسفت قدمنا الكثير من المبادرات لفلسطين، قدمت تلك الشركات أيضا كثير من الخدمات في مختلف المجالات حتى بعد خروجي، وجرى توفير فرص عمل لعدد من الطلاب الذين تدربوا عملوا في جوجل كمنح للشعب الفلسطيني، واليوم فلسطين بحاجة لتطوير حاضنة أعمال ناجحة، لأن الأيدي العاملة الماهرة هي التحدي الأكبر في العالم اليوم، فالجامعات في الوطن تخرج طلاب غير مؤهلين للعمل في شركات كبيرة، فجوجل لديها مركز عالمي للتطوير في حيفا، لأن الإسرائيليين يخرجون طلبة مهرة ولديهم شركات ناشئة متقدمة ومبدعة ينافسون في العالم خلافا لما هو موجود في فلسطين للأسف.

ورأى الخفش أن العمل من الباطن لصالح شركات أخرى موجود في مختلف أرجاء العالم وقيام الفلسطينيين بالعمل لصالح الشركات الإسرائيلية وتقديم المنتجات على انها إسرائيلية، يمكن وضع حد له في حال قيام هذه الشركات بتطوير قدرات جيدة من العمل إلى إسرائيل عليهم في المرحلة الأخرى التوجه للأسواق العالمية بعيدا عن إسرائيل بعد ان استفادوا من عملهم مع إسرائيل لتطوير أعمالهم وتصبح الشركات الفلسطينية قادرة على العمل مباشرة مع الشركات العالمية.

وأضاف أن الشركات الفلسطينية يمكن أن تستفيد من هذا العمل للخروج بمنتجات فلسطينية تعتبر من المنتجات المميزة تدفع الشركات للعمل مع الشركات العالمية مباشرة دون الحاجة لوسيط.

يجب جسر الهوة بين خريجي الجامعات وسوق العمل
وللتغلب على الضعف الموجود لدى خريجي الجامعات في فلسطين في مجال التكنولوجيا، قال الخفش إن المطلوب لجسر الهوة في هذا المجال هو التركيز على التعليم الذاتي للطلبة وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم بشكل متواصل، وخلق مناهج قادرة على تقديم كل ما هو جديد للطلبة، فالعلم في مجالنا يتغير باستمرار وعلى رؤساء الجامعات مواكبة هذا التطور، فتدني مستوى التعليم سيؤدي لضعف المجتمع الفلسطيني بشكل كبير.

وحمل مسؤولية الضعف في الخريجين لوزارات السلطة الفلسطينية المسؤولة عن الموضوع لمختلف الجامعات على مستوى الوطن لأن العقل الفلسطيني هو المورد الوحيد للشعب الفلسطيني في ظل عدم وجود موارد لان التعليم القوي يفتح له الطريق للوصول إلى العالم وتقديم افضل الخدمات في هذا المجال، وعلى الحكومة والقطاع الخاص العمل على تحسين مستوى التعليم من البداية حتى الجامعة.

وطالب الشباب أن يقوموا بتدريب أنفسهم بأنفسهم بالاعتماد على التدريب الذاتي وعدم الانتظار للحصول على وظيفة بعد التخرج فقط، بل عليهم العمل وتقديم منتجات جديدة وتطبيقات ريادية بالعالم، خصوصا لتوفر التعليم الذاتي الموازي عبر الانترنت بإمكان من يريد ان يكتسب الكثير من المهارات بشكل مجاني وسهل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com