"الحرب ضد الشعب" .. هذاهو العنوان الجديد الذي اختاره الكاتب الاسرائيلي الشهير "جيف هالبر" لكتابه الصادر حديثا عن دار النشر البريطانية بلوتو . حيث تناول بشكل اساسي السياسات الجديدة التي تتبعها اسرائيل و الانظمة الغربية ، لجذب التعاطف العالمي عبر المصالح المشتركة والتي تتمثل في بيع الانظمة والخدمات الامنية والتكنلوجيا المستعملة في تصنيع الاسلحة وانظمة التحكم والمراقبة وانظمة التحري : من كاميرات خفية ، وطائرات بدون طيار، واجهزة استشعار متطورة، وقواعد بيانات ومعلومات عن الانشطة المدنية ، والتي تهدف الى السيطرة على الشعوب الامنة لتشمل معيشتهم وتحركاتهم حتى ادنى خصوصياتهم .

وجاء ذلك في الامسية الثقافية المخصصة لتوقيع الكتاب التي نظمتها المكتبة العلمية في القدس ، بالتعاون مع مؤسسة دار الطفل العربي ، وبالشراكة مع مركز ابحاث الاثار البريطاني ( الكنيون )، وحضره جمع غفير من المثقفين وأصحاب الاهتمام، فلسطينين وأجانب.
يذكر ان الكاتب الاسرائيلي جيف هالبر عالم اجتماع وناشط سياسي يساري من دعاة السلام الاسرائيليين ومن مؤسسي "اللجنة الاسرائيلية لمنع هدم المنازل"ICHAD ومديرها السابق . وقد صدر له سابقا كتاب "اسرائيلي في فلسطين" وقد تناول فيه تجربته الشخصية في التصدي للممارسات الاحتلالية الاسرائيلية في عدة قرى فلسطينية بعد ادراكه جهل الاسرائيليين مايقوم به الجيش الاسرائيلي من تخريب للبنى التحتية والفوقية في الضفة الغربية وافساد الحياة العامة والخاصة للفلسطينيين ويشمل ذلك محاربتهم في ارزاقهم وقوتهم. ويذكر ان كتب جيف هالبر موجودة في المكتبة العلمية باللغة الانجليزية .

وعن كتابه الحديث أشار الكاتب الى ان هناك معلومات عديدة و موثقة عن وجود تعاون امني وعسكري بين الكيان الصهيوني وبين أكثر من مائة وثلاثين دولة ومنظمة، يشمل ذلك التعاون التجاري والخدماتي. 

كما أكد الكاتب ان القضية الفلسطينية دائما ما تقع ضحية المصالح الخاصة بهذه الدول والمنظمات، التي تتاثر مواقفها السياسية بمصالحها الامنية والعسكرية، فيجعلها تنحاز الى الجانب الاسرائيلي. ومما يشجع ويجعل هذه الدول تتنافس في نيل الخدمات الاسرائيلية شراءا وتعاونا، ان هذه الاسلحة وانظمتها الامنية والتكنولوجية مجربة على الشعب الفلسطيني ، مما يجعل هذه الدول والمنظمات ترى مفعولها على ارض الواقع .
وفي نهاية اللقاء اجاب الكاتب عن تساؤلات الحاضرين ، فأكد على استحالة حل الدولتين ، بعد اخفاق اتفاقية اوسلو، والممارسات الاسرائيلية العدوانية، والاستمرار في بناء المستوطنات وتهويد القدس ، مما نسف عملية السلام برمتها ولم يتبقى الا حل الدولة الواحدة كواقع فرضته الغطرسة الاسرائيلية وللاشارة ان الكيان الصهيوني لا يقبل هذا الحل ايضا كحل سياسي .

كما وابدى الكاتب واحباطه وتشاؤمه من المستقبل في ظل عدم وجود افق سياسي وصعوبة العمل ضد الممارسات الاحتلالية وعدم تمكنه شخصيا من منع هدم منزل واحد طيلة عمله في اللجنة الاسرائيلية لمنع هدم المنازل الفلسطينية على سنوات عديدة .
كما وجه نصحه للفلسطينين ان يتحدوا على هدف واحد وفي اطار سياسي موحد.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com