تهتم المدارس الألمانية بتدريس تلاميذ المرحلة الابتدائية "كتاب الأخلاق" الذي يتضمّن معلومات عامة عن الأديان السماوية الثلاثة بالإضافة إلى البوذية. وتقول المدرّسة، شتفني شيلر لـ "العربي الجديد": "نقدّم معلومات عن أهم الأعياد التي تحتفل بها هذه الأديان، بالإضافة إلى شعائر الصلاة والصوم لديها"، لافتة إلى أن ذلك يساهم في تعريف الطفل إلى الآخر.

تقول إحدى الأمهات لـ "العربي الجديد" إنه "حين كان عليّ الاختيار ما بين تعليم ابني الديانة المسيحية أو كتاب الأخلاق، اخترت الثاني لأهميّتة في تعزيز فهمه للمجتمع المحيط به، فيما أتولى تربيته الدينية في المنزل". تضيف أن "المعلومات التي تقدمها المدرسة عن الأديان الأخرى قد لا أكون مطلعة عليها".

إلى ذلك، لا تختار الأمهات المسلمات مادة الديانة في أكثر الأحيان، في حين أن تعليم الدين الإسلامي يطبّق في عدد من المدارس الألمانية. وتشير المدرّسة رانيا شلحاتي وهي أم لطفلين، "في المدينة التي أقطن فيها، تعيش مدرّسة ألمانية تعلّم الدين الإسلامي، وهذا أمر مهم للغاية إذ يصبح الطفل قادراً على شرح دينه لأقرانه الألمان في المستقبل باللغة الألمانية. ثانياً، فإن المدرّسة الألمانية تفهم القرآن بما يتناسب والمجتمع الألماني".

في السياق نفسه، تقول أم أخرى: "في عيد الأضحى، أرسل حلويات عربية مع أولادي إلى المدرسة. وخلال العام الماضي، طلبت المدرّسة من ابني الحديث عن هذا العيد. لم تسعفه اللغة، فتضايق كثيراً".

من جهة أخرى، قد تزعج بعض التفاصيل التي يتضمنها كتاب الأخلاق الأهالي، وليلى واحدة منهم. تقول: "لا أحبّذ أن يحفظ ابني اسم إله بوذي. أرى أنّ في الأمر تعارضاً مع عقيدتي وإيماني. ولا ينحصر الأمر بتعليم الطقوس الدينية أو غيرها، بل في تفكير الطفل بمدى صحة هذا المعتقد، وهنا تكمن الصعوبة. لا أريد أن ألقنه ما يتعارض مع ما يتعلمه في المدرسة، وأريده في الوقت نفسه أن يحافظ على عقيدته الإسلامية".

أما كريستوف ريشته، وهو أحد أولياء الأمور، فيرى أن "تعليم مبادئ الأديان الأخرى، هو جزء من تعليم التاريخ، علماً أن الأمر يساهم في الارتقاء بالعقل من خلال التفكير بالقدرة الإلهية". يضيف أنه "من غير المفترض أن تثير الأديان أي خوف"، مؤكداً "ضرورة أن يتمكّن الأطفال المسلمون من تعلم دينهم في المدارس، أيضاً، وبإشراف مدرّسين متخصّصين". بالنسبة إلى كثيرين، خطوة كهذه قد تحمي الأجيال الجديدة من التطرّف والإرهاب. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com