في الوقت الذي كان رؤساء وموظفو السلطات المحلية العربية يتظاهرون (اليوم، الثلاثاء) في القدس مطالبين بالميزانيات اللازمة، وتثبيتها في إطار ميزانية الدولة – قام وزير المالية، موشيه كحلون، بزيارة إلى بلدية الناصرة، واستقبله رئيسها علي سلام، الذي قام سوية مع رؤساء الأقسام وعدد من رجال الأعمال بعرض احتياجات ومطالب البلدية وأهالي المدينة، فيما وعد الوزير ومرافقوه (ومن بينهم مدير شعبة الميزانيات بالوزارة، أمير ليفي) بتلبية جزء من المطالب فورًا، وتحديد مواعيد وإجراءات قادمة للبت في جزء من المطالب فورًا، وتحديد مواعيد وإجراءات قادمة للبت في جزء آخر من المطالب والاحتياجات.
وقد قاطعت كتلة الجبهة في البلدية هذا اللقاء احتجاجًا على موقفي الوزير ورئيس البلدية بتجاهلهما المظاهرة الاحتجاجية في القدس التي شاركت فيها كتلة الجبهة سوية مع رؤساء وموظفي السلطات المحلية العربية .
وكان اللافت أن عرض المطالب والوقائع والمعطيات (وكذا ردود الوزير) قد جرى على الملأ، بحضور وسائل الإعلام، إلّا أن الوزير ورئيس البلدية، ومساعديهما، رفضوا إفساح المجال أمام الصحافيين لتوجيه الأسئلة والإستيضاحات، بذرائع وحجج عبصه مستهجنة مثل "هذه زيارة عمل" ! ووعد مسؤول مرموق في البلدية بعدك تكرار هذا "الخلل"!.
مشادّة طفيفة!
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من جهة رئيس البلدية، علي سلام وضمنها المطالبة بالمساواة، والتطلع إلى السلام مع الفلسطينيين والعيش المشترك.
ثم عرض مدير قسم السياحة في البلدية، الدكتور شريف صفدي، بالصور والرسومات والشرح، تاريخ وحاضر الناصرة، مبرزًا معالمها ومواقعها الأثرية والسياحية، وطرح معطيات عن الواقع السياحي، واحتياجات المدينة في هضا المضمار، بالمقارنة مع معطيات فائقة تخص مدنًا ومواقع سياحية أخرى في إسرائيل.
واستعرض المهندس أحمد جبارين (المدير العام للبلدية – بالوكالة) معطيات ووقائع تتعلق بمسطح المدينة واحتياجاتها من جهة المناطق الصناعية والبنى التحتية والموارد.
ثم قدم محاسب البلدية، جفري جدع، عرضًا تضمّن ارقامًا ومعطيات عن ميزانية البلدية (280 مليون شيكل) وكيفية صرفها (49% روات وأجور) وعن حسابات العجز وسياسة إدارة البلدية في تقليص العجز، وطالب بتسهيلات وامتيازات ضريبية.
وقبل إفساح المجال لرجال الأعمال ومديري الأقسام لعرض الوقائع والمطالب، وقعت مشادة "طفيفة" بين رئيس البلدية، وممثل كتلة "شباب التغيير" فيها، المحامي أشرف محروم، على خلفية إلحام محروم بتوجيه كلمة (مداخلة) للوزير الضيف، وكاد ينسحب من اللقاء، لكن هذه "الأزمة" سوّيت بالتراضي، وألقى أشرف محروم كلمة انتقد فيها سياسات الحكومات المتعاقبة بالتمييز المتعمد والممنهج، وطالب الوزير "بالفعل والتنفيذ، بعيدًا عن الوعود المعسولة".
"أطلبوا تجدوا .. اقرعوا يُفتح لكم"!
وتتابعت الكلمات والمداخلات، فتحدث رئيس شعبة الميزانيات في وزارة المالية، عن ضرورة وأهمية دمج المواطنين العرب في إسرائيل في المرافق والأنشطة الاقتصادية "لأن المنفعة متبادلة – للدولة ومواطنيها العرب"- كما قال، وتطرق إلى ما وصفه بالمخطط الجاهز (بالمليارات) لتطوير المجتمع العربي للمدى البعيد، من جهة التشغيل والتعليم والمواصلات وغيرها، مضيفًا أن هذا المخطط ينتظر التصديق عليه "قريبًا جدًا" (غدًا، الأربعاء).
وفي سياق حديثه خاطب ليفي المشاركين في اللقاء قائلًا :"عليكم أن تعرفوا كيف تطالبون بحقوقكم لنلبي المطالب" ثم توجه إلى أشرف محروم مبديًا موفقته على حديثه عن التمييز.
وقد ثنّى الوزير كحلون على عبارة ليفي بشأن إجادة طرق القضايا والمطالب، حيث شدّد على أهمية دور القيادات المحلية في عرض الاحتياجات والمشاكل، لنعرف نحن كيف نعطي وكيف نلبّي " على حد تعبيره".
الوزير "متفاجئ"!
واستمع الوزير ومرافقوه إلى مداخلات من جانب رجال الأعمال، زياد عمري، مصطفى عرابية، محمد عبد القادر وسمير سعدي (عضو البلدية) وتطرق المتحدثون إلى الإشكالية الإدارية المتعلقة بالوضعية الخاصة بمنطقتي "شبرينتساك" ومجمع المحاكم، وإلى ضرورة انعاش السوق في البلدة القديمة، وتوسيع المنطقة الصناعية، وإلى الواقع السياحي في المدينة ومكانتها على الخارطة السياحية الإسرائيلية والعالمية، حيث خاطب رجل الأعمال زياد العمري الوزير قائلًا أنه تبين له من خلال مشاركته (قبل اسبوع) في مؤتمر سياحي دولي في لندن أن الحكومة الإسرائيلية لا تحرص على وضع الناصرة على خارطة السياحة العالمية، فردّ الوزير كحلون بأنه "متفاجئ من هذا الواقع"!.
وطالب مسؤول ملف الرياضة في البلدية ، أحمد الحلو باستكمال الإنشاءات والبنى اللازمة لإستاد عيلوط مثلما تهتم السلطات بالمنشآت والملاعب في سائر المدن (نتانيا، بئر السبع، حيفا وبيتح تكفا) .
وطلبت مدينة قسم الرفاه، آمال الفار، بوفاء الحكومة بحصتها لبناء المركز اليومي للمسن في الناصرة، وتتراوح هذه الحصة ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين شيكل.
وفي معرض ردوده على المداخلات ، وصف وزير المالية ميزانية بلدية الناصرة بأنها "متدنيّة" ويتعيّن زيادتها لتلائم مدينة بحجم ومكانة الناصرة، كما أوعز إلى مساعديه باستيفاء وتتميم الإجراءات اللازمة لإقامة المركز الثقافي الحديث، بتكلفة (80) مليون شيكل، حيث قال رئيس البلدية أن المبلغ الناقص حتى الآن لا يتعدى العشرين مليونًا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق