أجرت الباحثة د. طالي سيناي ، العاملة في قسم التغذية في كلية الزراعة التابعة للجامعة العبرية بالقدس ، بحثاً توصل الى نتيجة مفادها ان قامة الطفل الذي لا يتناول الحليب في صغره يتخلف نموّها بمعدل اربعة سنتمترات مقارنة بالولد الذي يواظب على تناول الحليب .
وأجرت د.سيناي بحثها هذا بالشراكة مع مستشفى "أساف هاروفيه" (بالرملة) ، وذُكر انه تمحور حول الحليب ومشتقاته ، تحديداً ، لأنه كما يُشاع انه عامل مضّر بنمو الجسم ، وذلك استناداً الى نتائج ابحاث عالمية تفيد بأن الأطفال الذي لديهم حساسية من الحليب ، يعانون من تأخّر وتخلّف في النمو .

وشمل البحث حوالي مئة شاب في سنّ العشرين ، وهي دون السّن التي يبلغ فيها الحد الأقصى من طول القامة . وكان قسم من هؤلاء الشبان حساسين للحليب ، ولذلك فانهم لم يشربوه ول يتناولوا مشتقاته خلال سنين حياتهم ، قطعياً – بينما الأخرون كانوا يتعاطون مع الحليب ومشتقاته بشكل اعتيادي .

أقصر بعشرة سنتمترات !


وصرحت الباحثة "سيناي" ، بأن نتائج البحث أظهرت بشكل قاطع ان الشبان المشمولين بالفحص ، الذين لم يتناولوا الحليب ومشتقاته ، أقصر قامة من الفئة الثانية ، بل انهم ذوو قامة أقصر من المعدل السائد .

وخلال البحث جرى فحص وقياس قامات والدي الشبان الذين لم يتناولوا الحليب ، وتبين ان قامات الوالدين الذين واظبوا على تناول الحليب هي أعلى بمعدل اربعة سنتمترات من قامات أولادهم ، وبعبارة اخرى : فلو ان أولادهم واظبوا على شرب الحليب ، فوفقاً للبحث كان يمكن ان تكون قاماتهم أطول ببضعة سنتمترات . وعن ذلك تقول الباحثة ان قسماً من الأولاد كانوا أقصر قامة من والديهم حتى بعشرة سنتمترات "والفارق هنا صارخ من ناحية احصائية ، ولم يحدث هذا بالصدفة" – على حد قولها .

وأضافت ان الحليب هو بمثابة مصدر للطاقة البشرية . وللبروتين ذي الجودة البيولوجية العالية ، وللحوامض الدهنية الحيوية ، وللفيتامينات والمعادن – وجميعها مركّزة في وجبة غذائية واحدة "ويتوجب على الأولاد الذين لا يستهلكون الحليب البحث عن سبيل للتعويض عن النواقص الغذائية للحيلولة دون حدوث مشاكل في نموّ القامة" .

وتجدر الاشارة الى ان هنالك خبراء وأطباء يعتقدون ، بالمقابل ، ان الحليب ليس مفيداً للصحة ، وأنه يمكن الاستغناء كلياً عن تناوله !

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com