اليوم الجمعة 6.11.2015 هو اليوم الثاني لأعمال مؤتمر السلام العالمي المنعقد في فلورنسا في ايطاليا تحت رعاية بلدية فلورنسا ورئيسها
داريو نارديلا.
رئيس بلدية الناصرة علي سلّام ضيف بلدية فلورنسا والمشارك في المؤتمر القى كلمته في المؤتمر واليكم مفادها:
حضرة رئيس بلدية فلورنسا المحترم
حضرات رؤساء البلديات المحترمين, المشاركون الكرام.
السلام عليكم
شالوم
بون جورنو (بونا سيرا)
جود مو رننج
أتيتكم من مدينة الناصرة كبرى مدن الجليل ومتروبولين للعديد من المدن والقرى المحيطة بها التي تحتضن عشرات الآلاف يوميًا من الزائرين لمركزيتها واهميتها.
مدينة الناصرة غنية عن التعريف كونها مدينة عالميه روحانيه فهي حجر اساسي للمسيحي العالم, بشر فيها الملاك جبرائيل سيدتنا مريم العذراء بولادة المسيح عليه السلام حيث عاش فيها معظم سنين حياته وعليه فأنها مدينة البشارة.
وزاد شأن المدينة بذكر مريم العذراء في القران الكريم (سورة مريم) وكذا السيد المسيح نبي يؤمن به المسلمون كسائر الانبياء .
وقد بنيت في المدينة مساجد ومقامات تاريخية لتجسيد مركزها الروحاني.
اسمحوا لي ان اضعكم في صورة الحاضر لناصرة اليوم والقاء نظرة على سكانها مع ابراز ايجابيات المدينة وعرض مشاكلها وشرح علاقات بلدية الناصرة مع البلديات المجاورة وكذلك مع الحكم المركزي (حكومة اسرائيل).
مدينة الناصرة من اهم المدن السياحية في اسرائيل حيث يزوروها اكثر من 70% من السياح الوافدين الى البلاد.
تمتد على مساحة 14.200 دونم مربع.
يتميز مركز المدينة بمعالم تاريخية ومعماريه اثرية هامه للموروث الانساني, ولكنه للأسف لم يحظى باستثمارات جديه يليق بمكانتها التاريخية كما هو متبع في معظم المدن التاريخية في العالم ومنها مدينتكم فلورنسا هذه المدينة الجميلة التي تحتضن هذا المؤتمر الهام السباق الذي يزرع بذور السلام ليعمّ العالم بأسره.
مسطح الناصرة لم يزد منذ سنين طويلة وقد احيطت المدينة بمدن يهودية اغلق امكانية التوسع لهذه المدينة المقدسة.
يسكن في الناصرة اليوم 90 الف مواطن عربي من المسحيين والمسلمين وهم فلسطينيو الهوية يحملون المواطنة الاسرائيلية يعيشون حياة تسودها المحبة والتآخي والتسامح الديني.
لسكان المدينة وجه واحد يرحب بزائريها يحافظ على قدسيتها بعيدا عن انتمائه الديني.
يعيش سكان المدينة وضعا اقتصاديا مثله مثل كل فلسطيني يعيش في دولة اسرائيل حيث تعاني المدينة من وضع اقتصادي صعب وينعكس بذلك على حياتها اليومية وليس سرا ان الاقلية العربية في اسرائيل تتبوأ اعلى معدل للفقر في دولة اسرائيل.
ومن باب المفارقة فإن مستوى التعليم في مدارس المدينة هو من أعلى مستويات في البلاد، وهذا يدل على ثقافة أهلها وحبهم للعلم معرفتهم بأن التميّز والتسلّح يكون بالعلم والمعرفة.
ناهيك عن المؤسسات التبشيرية المسيحية الراعية لقدسيتها وثقافة أهل المدينة حيث تدأب هذه الجمعيات على بناء المدارس وإنشاء جيل يحب المدينة ويرفع من شأنها.
ومذ قبلت على نفسي هذا التكليف رئيسًا لأهم مدينة في العالم اعتمدت سياسة الحفاظ على المواطن أولا وإعطائه شعور الاعتزاز والفخر والإطمئنان.
الى جانب دعمي للجهاز التعليمي متمثلًا ببناء مدارس جديدة تخدم أهل المدينة وتحصين المدينة ببرامج لامنهجية تربوية تعليمية تثقّف هذا الجيل وتحافظ عليه جيل متعلم صحي وتربوي.
الناصرة تعاني من تمييز عنصري على مر السنين. فعلى سبيل المثال مدينة الناصرة العليا (نتسيرت علييت) اليهودية يسكنها حوالي 50 الف مواطن على مساحة 60 الف دونم بينما كما ذكرت سابقاً عدد سكان الناصرة هو 90 الف مواطن على مساحة 14.200 دونم هذا يعكس الاكتظاظ السكاني للمدينة وهو مدلول لتمييز عنصري واضح.
تفتقر مدينة الناصرة لمناطق صناعية تخدمها وتخدم القرى المجاورة مما يدفع سكان المدينة للتوجّه خارجها لإيجاد فرص عمل من أجل معيشتهم بينما تحظى المدن اليهودية المجاورة مناطق صناعية تحضن ساكنيها وتمنحهم رغد العيش في ظروف عمل مريحة.
هذه الحقيقة (مسطح المدينة الصغير) وعدم ملكية أراضٍ للاستثمار دفع أهل المدينة للخروج وحتى للهجرة منها فقد غادر أبناء المدينة الأبرار مدينتهم المقدسة الغالية لشتى أقطاب الأرض والبلدان وكلي أمل بأن أعيد كل مهاجر الى المدينة لكي يرفع من شأنها وذلك من خلال دعمكم السخي.
أحمل في طياتي نظرة إيجابية وما زلت مؤمن بالتغيير والمساواة واعطاء كل ذي حق حقه، عليه فأني ألمس في الفترة القصيرة في تكليفي تغيّر في سياسة الحكومة مع بلدية الناصرة هذا لا يعني بلوغنا للهدف المرجو.. آمل أن يستمر هذا التغيير الإيجابي لنتماثل بالحقوق مع المدن اليهودية المجاورة.
إن الأحداث الأخيرة التي ضربت المنطقة بأسرها ووترت العلاقات بين السكان العرب واليهود التي تمثلت بأعمال عنف لا يوافق عليها أي انسان وأنا بدوري أرفضها وأشجبها وأستنكرها لإيماني العميق بأن لا بديل للحوار والمفاوضات السلمية من أجل الوصول الى الحل العادل الذي من شأنه أن يوقف العنف والمجازر التي تودي بأرواح الأبرياء التي حرّمت جميع الديانات سفكها.
هذا الحل هو إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية الى جانب دولة اسرائيل وضمان الأمن والامان للشعبين اليهودي والفلسطيني على هذه الأرض المقدسة، لأن العنف يوّلد العنف وسياسة القمع تزيد من الكراهية وتؤدي الى هلاك مدمر لا يريده أحد ولا يحلم به أي انسان عاقل.
انا على يقين بأن الناصرة هي بلد السلام بلد البشارة والبلد التي سينطلق منها جسور السلام وتمتد منها أيادي المحبة والبناء والحفاظ على الانسان أغلى شيء في الوجود.
ومن خلال مؤتمركم الموّقر من هذه المدينة الجميلة أدعو رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية السيد محمود عباس وزعماء العالم أن يجتمعوا، وأقترح أن يكون ذلك في مدينة البشارة المدينة المقدسة لكي ينطلق موكب السلام منها، وإني على ايمان بأن سلام ينطلق من مدينة الناصرة يعم العالم بأسره كما انطلقت رسالة السيد المسيح منها.
أشكركم على حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم
وخادمكم علي سلام رئيس بلدية الناصرة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق