سلسلة فعاليات لامنهجية لتعزيز المهارات الإعلامية لطالبات الإعلام في كلية فلسطين التقنية

نظم مركز الكفايات في الإعلام وصناعة الأفلام التابع لكلية فلسطين التقنية- رام الله للبنات خلال الأسبوع الماضي، بالتعاون مع عدد من المؤسسات والشخصيات الإعلامية، سلسلة فعاليات ونشاطات لامنهجية هدفت إلى تعزيز وتطوير مهارات طالبات تخصصات دبلوم التصور السينمائي و دبلوم المونتاج، وتكريس معارفهن في مجالات المساقات المطروحة للفصل الدراسي الحالي، منها: الأخبار والتقارير الإخبارية، وكتابة السيناريو، والتصوير الفوتوغرافي، والأفلام الوثائقية، والإضاءة، والتصوير السينمائي، والمونتاج، وأساسات الصوت.

اشتملت الفعاليات على عرض مسرحي بعنوان "كلارينيت"، تم تنفيذه بالتعاون مع قسم الشؤون الطلابية في الكلية ومسرح "سفر"، وهي مسرحية وطنية من نوع "مونو دراما" للفنان فادي الغول، تحاكي واقع معاناة اللاجئين الفلسطينين خلال فترة الحرب الإسرئيلية على لبنان عام 1982م، حيث كان الهدف الأساسي من العرض هو توعية الطالبات وتثقيفهن فيما يخص تاريخ القضية الفلسطينية وبعض مراحلها المفصلية، إضافة إلى ممارستهن مهام التصوير للمسرحيات، ومونتاجها، ومعالجة الصوت والإضاءة، وكتابة الأخبار.

وعقد المركز ثلاث محاضرات متخصصة في مواضيع إعلامية متعددة، الأولى للمخرج أمجد الرفاعي حول الإخراج الوثائقي، تم خلالها عرض ومناقشة فيلم "سعال.... قصة الأب الغائب"، وهو من إنتاج فلسطيني لشركة O2 CAM. حيث شاركت الطالبات والأساتذة في نقد الفيلم من حيث التصوير والمونتاج والإخراج ومعالجة الفكرة بصرياً وصوتياً ومن حيث الإضاءة، وقدم الرفاعي جملة توصيات للطالبات لإفادتهن في مستقبلهن المهني.

والمحاضرة الثانية لمراسل فضائية "معاً" في محافظة رام الله والبيرة الإعلامي فراس طنينة، تناول فيها تجاربه الكثيرة في مجال الإعلام المكتوب كمحرر في صحيفة الأيام، وأهمية القراءة والثقافة العامة للمحرر والصحفي بشكل عام، كما وقدم طنينة جزءاً من مراحل تجربته كمراسل إعلامي لفضائية "معاً" وخاصة في أوقات النزاعات، وركز على موضوع السلامة الشخصية للصحفي، ودوره كصحفي وكإنسان وكمواطن في ذات الوقت.

فيما كانت المحاضرة الثالثة للمصور الفوتوغرافي عصام الريماوي، تناول فيها تجربته في مجال التصوير الفوتوغرافي، حيث أكد الريماوي أن الإبداع والتميز لا ينحصر في تصوير نوع معين من الفعاليات، وقال "باب الإبداع مفتوح في كافة مجالات التصوير الفوتوغرافي"، وأوضح للطالبات أن مهمتهن كمصورات صحفيات تبدأ قبل أن يلتحقن بصفوف العمل الصحفي، حيث أن التصوير بحاجة إلى ممارسة قبل العمل أيضاً.

كما واشتملت فعاليات المركز أيضاً على زيارتين علميتين استهدفتا صحيفة الحياة الجديدة، ووكالة الأنباء "أسوشييتد برس" AP، للتعرف بالمؤسسات الإعلامية وأدوارها، ودوائرها، ودور كل شخص من فريق العمل، وعملية الإخراج الصحفي للخبر ونشرة الصحيفة.

حيث قامت الطالبات بدور التصوير الفوتوغرافي، وكتابة الأخبار والتقارير الإخبارية، وإعداد صور ولقطات لتقارير مصورة للإعلام المرئي، لتكون الفعاليات والنشاطات محطات عملية لتعليمهن وممارستهن ما يتعلمنه ضمن المساقات.

هذا وتقوم الطالبات بمهام إعداد فيلم وثائقي تصوير ومونتاج لعدد من أنشطة مدرسة فيصل الحسيني، لتمكن المدرسة من توثيق نشاطاتها، وإبرازها للمجتمع المحلي.

كما وينظم المركز قريباً عرضاً لأفلام وثائقية من إعداد شباب فلسطينيين بالتعاون مع جمعية السيمائيين الشباب الفلسطينيين، وذلك لإتاحة الفرصة امام طالبات المركز لمشاهدة ونقد أفلام مميزة، والاستفادة من تجارب أصحابها، والانضمام إلى فرق المنتجين الشباب في الوطن.

تأتي جملة النشاطات والفعاليات هذه ضمن خطة وتوجه إدارة الكلية وإدارة المركز لتحقيق عدة أهداف، أهمها الربط بين المساقات التعليمية واحتياجات سوق العمل، وإعداد الطالبات ليكن جاهزات لخوض الحياة العملية باقتدار وتميز بعد التخرج، وإتاحة الفرصة لهن للتعرف على مؤسسات وشركات الإعلام المختلفة، وبناء جسور العلاقات التي تساعدهن على إبراز قدراتهن ومهاراتهن، وكذلك الرفع من مستوى المهارات والخبرات التي يتم إكسابها للطالبات على مقاعد الدراسة.

يذكر أن كلية فلسطين التقنية- رام الله للبنات قد افتتحت مركز الكفايات في الإعلام وصناعة الأفلام عام 2014، والذي يمنح درجة الدبلوم في تخصصي التصوير السينمائي، والمونتاج، ومن المخطط أن يمنح قريباً درجتي الدبلوم في الصوت، والإنتاج والإخراج، حيث تم تأسيسه بتمويل من الكلية ومؤسسة التنمية السويسرية، وتنفيذ الوكالة الألمانية للتنمية.

تقول عميدة الكلية د. ديمة الناظر "أن المركز سيقدم إضافة إلى تخصصات درجة الدبلوم في تقنيات الإعلام عدداً من الدورات التدريبية للعاملين في مجالات الإعلام المختلفة، والهواة، بناء على احتياجاتهم واحتياجات المؤسسات الإعلامية".

وأضافت الناظر "أن طاقم المركز يقوم بالإعداد لهذه الدورات، التي تهدف بالدرجة الأولى إلى رفع مستوى مهارات العاملين في الإعلام، لتنعكس بالتالي إيجابياً على آداء وسائل الإعلام"، وأفادت أيضاً أن "المركز يعمل على نسج علاقات التعاون والشراكة مع المؤسسات والشركات الإعلامية المختلفة، والتي بدأها مع مؤسسة "بال ميديا"، وجمعية السينمائيين الفلسطينيين، إنطلاقاً من إيمان الكلية بأن الشراكة مع سوق العمل محورية، ودراسة احتياجات السوق وتلبية تلك الاحتياجات يتم بالشراكة مع المؤسسات والشركات".

تضم أسرة المركز عدداً من الأكاديميين الإعلاميين وهم: نياز ضيف الله "محاضراً ومديراً"، و محمد انجاص "محاضراً"، و رأفت الحج علي "محاضراً"، و محمد سلطان "مساعداً تقنياً"، إضافة إلى عدد من المحاضرين العاملين بدوام جزئي.