من منطلق ضرورة الحفاظ على امن الشباب الفلسطيني ومحاولة فرض جو من الاحترام المتبادل بين الشعبين العربي واليهودي في ظل الاعتداءات التي تفاقمت في الفترة الأخيرة الى جانب الاعتقالات الفيسبوكية والعنصرية المنتشرة فقط لانك عربي ومن اجل مواجهة هذا كله، بادر موقع "بكرا" بمشروع "التعايش لغتي" و "العنصرية ليست انا" نحو السلام والعيش المشترك المشروط بنيل الحقوق حيث لاقت هذه الشروط ترحيبا واسعا من الشارع العربي. في حين ان البعض اعلنها بوضوح انه لا يؤمن بالتعايش نظرا لان الطرف الاخر أيضا يرفض هذه الفكرة. والبعض طالب أولا بالحقوق والمساواة كصفات أساسية للتعايش، في حين ان اخرين اكدوأ لـ"بكرا" بانه من منطلق الإنسانية علينا ان نتعلم كيف نعيش احدنا مع الاخر بسلام وامن واستقرار بغض النظر عن العرق او الدين او العقيدة.
مساواة حقيقية ومن ثم الحديث عن التعايش
إسماعيل نعامنة من بلدة عرابة قال لـ"بكرا" في هذا السياق: بالطبع التعايش هو امر جميل وندي يرتكز على الاحترام المتبادل، هي فكرة مشروعة جدا ولكن بالبداية يجب ان يكون هناك مساواة حقيقية ومن ثم الحديث عن التعايش.
وتابع يوضح: في بلادنا نعلم جيدا بانه لا يوجد مساواة ما بين الشعبين بل عنصرية الى ابعد الحدود، لذلك الحديث عن التعايش اليوم هو امر معقد جدا.
اسراء عثامنه من الرينة وافقته القول حيث قالت لـ"بكرا": التعايش يكون له صفات معينة حتى يتحقق على ارض الواقع مثل احترام ومساواة وحقوق، في حين اننا نرى ان هذه الأمور غير موجودة جميعها لذلك الحديث عن التعايش يتخلل بعض الارتباك والتفكير مرتين.
اما هادي أبو عطا فقال لـ"بكرا": التعايش هو امر صعب جدا نظرا لكل الاحداث السياسية التي تحصل حولنا الا انه لا محالة ولا مناص، علينا ان نتقبل الفكرة وان نعيش مع الطرف الاخر وفق معاييره بشرط ان يتقبل هو الاخر هويتنا معاييرنا واخلاقنا..
هل يريد المواطن اليهودي التعايش مع العربي..؟
إبراهيم بدارنة من سخنين قال معقبا لـ"بكرا": انا لا اؤمن بالتعايش فنحن شعبين من ثقافات مختلفة، كما انهم أكثرية في الدولة والاقوى، ومبادرة التعايش يفترض ان تبدأ بها الأكثرية اذا ما رأت بانها قادرة على ذلك وان لديها قابلية بالتعايش معنا، علما انني أرى عكس ذلك تماما.
اما لؤي مصاروة من الطيبة فقال معقبا: نحن العرب الموجودين داخل الخط الأخضر اثبتنا باننا نريد ان يكون هناك تعايش بيننا وبين الشعب اليهودي، نعمل معهم ، نتعلم عندهم، ندفع ضرائبهم، وننفذ قوانينهم، في حين انهم هم من عليهم اثبات حسن النية لانهم أكثرية وبالعمل أيضا وليس فقط بالقول والشعارات.
وتابع: انا كمواطن لا اشعر بالأمان في الدولة لانني اقلية، كما ان الدولة لا تقوم بحمايتي كأقلية، حيث انني لا استطيع ان اسير في الشارع واتحدث لغتي العربية، كما انني دائما المتهم حتى قبل اثبات ادانتي، السؤال الذي علينا طرحه هو، هل يريد المواطن اليهودي التعايش مع العربي..؟
داعمون وبشدة.. من منطلق الانسانية
من ناحيتها ميسون عابد من الناصرة فاعلنت دعمها الكامل لفكرة التعايش خاصة خلال هذه الفترة حيث قالت لـ"بكرا" انا مع التعايش لانه لا يوجد لدينا حل اخر، نحن مجبرين ان نعيش مع بعضنا بسلام .
اما محمد عماش من جسر الزرقاء فقال لـ"بكرا": ادعم الفكرة جدا مع اجندة تتم صياغتها من خلال الشبابيك المفتوحة وليس من خلال الابواب المغلقة.
بدورها ليال كركي من المغار قالت لـ"بكرا": التعايش واذا كان الكلام عن التعايش بين العرب واليهود في اسرائيل فأنا مع وبشدة، فهذا هو الحل الوحيد بالنسبة لنا ولهم لوقف سفك الدماء والحد من أعمال العنف لكلا الطرفين. وأذا حاولنا ان نتعايش ونتفاوض فهذا ربما سيأتي بحلول ايجابية ترضي كل من الطرفين، وقد تكون البداية لتفاهم دائم يأتي بالسلام في نهاية المطاف.
ووافقتها المربية فريدة صفدي من الناصرة حيث قالت لـ"بكرا": خلق الانسان ليحب اخيه الانسان وابتدع فكرة قبوله كما هو واقول اني ارى نفسي في الاخر واحب لنفسي ما احبه للغير ،اساعد على قدر استطاعتي لا يهمني دينه او عرقه ولقد خلق الله الانسان ليعيش فطرته التي فطر عليها هكذا ارادنا الله وهكذا اراد للاخرين نساعد ونطلب المعونه للجميع وللاسف تري اناس يفضلون من هو قريب منهم ويغالون في المساعده والسبب انانيه وتلك تنبع من خوفهم الداخلي، ليس عندهم ايمان بالله تراهم متعصبون لانفسهم ويكرهون الاخرين.
من ناحيته المربي صالح عبود من عيلوط قال: التّعايش يقوم على التّفاهم والتّكامل بين النّاس، ولا يمكن للمجتمع الإنسانيّ أن يستمرّ دون مفهوم التّعايش وتطبيقاه اليوميّة، ولا ينحصر التّعايش في مفهومه اليوميّ بين فئةٍ وأخرى، بل إنّه يقع في تفاصيل ومكوّنات حياتنا بعيدها وقريبها، ويبدأ ذلك مع التّعايش الذّاتيّ بين المرء وذاته، ثمّ يتوسّع بين الشّركاء في الأسرة والعائلة الضّيّقة المصغّرة، ثمّ في العائلة الأوسع، وكذلك في ميدان العمل الوظيفيّ، وكلّ مجال حياتيّ يتّصل بحياة البشر جميعهم في كلّ عصر ومكان.
وأضاف: أمّا بالنّسبة للتّعايش العربيّ اليهوديّ في البلاد، فهو مسألة السّاعة منذ أكثر من مائة عام، ولا يزال الشّعبان تائهين في متاهات الخلافات السّياسيّة والصّراع القوميّ الّذي قزّم مساحة التّعايش مرارًا، ولكنّ ذلك لم يمنع ولن يمنع إمكانيّة التّعايش حاضرًا ومستقبلًا بينهما، فأسباب التّعايش قويّة وكفيلة بأن تقنع كلًّ منهما بضرورة التّكامل في دولة واخدة ومجتمع متعايش يحترم الآخر ويحفظ لكلّ طرف حقوقه وخصوصيّته، وتلك عندي هي حقيقة التّعايش.
رافضون وبشدة... التعايش مجازر..
امين شرارة من الناصرة كان له موقفًا حادًا حيث قال لـ"بكرا": التعايش هو الشماعة التي تعلق عليها الجرائم وتغطى بغطاء من حرير وبما أني من عشاق التعايش أريد أن أطرح بعض أنجازات التعايش وطرح بعض الأمور المخفية تحت الغطاء .
وتابع طرحه قائلا: من إنجازات التعايش بعض المجازر البسيطه التي كانت بحق شعبنا والتي يستغلها البعض لمآرب ذاتيه كمجزرة كفر قاسم وما سبقها من مجازر بسيطه وما خلفها والغريب في الأمر أنهم إعترضوا على قتل 13 عشر شابا في سنة 2000 وبعض التضييقات البسيطه للمحافظة على أمن المواطن وهدم البيوت الغير مرخصه وإخراج أهلها للعراء .
وأضاف متسائلا:لماذا تعترضون على التعايش فما كان منه سوى القتل والهدم والتضييق والتطبيع والأسر وتدنيس المقدسات كلها أمور بسبطه يجب عليكم تقبلها برحابة صدر .
بدوره خالد فراج قال لـ"بكرا": اعتقد انه ما يروج له اليوم هو تعايش مزيف فهو يخدم فقط الطرف القوي والظالم. هناك فرق كبير بين التعايش اليومي والذي هو بمثابة حاجة وليس رغبة بحقيقة الامر وبين التعايش الموجود بالشعارات. تعايش حقيقي لا يمكن ان يتحقق بظروف عنصريه ممنهجة وموجهه، وبينما الاغلبيه في الطرف الاخر تنادي بالموت لك لكونك عربي فلسطيني واليسار الإسرائيلي لا يتعايش مع نفسه وهذا نفاق. التحدث عن تعايش حقيقي ممكن ان يبدأ فقط بعد تحقيق عدل كامل للشعب الفلسطيني بكل اطيافه والوقوف على ثوابته.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق