من منطلق ضرورة الحفاظ على أمن شبابنا، ومحاولة فرض جو من الاحترام المتبادل، بين الشعبين العربي واليهودي، ومن اجل مواجهة الموجة العاتية التي تجتاح النفوس والميادين وشبكات التواصل الاجتماعي، خاصةً بعد أكد رئيس الحكومة الإسرائيلي التزام إسرائيل بالحفاظ على الوضع القائم في الأقصى، بادر موقع "بكرا" مع مجموعة من الناشطين الاجتماعيين إلى كتابة "ميثاق اجتماعي" يهدف إلى تهدئة الخواطر والأوضاع، ولترسيخ قيم التسامح والشراكة بالمصير.
وجاءت المبادرة تحت عنوان "التعايش لغتي" و- "لأن العنصرية ليست انا" في الوقت الذي يشهد فيه ابناء شعبنا إنتهاكات متكررة، فقط للتشديد على أنّ وجهتنا بالطبع نحو "السلام" والعيش "المشترك" المشروط طبعًا بنيل الحقوق، المساواة، وحتى إنهاء الاحتلال.
وفي هذا السياق التقى مراسلنا بكل من رجل الاعمال المعروف كوبي ريختر ورئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة للحديث عن إمكانية تهدئة الخواطر، الشروط لذلك، من المجتمعين العربي واليهودي.
التعامل مع العرب كطابور خامس
وتقييمًا للوضع والمستفيد من هذا التصعيد قال رجل الأعمال كوبي ريختر أنه يجب علينا أن نفصل بين التطورات في السنوات الأخيرة والتصعيد الجاري منذ الشهر تقريبًا لكن المسؤولية الأولى والأخيرة على "الإحتلال".
وأوضح ريختر أنّ المشكلة تكمن بجزء كبير من مواطني إسرائيل، الذي يقبع أخوتهم وأقربائهم في الجانب الثاني، وأي تضامن معهم يعد طابور خامس، الأمر الذي يساهم أكثر في التصعيد، فعدم فهم تركيبة مجتمعنا، والإنكار أن المجتمع العربي له تواصله في الشق الثاني، تخلق حالة ولادة لعددٍ من "المتطرفين".
وقال أنّ الوضع الحالي نتج بسبب السياسات المنتهجة، حيث قام عددٌ بمواجهة الإحتلال بالسكاكين، لأنه يفقتد العتاد العسكري المناسب. مضيفًا أنه يجب أنهاء التصعيد، ليس بقمع "المتمرد" انما بالخيار السياسي المتوجب.
فترة ما بعد اوسلو
وفي معرض رده عن إمكانية التقارب بين الشعبين رد عضو الكنيست ورئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة قائلا بأنه على قناعة أن التقارب بين الشعبين وارد، فالعربي أصلا جزء من الجو العام في هذه البلاد، وفترة ما بعد أتفاق أوسلو أثبتت أن إمكانية العيش المشترك ليس بحلم صعب التحقيق مستشهدًا بأمثلة من العالم.
وأكد عودة أن إمكانية العيش المشترك مشروطة بإنهاء الإحتلال، فوحدة إنهاء الإحتلال قادر على التسوية السياسية، موضحًا أن إسرائيل خسرت كثيرًا برفضها للمبادرة العربية، التي كانت لتضمن عدم عزل إسرائيل عالميًا وعربيًا، وخسرت أكثر من إقصائها للتعامل مع القائد الفلسطيني ابو مازن بالإدعاء أن ليس شريكًا للسلام رغم برغماتيته.
تشخيص للخارطة السياسية في إسرائيل
ريختر وافق عودة على إدعائه الاخير وبيّن انه بمعزل عن المبادرات التي طرحت اليسار الإسرائيلي يعاني من أزمة حقيقة، فهو لا يدار كيسار ويعزز معسكره، إنما يبحث دائما عن أصوات اليمين علمًا أنها معركة خاسرة.
وشخّص ريختر حالة المجتمع الإسرائيلي موضحًا أن ثلاث تيارات سياسية تسيطر على الساحة السياسية في إسرائيل، أولها اليمين القومي، والذي وعد بإسرائيل كاملة وصعب أن نؤثر عليه، والثاني اليسار الذي على قناعة أن الحل الوحيد لضمان أمن وسلامة إسرائيل هو انهاء الإحتلال، فيما هنالك تيار يؤمن بأن انهاء الإحتلال مهم إلا أن الخوف حد الهلع الذي يسطر عليه ويبثه نتنياهو يمنع منه إتخاذ خطوات تصب في صالح اليسار.
وأوضح ريختر أن أمام هذه الصورة المطلوب العمل بكثافة على هذا التيار وإقناعه أن مخاوفه ستبدد مع إنهاء الإحتلال وإقناعه أن الراحة الإقتصادية، للجميع، قادرة على خلق وضع جديد يسود الأمن والآمان.
تعزيز الخطاب المدني مقابل العسكري
بدوره أكد عودة أن الحل هو تقوية الخطاب المدني مقابل الخطاب العسكري، حيث يسيطر على المجتمع الإسرائيلي حتى عام 2011 خطاب عسكري فيما سجل تحول بعد عام الـ 2011 نحو إمكانية طرح الخطاب المدني.
واضاف النائب عودة أن نتيناهو يعي جيدًا هذا التحوّل عليه يحاول مجددا إعادة الخطاب إلى المربع الأمني عليه جاء بتصريحات "وهمية" بعيدة عن الواقع ومضللة ومنها أن أعضاء القائمة المشتركة يرفعون أعلام داعش وأن مفتي القدس أقنع النازي أدلوف هتلر بحرق اليهود بعكس ما اراد.
تكاتف قوى اليسار التقدمي
واكد كل من ريختر وعودة أن لفرض هذا الحل هنالك حاجة لتكاتف قوى اليسار التقدمي بالمجتمعين والعمل سوية لفرض التسوية على حكومة نتنياهو، مشددًا النائب عودة بأن وجهة المجتمع العربي بالطبع نحو السلام ونفرض أن يحول نضالنا من سياسي إلى ديني، كيفما يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلي عرضه اليوم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق