أعلنت مجموعة من أهالي طلاب في المدارس الاهلية مؤخرا عن انشائها لرابطة أولياء أمور الطلاب في المدارس الاهلية وهي تكون الأولى من نوعها حيث ان إدارات المدارس الاهلية لم تحبذ منذ تأسيسها فكرة إقامة لجان أولياء أمور الطلاب، كما أبعدت أهالي الطلاب ولم تعمل على اشراكهم في طريقة عمل هذه المدارس ووضعت حواجز عدة وشكلت فجوات عميقة بينها وبين أولياء أمور الطلاب كشفت عنها النضال الأخير الذي خاضته المدارس الاهلية امام وزارة المعارف لتحصيل حقوقها في اعقاب عملية تقليص الميزانيات التي قامت بها الوزارة، بدعم كبير جدا من أولياء أمور الطلاب الذين بدورهم وبالرغم من ابعادهم عن المسيرة التعليمية لاولادهم لبوا دعوة هذه المدارس وشاركوا في العملية النضالية لمصلحة أبنائهم.

في البيان التأسيسي للرابطة اكد مؤسسو هذه الرابطة على انه يجب ان يكون للاهالي اشراك في العملية التربوية لصالح أبنائهم، مشيرين الى انه تطمح الرابطة بأن تتحول إلى ممثلة لعموم أولياء أمور الطلاب بصفتها هيئة عُليا للأهالي تُمثلهم أمام الجهات المختلفة وأهمّها إدارات المدارس والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المختلفة، بحيث تستمد شرعيتها من أعضائها بصفتهم أولياء أمور طلاب في المدراس الأهلية، كما ستتعاون الرابطة مع الهيئات القطرية والجمعيات التي تعمل في مجال التعليم والتربية بما فيها الأتحاد القطري للجان أولياء امور الطلاب العرب الى جانب العمل على مسح وتفصيل التمييز الواقع بحق الطلاب والعمل على استنهاض الاهالي وتوعيتهم بما يخص الظلم الواقع على طلابنا من حيث التمييز الممارس بحقهم في التعليم والميزانيات وساعات التدريس والبنى التحتية وما الى ذلك، بالأضافة الى توضيح كل ما يتعلق بالأقساط الشهرية وقوانين الجباية وغيرها من الأمور.

الاضراب العام الذي استمر شهرا كاملا كشف عن فجوة بين الأهالي وادارات المدارس

غسان منير من المؤسسين لرابطة أولياء الأمور ووالد لطالبة في المدارس الاهلية قال لـ"بكرا" في هذا السياق: ازمة المدارس الاهلية والاضراب العام الذي استمر شهرا كاملا كشف عن فجوة بين الأهالي وادارات المدارس، كما كشف انه تم ابعاد الأهالي عما يحصل في المدارس الاهلية، بكل ما يتعلق بالعجز المالي والقسط وميزانيات الحكومة وغيرها، الاهل كانوا مغيبين تماما عن كل ما يحصل في المدرسة والسبب في ذلك ان المدارس الاهلية منذ ان أقيمت منعت إقامة لجان أهالي او لجان أولياء أمور الطلاب، لذلك لم يكن هناك حلقة وصل بين إدارات المدارس وبين الأهالي حيث انه عندما بدأت الإضرابات والخطوات النضالية في سبيل تحصيل حقوق المدارس الاهلية من الوزارة تفاجأ اغلبية الاهل ولم يعرفوا كيفية التصرف، لانهم لم يشاركوا مرة في مظاهرات وقسم منهم كان خائف بالمشاركة في هذا النضال بالرغم من ثقافتهم ومستواهم، حيث توقعوا انهم يقومون بامر غير قانوني، وعندما بدأوا بالاضراب والتظاهر ملوا سريعا لان كل العمل النضالي وقع على عاتق قسم معين من الأهالي تم تجنيدهم بينما اغلب الاهل لم يشاركوا بالمظاهرات، لم يكن هناك مشاركة بسبب انعدام الصلة المباشرة بين المدارس وادارات المدارس.

اضربت شهرا وعادت بخفي حنين، انتهت الازمة وانتهي معها النضال..

وتابع مفصلا: انا شخصيا غير راضي بالنتائج التي حصلنا عليها بعد شهر من الاضراب، لان أي مؤسسة في العالم بعد اضرابها لشهر كامل من الممكن ان تحصل على اكثر بكثير مما حصلنا عليه من الوزارة، حيث ان المدارس الاهلية اضربت شهرا وعادت بخفي حنين، الإنجاز الذي عادوا به هو غير مضمون مع التوقيع على عدم الاضراب مرة أخرى، كان هناك خلال المفاوضات سذاجة واضحة من طرف إدارة المدارس الاهلية ولجنة المفاوضات الكنسية ورجال الدين ، كنت افضل ان يتدخل النواب العرب الذين قمنا بالتصويت لهم في الكنيست بان يتدخلوا بصورة اكبر ويشاركوا في المفاوضات بشكل افضل لمصلحة المدارس الاهلية، وكان من المفروض ان تحضر إدارات المدارس الاهلية لجنة مختصة تساعدها وتدعمها في المفاوضات من نواحي عدة تحضيرا للخطوات النضالية.

واضح لـ"بكرا": انتهت الازمة وانتهي معها النضال، والمدارس نسيت الأهالي، نحن نرفض ان نكون على جنب الخارطة التعليمية لاولادنا بل علينا ان نتواجد طيلة الوقت لان الاهل لديهم عدة أمور وطاقات من شأنها ان تساهم في رفع مستوى هذه المدارس، لم يتم استعمال الاهل كما يجب واستغلالهم في سبيل مصلحة الطلاب وكما قال لي احد الخورانة "عليكم ان تتلقوا الأوامر وان تنفذوها ليس اكثر" وانا ارفض هذا التوجه، نحن لسنا عبيد لاحد، المدارس بالنسبة لنا ليست الحجر وانما البشر ، المدارس هي أولادنا ونحن من نقوم بدفع الأقساط وبدوننا فانه يتم اغلاق هذه المدارس.

ونوه الى انه حتى اللحظة المدارس الاهلية لم تبدي أي ردة فعل ولم يتم التجاوب مع الرابطة بل هناك محاولات لافشال الرابطة حيث قال:منذ اعلاننا عن انشاء الرابطة ظهرت محاولات شتى لكسر همتنا وردعنا عن المخطط، مثل اتهامنا باننا تابعين لاحزاب معينة في حين اننا غير محزبين لغير أولادنا، وأتمنى ان تفهم المدارس الاهلية وان تقتنع بان اقصائها للاهل هو امر خاطئ، وان تقتنع الكنائس أيضا انه من مصلحتها ان نكون سوية امام الوزارة وان نعمل سوية وان تشركنا بكل ما يحدث في اروقتها.

نبيل ارملي: إدارات المدارس الاهلية لا ترحب بوجود لجان أولياء أمور الطلاب..

اما نبيل ارملي عضو في رابطة أولياء أمور المدارس الاهلية ومن المؤسسين قال لـ"بكرا": الرابطة قامت بمبادرة من مجموعة واسعة جدا من الأهالي الذين يتعلمون أولادهم في مختلف المدارس الاهلية في البلاد، وهي جاءت كمبادرة من اجل العمل مع المدارس الاهلية بهدف تأسيس لجان أولياء أمور في هذه المدارس لانه لا يوجد بها لجان أولياء أمور والإدارات لا ترحب بوجود هذه اللجان، من منطلق ان الأهالي يريدون ان يواكبوا مسيرة تعليم أبنائهم في المدارس الاهلية ويريدون ان يكونوا شركاء في العملية التربوية وبلورة السيرورة التعليمية لاولادهم، لا يريدون التدخل في عمل المدرسة او التأثير سلبا، بل فقط يريدون ان يكونوا جزءا من هذه المنظومة، ولهم الحق في ذلك وهي امر متعارف عليه في جميع انحاء العالم، وبما انها غير موجودة في المدارس الاهلية فنحن نعمل لتأسيس لجان أولياء أمور في المدارس الاهلية.

بعض المدارس رحبت والبعض دون ردة فعل حتى اللحظة..

وأضاف قائلا: بدأت المبادرة تحديدا بعد انتهاء الاضراب لانه خلال الاضراب ظهر أهمية دور الأهالي في إنجاح الاضراب، ووقفتهم الحقيقية والصادقة مع المدارس وكيف ساعدت في إنجاح الاضراب، لذك قررنا كأهالي ان نكمل الطريق وان نستمر في دعم المدارس واعطائها القوة في اتجاه المشاركة في العملية التعليمية، ومنذ ان اعلننا عن الرابطة هناك استجابة كبيرة حيث انه ينضم عشرات الأهالي للرابطة بشكل يومي، هدفنا الحالي هو جمع اكبر عدد من الداعمين للرابطة بحيث تكون هيئة تمثيلية بشكل او باخر امام المدارس الاهلية بهدف التعاون واشراك الاهل في العملية التربوية للأولاد.

وعن ردود فعل المدارس الاهلية بعد الإعلان عن الرابطة عقب قائلا: ردود الفعل لم نسمعها بشكل رسمي حتى اللحظة حيث ان بعض المدارس ترحب بوجود الرابطة وعملها وترى ان الامر مطلوب، اما القسم الاخر لم نسمع منهم ردة فعل ونتوقع ان يرحبون بهذه المبادرة لان هدفنا ليس الوقوف ضد المدارس بل هدفنا مساعدتهم ودعمهم من اجل مصلحة أولادنا لانهم في النهاية هم اهم عامل في هذه المعادلة.

عبد المسيح فهيم: لا تعقيب!!

مراسلتنا توجهت الى الاب عبد المسيح فهيم احد رجال الدين الذين قادوا النضال امام الوزارة وعضو لجنة المفاوضات ورئيس الأمانة العامة للمدارس الاهلية في البلاد وسألته عن رأيه بهذه الخطور خاصة وان المدارس الاهلية والكنائس قد منعت منذ انشائها وجود لجان أولياء أمور طلاب حيث عقب قائلا بدوره: لا يوجد لدي ما أقوله.. وطلب من مراسلتنا التحدث مع أصحاب الرابطة والاستيضاح منهم!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com