افاد تقرير صادر عن وزارة الصحة , ان عدد الإسرائيليين , الذين تلقوا علاجات بأدوية " ريتالين " طوال العام الماضي ( 2014 ) – قد بلغ ( 236 ) الفا و ( 237 ) شخصا , من مختلف الاعمار , على خلفية الاضطراب بالتركيز لديهم .

وتشير الأبحاث العلمية المتعلقة بهذه الظاهرة (الاضطراب بالتركيز) الى انها حاصلة لدى 7%-10% من الأولاد والمراهقين , ولدى البالغين من 4%-7% .

وتوصيفا لهذه الظاهرة , تقول د. ايريس مانور , الخبيرة النفسية المختصة بالأولاد – انها ظاهرة متأصلة تتعلق بالتطور العصبي , ولها تأثيرات وانعكاسات على مختلف جوانب حياة الشخص الذي يعانيها , مثل الجانب العاطفي الحسي , الاجتماعي , السلوكي , والتعليمي . وأضافت ان من بين اعراض هذه الظاهرة – الاضطراب في انتظام النوم , وفي الشهية للطعام , والسمنة الزائدة كثيرا , وفي المزاج وتقلباته , وفي قوة الذاكرة وفي ضبط الاعصاب وفي القدرة على الاصغاء والتأني في الاستماع والانصات " لكن كل هذا لا يعني ان الشخص الذي يعاني اضطرابا بالتركيز هو انسان سيء , حيث ان معظم المصابين بالاضطراب هم موهوبون وطيبون ومسالمون دافعية واقبال على كل ما هو نافع ومفيد لهم وللناس والمجتمع " – على حد تقييمها.

العلاج الدوائي ضروري

وتشدد د. مانور على ان هذا النوع من الاضطراب ليس " عسرا تعليميا " ( " ديسلكتسيا " ) , كما ان تشخيصها وكشفها مختلف , وهي مهمة ومسؤولية الطبيب , بينما يتوجب على الخبير النفسي الذي يشخص حالة اضطراب التركيز ان يتوجه الى الطبيب المختص , لاستكمال التشخيص والتحقق منه. واكثر الادوية انتشارا لمعالجة اضطراب التركيز في إسرائيل – هو " متلبنيدات " , الذي يعتبر " ريتالين " بامتياز .

" ليس دواء سحريا " !

وتضيف د. مانور ان العلاج الدوائي للاضطراب ضروري , والغرض منه منع تطور وتصاعد أي ضرر او مرض متفرع " لكن الريتالين ليس دواء سحريا " – على حد تعبيرها , مشيرة الى ان 15% من المصابين لا يتفاعلون مع هذا الدواء , بل انه يتسبب أحيانا بأعراض جانبية مزعجة . وأضافت انه تتوفر ادوية اكثر سهولة وضمانا لراحة المصاب , وهي ادوية مصنوعة على قاعدة الريتالين , مثل : كونتسرتا وفوكلين , وكذلك ادوية مصنوعة على قاعدة غير الريتالين , مثل : ادرل , يوانس , وسترترا , مع لزوم الامر , والقدر الصحيح ( الوجبة الصحيحة ) , واذا لزم الامر – يجب تبديل الدواء وتغييره لتجنب الاعراض الجانبية " – كما قالت .

ونجدر الإشارة الى ان دواء " ريتالين " قد ابتكر عام 1957 , قبل حوالي ستين عاما وقد أجريت حوله الاف الأبحاث , ولم تكشف هذه الأبحاث اضرارا بعيدة المدى لهذا الدواء , بل على العكس من ذلك : اذ توجد حاليا هيئة بحثية موثوقة تجري ابحاثا حول الأشخاص البالغين الذين عولجوا بالريتالين منذ صغرهم , وقد بينت هذه الأبحاث ان هؤلاء الأشخاص لم يصابوا – على الغالب , بعد العلاج , بأمراض وانهيارات نفسية , وحالات ادمان – مقارنة بالبالغين الذين لم يتلقوا مثل تلك العلاجات . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com