قامت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بمركباتها المختلفة مؤخرا بإلغاء الزيارة التي كانت قد أعلنت عنها مرات عدة وحددت تاريخا لها للقدس والاقصى تضامنا مع القضية واستنكارا واستهجانا للاعتداءات المتكررة على الأقصى والشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة ، مما اثار حفيظة البعض، حيث اتضح أيضا من خلال البيان الذي ارسلته المتابعة بعد الغائها الزيارة في المرة الأولى بان هناك خلاف حول الزيارة بين مركبات المتابعة والأحزاب المختلفة لذلك تم الغائها.
الى ذلك.. نشهد الآونة الأخيرة هدوءً نسبيا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية حول القضية، وخاصة بعد مظاهرة سخنين القطرية التي شارك بها الالاف واعتبرت ناجحة جدًا، في حين ان الاعتداءات على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة من قبل الجيش والمستوطنين وسفك الدماء الفلسطينية ما زال قائما، الى جانب مقاطعة العرب في الداخل تجاريا واقتصاديا من قبل المؤسسات الإسرائيلية بسبب تضامنهم مع أبناء شعبهم وقضيتهم.
"بكرا" توجه الى قيادات المجتمع العربي وسكرتارية بعض الأحزاب في المتابعة لاستيضاع أسباب الغاء الزيارة الى الأقصى والغموض الذي يكتنفها الى جانب السبب في انخفاض وتيرة النضال والهبة الشعبية بعد الاحداث المتسلسلة والمظاهرات التي أدت الى اعتقال العديدين.
حنين زعبي: المجتمع الفلسطيني في الداخل لا يستطيع ان يحمل على كتفيه النضال الفلسطيني الشامل
النائبة حنين زعبي نوهت قائلة في هذا السياق: علينا ان نكون واقعيين، المجتمع الفلسطيني في الداخل لا يستطيع ان يحمل على كتفيه النضال الفلسطيني الشامل، اي نعم نحن جزء من هذا المجتمع ولكن لا نستطيع ان نكون فيما يتعلق بالنضال ضد الاحتلال مركز النضال، نحن جزء من النضال ضد الاحتلال، لكن لا نستطيع ان نكون دائما وقود ومحرك هذا النضال، خاصة واننا نعيش واقع سياق المواطنة الإسرائيلية، حيث يكون نضالنا نضال سياسي من الدرجة الأولى.
وتابعت لـ"بكرا":وليس صدفة ان مركز النضال كان القدس، وهو ابعد بقعة عن توقعات الإسرائيليين وحتى عن توقعاتنا نحن الفلسطينيين، النضال ضد الاحتلال مركزه الضفة وغزة، نحن نناضل ضد المشروع الكولنيالي والاحتلال من موقعنا، ولا نستطيع ان نحافظ على مظاهرات وهبات لعدة اسابيع.
وأوضحت: لا يخفى على أحد انّ مركز حياتنا مرتبط بالمؤسسات الإسرائيلية، عملنا والجامعات وحياتنا اليومية وسلطاتنا المحلية، حيث نرى بان خطاب بعض السلطات المحلية خانع لان هناك من يظن انه بهذا السقف المنخفض نضمن لانفسنا عيشا كريما وهذا غباء، حيث اننا لا نفصل بين الخطاب الوطني والمصلحة اليومية، وهذا نقاش ليس فقط للسلطات المحلية وانما أيضا داخل الأحزاب السياسية فبالتالي نحن مرتبطون ضمن سياق المواطنة بالمؤسسات الإسرائيلية ولا نستطيع ان ننفصل عن هذا السياق لكننا لا نقبل حدود النضال السياسي كما تفرضه علينا إسرائيل او ان تفصله لنا او تحدد لنا هويتنا وخطابنا السياسي.
مسعود غنايم: انتهائنا من استحقاق رئاسة لجنة المتابعة واستقرارها هو جزء من تنظيم نضالنا بشكل اقوى
وعقب النائب مسعود غنايم عن الحركة الإسلامية الشق الجنوبي في المشتركة ورئيس لجنة انتخابات المتابعة في هذا السياق لـ"بكرا": من المقرر ان يتم خلال الأيام القادمة انتخاب رئيس للجنة المتابعة وبعدها سيتم الجلوس والتشاور بما يتعلق بالخطوات النضالية القادمة.
وأضاف: من نافل القول أنّ الاعتداءات ما زالت قائمة، وقضية الأقصى حاضرة وموجودة، وانا أرى ان انتهائنا من استحقاق رئاسة لجنة المتابعة واستقرارها هو جزء من تنظيم نضالنا بشكل اقوى وافضل في الوقت الراهن.
وتابع موضحا: الهبة الشعبية لم تهدأ، ولكن في البداية كانت الأمور عشوائية وتلقائية، والعديدين رأوا ان الاضراب والمظاهرة قاموا بايصال رسالة قوية جدا وعبرت بشكل قوي جدا عن تضامنا وغضبنا تجاه الاعتداء على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من النجاح الذي حققناه علينا حاليا ان نجتمع قريبا من اجل الإقرار بخطوات نضالية قادمة وعدم الاكتفاء بالمظاهرة القطرية على الرغم من نجاحها.
وعن تأجيل قيادة الأحزاب للزيارة التضامنية الى القصى اكثر من مرة عقب قائلا: بعد مشاورات اجريناها فيما بيننا فضلنا ان نؤجل الزيارة حاليا، لان الاحداث والاشتباكات كانت موجودة بقرانا وبلداتنا العربية مما يستوجب منا الاهتمام بهذه الأمور، علما اننا يوم الأربعاء تواجدنا خلال محاكمة الشيخ رائد صلاح، ونحن نزور الأقصى متى نشاء ولكن تقديرنا للموقف حاليا ان نؤجلها الى وقت اخر.
منصور دهامشة: اليوم لقاءات مع الأحزاب وتلخيص حول الهبة الجماهيرية من اجل ان نقر الخطوات القادمة، نضال دون تصعيد
من ناحيته، منصور دهامشة سكرتير الحزب الشيوعي عقب في هذا السياق: المظاهرة الجبارة التي جرت في سخنين بقيادة القيادات العربية التي هاجمها رئيس بلدية الناصرة علي سلام هزت البلاد والعالم بقوتها وبمشاركة الجماهيرالعربية وبالكلمات المسؤولة. الى جانب مظاهرات جرت في المجتمع اليهودي حيث جرت امس مظاهرة في القدس، على الرغم من ان هناك حركات وأحزاب احتجت على هذا النوع من المظاهرات في حين اننا نؤكد بانه علينا اختراق الشارع اليهودي وعلينا التأثير على الشارع اليهودي لانه من مصلحتنا، ان يكون تأييد لنا من الشارع اليهودي.
وعن السبب في تأجيل الزيارة التضامنية الى القصى بعد المسيرة قال: يوم الأربعاء كانت محاكمة الشيخ رائد ونحن شاركنا في المحاكمة وبعد المحكمة قمنا بزيارة القدس والاقصى دون تغطية إعلامية ولم يتم اعتراضنا من الجيش او الشرطة كما انه اليوم لدينا لقاءات مع الأحزاب وتلخيص حول الهبة الجماهيرية من اجل ان نقر الخطوات القادمة، نحن أجلنا الزيارة والأمور هدأت بطبيعتها، ونحن يجب ان نوصل رسالتنا بشكل مدروس ومنظم.
واختتم قائلا: نحن مستمرون ونتابع الأمور ولن نهدأ حتى احقاق الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، هذا هو موقفنا، هدفنا ليس التصعيد وانما منع السلطة الإسرائيلية من التهجم على القدس والاقصى والشعب الفلسطيني، الحل الوحيد هو انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذه ليست هبة وانتهت بل هو نضال مستمر لن يهدأ.
مازن غنايم : قمنا بتأجيل زيارة الأقصى بسبب الشيخ رائد صلاح
اما مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية اكد بانه تم الغاء زيار الأقصى بسبب محكمة الشيخ رائد صلاح حيث ابلغته النيابة بعد المظاهرة مباشرة بان المحكمة الأربعاء حيث قال: لم نقم بزيارة الأقصى، الجميع ذهب للتضامن مع الشيخ رائد، ونحن قمنا بتأجيل الزيارة الى الاقصى بسبب محكمة الشيخ رائد صلاح التي صادفت في الوقت نفسه.
وتابع: الأمور ما زالت مفتوحة واذا احتاج الامر الى خطوات تصعيدية، فنحن مستعدون، علما ان هناك اجتماع قمة في الأردن واحداث جديدة ممكن ان تغير مجرى الأمور في البلاد.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق