تباينت آراء الصحفيين الفلسطينيين، حول البيان الصادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في أعقاب عملية طعن الجندي الإسرائيلي مساء أمس الجمعة في مدينة الخليل، حيث أقدم المنفذ إياد العواودة على طعن الجندي متخفيا بزي صحفي فلسطيني.

ورأى بعض الصحفيين أن الاحتلال يستهدف وسيواصل استهداف الصحفيين واستخدام الزي لم يغير الوضع، فيما رأى أخرون أنه يجب تحييد الصحفيين ليتمكنوا من القيام بدورهم على الشكل الامثل.

وقالت نقابة الصحفيين في بيانها إن الصحفيين الفلسطينيين يمارسون عملهم بمهنية عالية ولا يتدخلون مطلقاً بمجريات الاحداث، ويقتصر عملهم على نقل الصورة والحقيقة كما هي، وأن الزي الذي كان يرتديه الشاب لا يشبه اطلاقاً الزي الذي يرتديه عادة الصحفيين الفلسطينيين والذي تعرفه قوات الاحتلال، وان النقابة فحصت وتأكدت ان الشاب ليس صحفياً ولا يعمل مع اي وسيلة اعلام فلسطينية او عربية او اجنبية، وغير مسجل في قيود نقابة الصحفيين.

وفيما يلي آراء بعض الصحفيين بهذا الخصوص:

ضحى عياد

من جانبها، قالت الصحفية ضحى عياد من هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية إنه يجب ابعاد الصحفيين وطواقم المسعفين وعدم استخدام الزي الخاص بهم خلال المواجهات، كي لا يعطي هذا ذريعة لقوات الاحتلال باستهدافهم اثناء قيامهم بواجبهم المهني ووضع عوائق اضافية امامهم تمنعهم من القيام بعملهم، فكل منهم له دوره الهام سواء في نقل الرسالة الاعلامية لا بناء شعبنا وللعالم كافة او تقديم المسعدة الطبية للجرحى ولا يجب ان يكون هناك تداخل في الأدوار.

وأضافت عياد أنه بالنسبة لبيان النقابة فاعتقد انه كان من الضروري ان تصدره كي تسد الطريق امام ماكينة الاعلام الإسرائيلية وقوات الاحتلال لاستغلال ما جرى كي تنفذ مزيد من اجراءاتها القمعية بحق الصحفيين والمسعفين.

أيهم أبو غوش

إلى ذلك قال الصحفي في موقع الاقتصادي الفلسطيني أيهم أبو غوش أنه لا خلاف على نية منفذي العمليات، فهم اشرف الناس واعزهم، ولكن بيان النقابة من ناحية اخرى هو مهني بامتياز ويضع النقاط على الحروف، فلا يجوز باي حال من الاحوال استخدام الواجهة الصحافية او الطبية لتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية، حتى وإن لجأت اسرائيل الى اساليب الخداع هذه.

وأضاف قضيتنا قضية عادلة ونجاح اي تحرك او نضالي يقاس بالنجاح الاعلامي الذي يمكن ان يتركه هذا الفعل النضالي، وبالتالي ارى شخصيا بأن لبس البزة الصحفية لتنفيذ عملية مرفوض، لأنه يوفر الغطاء لمهاجمه الصحفيين تحت ذرائع واهية ، كما انه يشكل مادة اعلامية دسمة لمهاجمتنا في المحافل الدولية

بثينة حمدان

من جانبها قالت الصحفي في صحيفة الحياة الحديدة بثينة حمدان أنه حتى يستطيع الصحفي نقل الصورة للعالم ويمارس عمله بمهنية يجب أن لا يتم اقحامه بالمواجهة، لكن الصحفي وخاصة الفلسطيني مستهدف من جيش الاحتلال الاسرائيلي سواء بعد هذه الحادثة أو قبلها، والشهيد رحمه الله لم يرتدي لباس الصحافة التي يرتديها الصحفيين بل هي مجرد بلوزة كتب عليها صحافة كما يكتب نادي برشلونة وغيره أما لباس الصحفيين فهو بزة واقية للرصاص كحلية اللون مكتوب عليها صحافة".

ميسم البرغوثي

في هذا السياق، قالت الصحفية ميسم البرغوثي إنها لا توافق على هذا البيان الصادر عن نقابة الصحفيين، لان الشهيد اختار الخدعة في عمليته وهو مشروع في الحروب، وله الاحترام لما اختار ثانيا الصحافة والصحافين تعرضوا للعنف والانتهاكات من قبل قوات الاحتلال منهم من استشهد ومنهم من كانت اصاباتهم خطيرة تسببت له بإعاقة دائمة.

وقالت البرغوثي إن الاحتلال لا ولم يرحم لا صحفي ولا طبيب ولا أي فئة، بل يعتدي على الصحفيين حيث أصيب 30 صحفيا منذ اندلاع المواجهات حتى اليوم في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

وأشارت إلى أن وهذا البيان يبرر للاحتلال جريمته ، ولا ننسى ان التاريخ شهد لهم واقصد الاحتلال محاولات تخفي وتنكر بزي الصحافة من قبل جنود الاحتلال لتنفيذ عمليات اغتيالات بحق الفلسطينيين، ويجب ان لا ننسى عدد الجرائم الي تعرض لها الصحفيون في حرب غزة الأخيرة وما قبلها، لذلك بالمختصر انا ضده هذا البيان كون يبرر للاحتلال جرائمهم وانه الاحتلال استهدف الصحفيين بشكل مباشر واثناء عملهم.

فريد أبو ضهير

من جانبه، قال استاذ الإعلام بجامعة النجاح الوطني د. فريد أبو ضهير انه ليس من المناسب ان يتخفى المناضل بلباس صحفي، او طبيب، أو فئة ممكن ان يتم تعريض اصحابها للخطر، وسيبقى الصحفي في موضع شك بالنسبة للجنود، وربما في موضع استهداف أيضا.

وأضاف: يوجد خصوصية لعمل الصحفي، خاصة في الميدان، حيث أنه ينبغي أن لا يكون طرفا في الصراع، وإنما يعمل فقط على تغطية الحدث ونقل الوقائع للجمهور. كما هو الحال بالنسبة لرجل الإسعاف، أو الصليب الأحمر، الذي لا يكون طرفا في النزاع، وعندما يستخدم المقاوم، أو حتى الجندي، لباس الصحفي، أو الطبيب، أو أي طرف آخر، فإنه سيعرض هؤلاء للخطر في المستقبل. فكيف سيصدق الجندي أو الضابط في الميدان أن هذا صحفيا، وليس مقاوما؟

نص بيان نقابة الصحفيين:

"تابعت نقابة الصحفيين حادثة قيام شاب مجهول الهوية حتى اللحظة بطعن احد جنود الاحتلال في منطقة راس الجورة بمدينة الخليل، اظهرت الصور انه يرتدي فست اصفر اللون تحته قميص مطبوع عليه كلمة صحافة بالانجليزية PRESS ، وعليه فان نقابة الصحفيين تؤكد:
1. ان الصحفيين الفلسطينيين يمارسون عملهم بمهنية عالية ولا يتدخلون مطلقاً بمجريات الاحداث، ويقتصر عملهم على نقل الصورة والحقيقة كما هي.
2. ان الزي الذي كان يرتديه الشاب لا يشبه اطلاقاً الزي الذي يرتديه عادة الصحفيين الفلسطينيين والذي تعرفه قوات الاحتلال.
3. إن النقابة فحصت وتأكدت ان الشاب ليس صحفياً ولا يعمل مع اي وسيلة اعلام فلسطينية او عربية او اجنبية، وغير مسجل في قيود نقابة الصحفيين.
4. ان النقابة تناشد كافة المعنيين وابناء شعبنا عدم الزج بالصحفيين او انتحال شخصية صحفي او استخدام زيهم او اية اشارة تدل عليهم في اتون الاحداث الجارية، لما يشكله ذلك من خطورة على حياتهم وعملهم، ويزيد من المخاطر التي يواجهها الصحفيون، ويعطي الذريعة قوات الاحتلال لاستهدافهم.
وتحذر النقابة سلطات الاحتلال من استغلال هذه الحادثة لتكثيف عدوانها على الصحفيين، خاصة وان اعتداءاتها طالت نحو 70 صحفياً منذ الاول من اكتوبر الجاري، ومع التذكير بان قوات الاحتلال وما يسمى بوحدات المستعربين كانت الاسبق في انتحال صفة الصحفيين واستخدام سياراتهم.
وتناشد النقابة كافة الصحفيين بتوخي الحيطة والحذر ومواصلة عملهم المهني كالمعتاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com