أشار تقرير صادر مؤخرا عن وزارة الصحة – الى فوارق وفجوات كبيرة بين مختلف شرائح وفئات تلاميذ المدارس في إسرائيل , في كل ما يتعلق بأنماط وسلوكيات الحياة الصحية السلمية , واظهر ان الاجحاف الأكبر لاحق بتلاميذ مدارس الجنوب .
ويتناول التقرير عدد اللقاءات بين مندوبين عن وزارة الصحة ومعلمي المدارس , حيث يرشد المندوبون المعلمين بشأن الأمور الهامة والضرورية لصحة التلاميذ , مثل كيفية تجنب السمنة الزائدة والتغذية السليمة وصحة الاسنان ومواجهة حالات الضغط والعلاقات الجنسية المحمية , وما شابه .

وبينت المعطيات انه جرت في حيفا , مثلا , ( 997 ) لقاء من هذا النوع ( بين مندوبي وزارة الصحة والمعلمين ) , وفي القدس – 1940 لقاء , وفي تل ابيب 1470 لقاء , وفي أواسط البلاد , 2594 لقاء , بينما كان عدد اللقاءات في منطقة اشكلون تسعين لقاء , والى الجنوب من هذه المنطقة – أربعة لقاءات فقط . !!

وقال مدير احدى المدارس في الجنوب انه لم يسمع ولم يعلم بأمر هذه اللقاءات بالمرة! وان اية جهة لم تتحدث معه عن أهمية او ضرورة مثل هذا الامر.

في الشمال 97,7% وفي الجنوب 3,7%
ولا يتوقف الاجحاف والتمييز عند هذا الحد , حيث ان وزارة الصحة تقدم خدمات وتوجيه من هذا النوع لتلاميذ الصفوف – من الثاني وحتى التاسع ( ما عدا الخامس والسابع ) , على شكل دروس يتعلمها التلاميذ من قبل مستشارين بالوزارة .
وهنا يظهر التمييز صارخا: اذ يستدل من المعطيات ان 91.8% من تلاميذ الصفوف الثوالث في حيفا تلقوا العام الماضي دروسا من هذا النوع , وفي منطقة الشمال بلغت النسبة 97,7% وفي تل ابيب 93,3% , وفي مراكز البلاد 95,6% , والقدس 94,1% - بينما بلغت النسبة في الجنوب – 5,3% فقط .
ويظهر التمييز اشد حدة لدى الصفوف السادس , حيث ان النسب عالية جدا في مختلف المناطق ’ بينما هي في الجنوب 0 1% فقط .
وزارة

الصحة: نقص بالممرضات في الجنوب!
وفيما يتعلق بأسباب هذه الفجوات الهائلة – يشار الى انه حتى ما قبل بضع سنوات كانت تعمل في المدارس ممرضات يقمن بتعليم التلاميذ دروسا في التربية الصحية السليمة , وفي العام 2011 تقرر تجزئة وتقاسم هذه الخدمة بحيث تقدم وزارة الصحة الارشادات للتلاميذ في لواءي اشكلون والجنوب , بينما يقدم هذه الخدمات في سائر الالوية والمناطق مقاول ( شركة ) من القطاع الخاص استنادا الى مناقصة , وهكذا كان , حيث فازت بالمناقصة شركتا " نطالي " و " فيمي " , وهكذا نشأ وضع يكاد يكون واجب وزارة الصحة معدوما في اللواءين الموكلين اليها ( اشكلون والجنوب ) , بينما تقوم الشركتان المذكورتان بمهماتهما بشكل شبه كامل .

وتعقيبا على هذه القضية , قال متحدث بلسان وزارة الصحة ان سبب التقصير الصارخ يكمن في النقص بالممرضات المؤهلات في الجنوب " بينما الممرضات اللاتي يقدمن الارشادات من قبل الشركتين الخاصتين – لسن مؤهلات ولسن بالضرورة ممرضات " – على حد تعبيره , مضيفا ان الشركتين تلقيتا تمويلا ودعما كافيين لضرورات تطعيم التلميذات ضد سرطان الرحم ( البابيلوما ) .



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com