يصادف اليوم الاربعاء، الذكرى الـ62 لمجزرة قبية التي ارتكبتها الاحتلال الاسرائلي بحق ابناء بلدة قبية، وراح ضحيتها 67 من ابناء شعبنا وجرح المئات.

وتقول الروايات التاريخية الموثقة عن المجزرة إنها جاءت بعد عملية تسلل تمت في 12 أكتوبر 1953 من الأردن إلى مستوطنة اسرائيلية، قام المتسللون خلالها بإلقاء قنبلة داخل المستوطنة وقتل اسرائيليان وإصابة ثالث، وفر المتسللون إلى الاردن، وفي اليوم التالي قرر دافيد بن غوريون مع حكومته القيام بعملية انتقامية قاسية ضد قرية قبية التي مر من خلالها المتسللون، ونص قرار المذبحة على "تنفيذ هدم وإلحاق ضربات قصوى بالأرواح بهدف تشريد سكان القرية من بيوتهم".

المذبحة

في اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1953، وفي الساعة السابعة والنصف مساء قامت الوحدة 101 للعمليات الخاصة بقيادة أريئيل شارون والوحدة 890 للمظليين قوامها ستمائة عنصر بحصار القرية، وعزلها عن باقي القرى المجاورة، ثم بدأت بقصف القرية بشكل مركز بمدافع الهاون، حتى الرابعة صباح اليوم التالي، مما أجبر السكان على البقاء داخل بيوتهم، ثم بعد ذلك أخذت الوحدة تتنقل من بيت إلى آخر في شكل عملية حربية داخل منطقة مدنية، تم فيها إلقاء القنابل داخل البيوت، وإطلاق النار عشوائيا عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة، وإطلاق النار على كل من يحاول الفرار، بعد ذلك قام المظليون بنسف البيوت فوق رؤوس سكانها، وقدر عدد البيوت التي نسفت في هذه العملية 56 منزلاً، بالإضافة إلى مسجد ومدرستين وخزان مياه.

وفي نفس الوقت وحتى لا تصل أية إمدادات إلى القرية، توجهت بعض القوات المعادية وطوقت قرى شقبا وبدرس ونعلين لمنع ذلك، وقامت بزرع الألغام على جميع الطرق المؤدية إلى قبية.

بلغ عدد الشهداء في هذه المجزرة من رجال ونساء وأطفال حوالي 67 مواطناً من أهل قبية، وجرح المئات.

روايات من شهود للمذبحة

تشير الروايات المنقولة عن شهود نجوا من المذبحة ان اكثر المشاهد ايلاما كان "منظر امرأة من أهل القرية، جالسة فوق كومة من الأنقاض، وقد أرسلت نظرة تائهة إلى السماء، وقد برزت من تحت الأنقاض يد وأرجل صغيرة من أشلاء أولادها الستة، وكان جثمان زوجها ممزق من كثرة الطلقات النارية التي أطلقت عليه وملقاة على الطريق المواجهة لها".

وتقول الروايات إن من الأسر التي أبيدت تماماً في هذه المذبحة أسرة "أبو زيد المكونة من أربعة أفراد" وأسرة "محمود المسلول المكونة من ستة أطفال" وزوجة محمود إبراهيم وأطفالها الثلاثة، وحسين عبد الهادي وعمره 64 عاماً ولطيفة حسين عبد الهادي وعمرها 12 عاماً.

وفي اعقاب المذبحة، أدانها مجلس الامن وقامت أمريكا بتعليق المعونات لاسرائيل بشكل مؤقت وقامت بريطانيا بتسليح القوات الاردنية لمنع التسلل إلى فلسطين، وكتبرير أكد بن غوريون في خطاب له أن سكان الحدود هم من قام بالعملية وليس الجيش، ولكن الجنرال فان بيتيكه كبير مراقبي الأمم المتحدة حينئذ أكد في تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في 27 أكتوبر 1953 أن الهجوم كان مدبراً ونفذته قوات نظامية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com