ما زالت حادثة اطلاق النار على الشابة اسراء عابد ابنة  مدينة الناصرة، في محطة الباصات في مدينة العفولة، تلقي بظلالها على المجتمع العربي، حيث عم القلق والخوف بين نفوس المواطنين من إمكانية تطوّر الوضع للأسوأ، وتخوفا  من تكرار السيناريو مع اشخاص اخرين، لا سيما المحجبات، حيث يبدو أنهم مستهدفات لمجرد لباسهّن الحجاب، وهذا ما حدث مع فتاة أخرى من قرى الشمال في القدس، حيث بلطف من الله، نجت مع مصير مشابه لإسراء علما أنها كانت في طريق عودتها من عملها في مستشفى "شعري تسيدق".  

هاتف لتوثيق أي اعتداء عليّ
 
وفي حديثٍ من الشابة "اية جرادات" (17 عامًا) من مدينة الناصرة قالت: بعد الذي حدث مع اسراء من استهداف مباشر على خلفية ارتدائها الزي الشرعي والحجاب  اصبح لدي هاجس كبير وتخوف من دخول المدن اليهودية، علمًا انّ هنالك مدينة يهودية تلاصق الناصرة وتقام على أراضيها "نتسيرت عيليت "، وهناك شوارع ومصالح تجارية عربية مشتركة معها، ومع ذلك اخشى الذهاب الى هناك، وان اضطررت  فاني اصطحب شخصا بالغا لمرافقتي واتزود  بهاتف او كاميرا لتوثيق كل ما يحدث، فان وقع لي شيء لا سمح الله اضمن ما يثبت حقيقة  أي رواية ممكن ان تلفق لي وان تضع اهلي امام ملاحقة ومسؤولية .

الإسلام، تهمة ...
 
اما الطالبة الجامعية "نرمين اغباريه" (23 عامًا) من بلدة مصمص، فقالت: اتعلم في الجامعة العربية الامريكية ما يضطرني بالغالب للمرور من العفولة ومن حاجز الجلمة، حيث اسافر بحافلة منظمة مع زميلات من المنطقة جلهن ملتزمات ومحجبات، كنا قبل الاحداث نعاني ويتم تفتيشنا بسبب الحجاب واليوم تضاعف خوفنا فالاستهداف بات واضحا والظروف مهيئة خصوصا على المعبر، فكوني عربية مسلمة ومحجبة  يجعلني متهمة دون وجود تهمة .

المشكلة تبدأ بمجتمعنا 
 
بدورها تقول الشابة "رجوان " (27 عامًا) من بلدة عيلوط: ارتدي الحجاب منذ زمن بعيد، والمشكلة تبدأ من مجتمعنا وتسوق الى المجتمعات الأخرى بادعاء ان الحجاب هو دلالة على التطرف والتخلف والإرهاب، على الرغم من وجود محجبات يتبوأن مراكز ومناصب ويحملن شهادات جامعيات، والكثير منهن يدرسن في المعاهد والجامعات ويحصلن على تفوق، فهذه بالنهاية قناعات واختيارات وحريات، ومؤسف ان مجتمعنا يتعامل مع اليهود والغرب دون ان يعي ويقصد لتشويه سمعة المحجبات ما يحولهن الى متطرفات ومستهدفات .

علينا اتخاذ سبل الوقاية 
 
اما الطالبة الجامعية "حنان عزايزه" (21 عامًا) من دبورية  فتقول: بلدتي دبورية  تقع على مشارف العفولة ورغم ايقاننا بعنصرية مواطنيها الا اننا نعيش منذ زمن بعيد دون احتكاكات وصدامات حيث كانت تبرز العنصرية من خلال منع العرب من دخول أماكن معينة او العمل في مجالات معينة وحين وصل نبأ ما حدث مع الشابة اسراء ومن قبلها التهجم على شاب من بلدتنا عاشت البلدة حالة من القلق  كون العديد من أبناء البلدة يعملون هناك.  انا شخصيا  لا اخشى شيئا  فانا اؤمن ان الله  يصون عباده ويحميهم من كل شر واي ابتلاء هو امتحان من عنده سبحانه وتعالى، ومع ذلك وكوننا نضطر للاحتكاك معهم والمرور من المدن التي يقطنونها  فهذا يحتم علينا اخذ الحيطة والحذر واتخاذ كافة سبل الوقاية وهذه فرصة أيضا لتوجيه دعوة لمقاطعتهم اقتصاديا .

اضطررت أن اغير مسار سفري 

وتقول  طالبة طب الاسنان في الجامعة الامريكية "هزار يوسف" (22 عامًا) من بلدة دبورية : صراحه هنالك تخوف بالتأكيد كون اي فتاة عربيه مهددة وخاصة ان كانت محجبة. الوضع يقلق كثيرًا،  والذي حدث مع اسراء عابد ممكن ان يحدث مع اي فتاة عربية ان كنت انا او اي فتاة، واقل مثال خلال توجهي للتعليم من المفترض ان امر من طرق وبلدان يهودية مثل العفولة ومن جانب المكان الذي اصيبت  فيه اسراء فصرت ابحث عن اي طريق اخر اكثر امنا حتی لوكان طريقا اطول وفعلا اضطررت الى  تغيير مسار سفري.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com