اكتشف باحثون في مستشفى سوروكا ببئر السبع ، ان وتيرة الاصابة بمرض " باركنسون" ، لدى سكان البلدات الاسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ، أعلن من المعدّل المسجل في منطقة النقب بأسرها بنسبة 5% !
ومعروف ان " الباركنسون" هو مرض يظهر على شكل ضمور وانحلال الجهاز العصبي المركزي ، ويسبب بشكل رئيسي ضررًا للمنظومات التي تتحكم بالقدرة الحركية للجسم ، وتسبب تصلّبًا للأطراف ورجفات وأعراضًا تؤدي لاحقًا الى أضرار لمنظومات أخرى في الجسم.
وتتراوح أسباب الاصابة بهذا المرض بين العامل الوراثي، وعوامل بيئية أخرى مختلفة.
وشمل البحث الفترة الواقعة ما بين عام ألفين والعام 2012، وأجري على شكل مسح لمرضى الباركسون من سكان النقب ، واعتمد الباحثون على معطيات خدمات الصحة " كلاكيت" التي تتولى الـتأمين الصحي لنسبة كبيرة (70%) من سكان النقب.
المبيدات الزراعية
وأظهر البحث ان في النقب ثلاثة آلاف و(792) مريضًا بالباركنسون، ونسبة كبيرة منهم يقيمون في البلدات الزراعية اليهودية، وتزيد نسبتهم عن سائر بلدات النقب بما يتراوح بين 37%- 54%، ويليهم في معدل الاصابات سكان المدن والبلدات اليهودية في المنطقة- بينما سجلت أدنى المعدلات لدى السكان العرب البدو، حيث تبين ان معدل الاصابة بالباركنسون في القرى الصغيرة غير المعترف بها يقلّ عن المعدل العام للإصابات في النقب عمومًا بنسبة 50%، بينما يقل المعدل في البلدات المعترف بها (راهط وحورة وشقيب السلام والكسيفة وغيرها) بنسبة تقارب 35%.
وفي تعقيب على نتائج هذا البحث، قال الدكتور " غال ايفرغان"، مدير قسم الامراض العصبية في مستشفى سوروكا (وهو يشغل منصب نائب مدير المستشفى، وهو الذي أشرف على البحث) ان النتائج مثيرة للقلق، " لا سيمّا وأن الغالبية الساحقة من المرضى هم من سكان البلدات الزراعية، المجاورة للحقول والمزارع تحديدًا- على حد توصيفه ، مشيرًا إلى ان نسبة المصابين بالمرض في البلدات المجاورة للحقول الصغيرة تزيد عن المعدل العام في النقب بنسبة 37%، بينما يزيد المعدل في البلدات القريبة من الحقول الكبيرة الواسعة – بنسبة 54%!.
ويعتقد الباحثون ان أسباب الاصابة بالمرض لا تكمن في التوتر النفسي والعصبي الذي يعيشه سكان بلدات " غلاف غزة"، بل تكمن على الأ؟غلب في لمبيدات الزراعية التي يستعملونها في حقولهم- وقد جاءت نتائج البحث الجديد لتؤكد نتائج واستخلاصات أبحاث سابقة.
وتعقيبًا على هذا البحث، قال " عمير كرمين"، رئيس جمعية الباركنسون في إسرائيل انه يتوجب على الباحثين تسليط الضوء ليس فقط على أسباب وعوامل الاصابة بالمرض، بل كذلك على ابتكار أدوية للعلاج، وعلى توفير وتيسير الظروف المناسبة للمرضى للعيش في بيئة صالحة سليمة !.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق