تحدثت مجموعة من الطالبات العربيات عن تحديات دراسة الطب في المجتمع العربي، والضغوط التي يتعرضن لها في ظل حاجتهن إلى الدراسة لسنوات طويلة، ومراسل موقع بكرا التقى عددا من الطلبة وتحدث إليهن حول الموضوع، وحول التحديات والصعوبات التي يواجهنها في دراسة الطب في المجتمع.

في هذا السياق، قالت الطالبة أمل محاجنة إن مشروع أن تصبح طبيبة مشروع راودها من الصغر، وبالفعل نجحت في الدخول إلى هذا العلم، لكنها تتحدث عن صعوبات وضغوطات أسهمت كثيرا في تغيير مسار حياتها.

وهنا تضيف: نحن محاطون بمجتمع عربي شرقي محافظ، لا يشجع المرأة على الإبداع ويفضل التزام المرأة ببيتها، خصوصا بعد حصولها على اللقب الجامعي الأول، ولانني اخترت دراسة الطب التي تطلب عملا أكثر ودراسة في أكثر من لقب كان علي التغلب على كثير من الضغوطات، وبرغم أن اللقب الاول للطب يحتاج إلى 7 سنوات، لكنني أؤمن بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة، وأنا متمسكة بتحقيق حلمها.

وأشارت إلى انها واجهت صعوبات في الدخول إلى تخصص الطب، لكنها نجحت بمساعدة والدها إلى الوصول إلى بداية الطريق لحلمها، فوالدها دعمها ويدعمها ماديا ومعنويا، وأنا أيضا أنا اعمل كمركزة في الوسط العربي لطلاب الجامعات العرب.

دينا جبارين: وضوح الهدف والإيمان بأهميته أساس للتغلب على الصعوبات


أما الطالبة دينا جبارين، فشددت على ضرورة الإيمان بالهدف، ورسم خطة واضحة للوصول إليه، قالت: هناك عاملان أساسيان في واجهة هذه الضغوطات المجتمعية أولهما وضوح الهدف، الإيمان بأهميته، والاصرار على بلوغه برغم كل الصعوبات، وثانيهما هو دعم العائلة، واستمداد القوّة منهم على طول الطريق.

وتضيف: من أسباب اختياري لدراسة الطب هو أنها مهنة إنسانية إلى أبعد الحدود، وتعطي المجال للتأثير الإيجابي على حياة المجتمعـ عبر المساهمة في تحسين إحدى أهم مرافق الحياة وهو الصحة، إضافة إلى أن جسم الإنسان عبارة عن معادلات مذهلة ومعقدة، ومن الرائع التعرف عليه وفهمه جيداً.

وتقول: إختياري لدراسة الطب كان شخصيا، لكن بتوجيه الأهل وتزويدهم لي بالمعلومات، الوسائل والنصائح الكافية لاتخاذ القرار بشكل سليم، نجحت في تحقيق حلمي بأن أصبح طبيبة المستقبل.

مي عسلي:" الطب مشروع حياة واليوم فتياتنا كسرن قيود التقاليد البالية"

الطالبة مي عسلي فرأت أن دراسة هي مشروع حياة ولا ينتهي ابدا بعد التخرج، وأنه ليس دقيقا الحديث أن تعلم الطب ينتهي بعد سبع سنوات، بل أن الطب هو مشروع لكل الحياة، حتى بعد إنهاء المرحلة الأولى من تعلم الطب والتي تتكون من سبع سنين، لا يمكن للطبيب أن يتوقف عن التعلم والتعمق أكثر وأكثر في موضوع الطب، حتى يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.

أما بالنسبة لتعامل مجتمعنا مع دراسة الطب فترى مي أنه في الآونة الأخيرة بدأ المجتمع العربي يشهد انفتاحا بخصوص تقبل فكرة أن تقدم الفتاة على خطوة من هذا النوع، حيث تضع لنفسها طموحا وتكرس جهدها وحياتها له.

وتضيف: الجزء الأكبر من فتيات مجتمعنا كسرن قيود التقاليد البالية التي كانت ترى أن وظيفة الأنثى تقتصر على الزواج والإنجاب، بل تفجرت طاقات النساء في كل أرجاء المجتمع وأصبحن ينافسن الذكور في مختلف التخصصات وبينها الطب، وبتن يلقين الكثير من التشجيع والدعم من عائلاتهن.

وعن سبب اختيارها لدراسة الطب، تقول: أبرز ما جعلني اختار موضوع الطب هو الجانب الإنساني الرائع الذي يتضمنه عمل الطبيب. إضافة إلى اهتمامي بكل ما يتعلق بجسم الإنسان: تطوره منذ كونه جنينا، مبناه، وظيفته، الأمراض التي تصيبه، وعلاجها. وطبعا كان لأهلي وأصدقائي دور في تشجيعي لاتخاذ القرار، ولا أنسى من أرشدوني في معهد اقرأ، والذين دعموني وشحذوا عزيمتي لأبدأ هذه المسيرة.

نداء محاميد: نجحت في تحاوز الكثير من التحديات المجتمعية لدراسة الطب

أما الطالبة نداء محاميد فقالت: كفتاة عربية تعيش في مجتمع محافظ واجهت الكثير من التحديات المتعلقة بطول مدة الدراسة وتأثير ذلك على إمكانية الزواج، خصوصا أنه بعد سبع سنوات تحتاج لمزيد من الدراسة من أجل التخصص.

وتضيف: موضوع الطب لا يختلف كثيرا عن أي موضوع آخر من حيث مدّة التعليم، فغالبيّة من يطلبون العلم في أيامنا هذه لا يكتفون باللقب الأول، ويحتاجون إلى ست سنوات تعليميّة على أقل تقدير، إلا أن الحديث عن دراسة الطب في مجتمعنا يسهم في خلق صعوبات لكل من ترغب به.

وتتابع نداء قائلة: اختياري لموضوع الطبّ لم يكن متعلّقًا بالعلامات على غرار غالبيّة من يتوجّهون له، كما ولم يكن إجبارا أو ضغطًا نفسيًا من قبل عائلتي، بل جاء بعد بحث وتمحيص عن مساوئ الموضوع ومحاسنه، مدى قدرتي على احتماله من حيث الضغط، ومدى قدرتي على الاستمتاع فيه، كل قد تعرف على تفاصيل دراسة الطب عن طريق التطوّع والعمل بعدّة مجالات منها القريبة للمواضيع الطبيّة ومنها البعيدة كل البعد، لو لم يكن الاختيار نابعًا من اقتناع تام لا أظن أني كنت سأحتمل كل الضغوطات والمتطلّبات الّتي يفرضها هذا الموضوع الآن ومستقبلًا، وعائلتي والأقارب والأصدقاء كانوا أكبر الداعمين لي في مسيرتي التعليمية وهم من ناصروني للتغلب على الصعوبات.

ميس عسلي: النساء أثبت أنهن قادرات على منافسة الرجال في كل التخصصات بما فيها الطب

أما الطالبة ميس عسلي فقالت: كانت مهنة الطب تعتبر سابقا مهنة ذكورية، اليوم المرأة استطاعت أن تثبت للمجتمع أنها تستطيع منافسة الذكور على أرقى التخصصات في الطب، وأن تحقق إنجازات رائعة، ولهذا أصبح المجتمع داعمًا لها، رغم وجود قلة قليلة لا زالت تنادي بدحر المرأة وعدم الاعتراف بحقوقها وواجباتها كفرد في المجتمع.

وتضيف اختياري لدراسة الطب كان شخصيا، ولقد رأيت انه لدي الميول والقدرات لتعلم هذا الموضوع ومن خلاله أستطيع تحقيق أهدافي، لقد دعم أهلي الفكرة وشجعوني على تحقيقها، وبعد توفيق الله, وتواجد أهلي وعائلتي الى جانبي فكان النجاح هو حليفي فهم سبب أساسي لنجاحي في مختلف مراحل وتحديات مسيرتي التعليمية، وقدموا لي الدعم على مختلف أشكاله معنوي ومادي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com