دعا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية مصر لوقف حفر الخندق المائي على حدود قطاع غزة الجنوبية، والعمل على فك الحصار المفروض عليه، واستعادة دورها التاريخي.

كما طالبها بالعمل على إعادة المختطفين الأربعة على أراضيها. وقال هنية خلال خطبة عيد الأضحى من منطقة الزنة المُدمرة خلال عدوان 2014م شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة: "نعتب على أشقائنا في مصر، بلد الجوار، والعروبة، والتاريخ، لحفرها الخندق المائي على الحدود الجنوبية للقطاع".

وأضاف: "الذي يعمل على خنق غزة، التي تدافع عن الأمن القومي العربي والمصري في المقدمة، وهي جديرة بالميناء، وفتح المعابر، والمطار، ورفع الحصار، لا الخنق، ونقول لمصر من منطلق الحب لا غنى لنا عنك، نناشدك بوقف مشروع الخندق المائي، الذي لا يضر بالبنية التحتية والمائي فحسب، بل بدور مصر التاريخي مع شعبنا، ونحن لا نريد لها سوى أن تكون سيدة قرارها".

وتابع "نحن اليوم نعيش جرح جديد وهو (اختطاف أربعة من أبنائنا من على الأرض المصرية)، هذه مأساة ومعاناة تضاف لمعاناة شعبنا ومآسيه، مصر مسؤولة عن إعادة المختطفين لذويهم في غزة بسلام، لأن الاختطاف تم فوق السيادة المصرية".

وشدد على أن حركة حماس تحرص على علاقةً طيبةً مع كل الدول وخاصة مصر، شاكرًا كل من يقف مع شعبنا ويدعم مقاومته، وفي مقدمتها قطر، تركيا، إيران، والسعودية، والكويت، والأردن التي تحمي المسجد الأقصى.

وقال إنه يتعز ويفتخر بالانتساب لشعب فلسطين ولهذه الأمة والشعب الذي لا يكل ولا يمل من مسيرة الجهاد والمقاومة، بالتالي كان لا بد أن نأتي ونصلي ونعظم شعائر الله، في مكان عظم شعيرة الجهاد، وقدم الكثير من أهله أرواحهم فداء وتضحية لأجل الوطن، وهو منطقة "الزنة"، التي نُصلي بها اليوم العيد.

وأضاف "كيف لا تكون التضحية ونحن نتمني لدين يستحق التضحية، وما أعظمها من تضحية عندما تكون من أجل الوطن والمبادئ والمقدسات والتحرير والعودة لأرض فلسطين، طوبى لأهل الزنة ما قدموه من تضحيات، فحوالي 350شهيدًا ارتقوا شرقي خان يونس خلال العدوان، ونحو400منزل دمر بهذه المنطقة، هدموا البيوت لكنهم لم يهدموا المعنويات ولم يستطيعوا السيطرة على البندقية ويهزموننا..".

وتطرق هنية للعديد من المنعطفات والتحديات التي تمر بها تمر قضيتنا، وفي مقدمتها "ما يتعرض له المسجد الأقصى من حرب لا هوادة فيها تستهدف الإنسان والتاريخ والأرض ومسرى رسول الله.

وقال : "المحتل يريد تغيير التاريخ ومقتضيات الدين، لكن شعبنا وفي المقدمة المرابطين يتصدون لهذه الحرب بكل بسالة وإقدام، في تأكيد على أن هذه الأرض والقدس لنا".

وتابع "غزة والضفة والشتات والعالم بأسره انتفض من أجل القدس، لن نسلم للعدو هذه قدسنا، مهما بلغ الثمن لن تستطيع قوة في الأرض أن تغير الحقائق التاريخية فيها، من أجلها تعالينا على الجراح، وتخطينا بعض التفاصيل".

كما كشف هنية عن اتصالات عدةٍ من أجل ما يحدث بالقدس، ومن بينها اتصال جرى بين رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أكدوا خلاله أن ما تتعرض له القدس أكبر من الخلافات، هذه القدس لنا ولن نفرط أو نتنازل ونستكين ونسلم ونعترف.

وأكد أن معركة التحرير والمصالحة تحتاج لقرارات جريئة، من بينها وقف التنسيق الأمني، وترك المقاومة، على أساس أننا شعب يرزح تحت نير اسرائيل.

وفيما يتعلق بالحصار وتعطيل الإعمار، شدد هنية أن سياسة الحصار وقطع الكهرباء، وإغلاق المعابر، وسياسة الترهيب والإرهاب لن تُجدِ نفعًا ولن تنجح في نزع ثوابتنا، أو كسر إرادتنا، والتخلي عن أرضنا وحقوقنا".

وقال: "نحن نعرف طريقنا وأهدافنا جيدًا، لكل من يُحاصرنا، نقول (أوقفوا المؤامرات، والخنق، والحصار الظالم المفروض منذ تسع سنوات)، والذي لم يمنعنا عن التخلي عن واجباتنا ومسؤولياتنا، رغم أننا سلمنا الحكومة، من أجل الشراكة، لكن الحكومة لم تقم بواجباتها، ونحن في المُقابل نجتهد في التخفيف في المعاناة ونشرك كل الشركاء معنا".

فلسطينيو الشتات


ووحول فلسطينيي الشتات، تساءل هنية لماذا لا تفتح البلاد العربية أبوابها لهم؟، فهم لم يجدوا مأوىً لهم سوى الغرب، بدلاً من الموت غرقًا في قيعان البحار، وهجرتهم لبلاد أوروبا بعيدًا عن بلادنا وعواصمنا".

وأضاف: "نحن نعيش معركة القدس، وعيننا على أبناء مخيماتنا في "اليرموك، عين الحلوة، العراق، الأردن.." هذا شعب وألم وأمل واحد، ونأمل أن نجتمع قريبًا..، وبرغم الصعاب والمؤامرات نحن صاعدون نحو القدس".

وتابع هنية "نرصد ونرقب بدء تهاوي المشروع الصهيوني في المنطقة، الذي بدأ فعليًا بالانحدار، فانسحبت اسرائيل من جنوب لبنان، ومن غزة، وها هو اليوم يعيش المقاطعة، وهذا المشروع لم يعد يعيش بذات القوة والهيبة".

وواصل: "الواقعي يقول إن عدونا ما زال يتسلح وتحتضنه قوى الاستبداد في العالم، ونرى بكل وضوح معالم الانكسار والتراجع لهذا العدو، فالضفة الغربية تنتفض من جديد وتقدم الشهداء، مدشنةً بذلك لمرحلةٍ جديدةٍ من الانتفاض".

وأشار هنية إلى أن الشهيدين "التلاحمة والهشلمون" أول الانتفاضة المُتجددة، فكل المحاولات والمخططات التي تهدف لتقل روح المقاومة فشلت، والمشروع الصهيوني إلى زوال".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com