مع عيد الاضحى المبارك يتذمر المواطنون من ارتفاع الاسعار، حيث تعاني الاسواق منذ عدة شهور من ركود اقتصادي كبير، بالاضافة الى ارتفاع نسبة البطالة الى نحو 40% ورغم كل هذا لا مناص امام المواطنين سوى تأمين التزامات هذه المناسبة من ملابس وحلوى ولحوم ولو بأخذ دين من البنوك او الاصدقاء من اجل اولادهم.

أجواء العيد حاضرة رغم عن أنف الاحتلال

ورغم اجراءات الاحتلال القمعية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني فما زالت هنالك فسحةٌ للفرح المرسوم على وجوه المواطنين، فعشرات الآلاف منهم في مختلف مدن الضفة يتدفقون على المحلات التجارية.

ورغم أن مراكز المدن تشهد إزدحاما شديدا في الأسواق والمحلات التجارية التي تبيع مختلف استلزامات العيد، إلا أن هذا الازدحام لم يعكس بصورة حقيقية حركة البيع والشراء، إذ لوحظ بأن الجمود يخيم على الأسواق وسط شكوى التجار.

ويعتبر مراقبون ان اختلاف طقوس وتقاليد العيد يعبر عن وجود فجوة ثقافية عميقة تفصل بين الفلسطينيين من محافظة لأخرى.

شرخ في الثقافة الفلسطينية 

ويرى الخبير السياسي طلال عوكل أن هذا الاختلاف هو نتيجة لسياسة إسرائيلية قديمة حديثة تهدف إلى إحداث شرخ في الثقافة الفلسطينية الجمعية عن طريق العزل الجغرافي للمحافظات، بالحواجز والمستوطنات وجدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية وكل أشكال الفصل الجغرافي بين المحافظات الفلسطينية.

وتابع عوكل "إن إسرائيل تحرص على التعامل مع كل منطقة بخصوصيتها، بالشكل الذي يرسخ الاختلاف لدى سكان المحافظات، ويخلق لديهم هواجس وهموم مختلفة" موضحا أن تمييز كل منطقة بشكل مبالغ فيه، بالتوازي مع عزلها عما حولها، يؤدي إلى تغير البيئات وخلق ثقافات سياسية جديدة".

ولفت إلى أن إسرائيل تعمل بكل طاقتها لمنع وجود تواصل جغرافي فلسطيني، بهدف ضرب الثقافة الوطنية الفلسطينية، وتشديد الخناق على الإقتصاد الفلسطيني بكل مكوناته، " أي التحول من الثقافة الجمعية إلى الثقافة الفردية، والبحث عن الهموم الشخصية بعيدا عن الهم الوطني العام والمشترك، وكل ذلك في ظل ظروف اقتصادية شبه مستحيلة".

وأوضح عوكل أن تأزم الوضع الإقتصادي سيحقق أهدافا ديمغرافية لطالمة حلمت إسرائيل بها، مبينا أن الكثير من الغزيين يبحثون عن فرصة للهجرة، كما أن 25% من سكان الضفة الغربية يرغبون بالرحيل بسبب الوضع السياسي والإقتصادي الخانق.

ويعتبر عيد الأضحى من المناسبات الاجتماعية والدينية الهامة للعشب الفلسطيني وهو يعتبر فرصة للقاء الأهل والأقارب والأصدقاء، إذ يتم تبادل الزيارات وتبادل التهنئة بهذا العيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com