بسبب ارتفاع الأسعار ووصول ثمن الماعز المعدة للتضحية في عيد الأضحى السعيد إلى قرابة ألفين وخمس مئة شيكل للأضحية الواحدة، لجأ الفلسطينيون إلى طرق جديدة للتضحية في عيد الأضحى وأبرزها إرسال قرابة 100 دولار لنظرائهم وأقاربهم وأصدقائهم خارج فلسطين، ويقومون أولئك بالتضحية نيابة عنهم وبتوزيع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين.

واضطربت أسعار اللحوم الحمراء (عجول، خراف، ماعز) بأسواق الضفة الغربية قبيل موسم الأضاحي، وبدا ارتفاع أسعارها بشكل كبير مقدمة لفقدان المستهلكين القدرة على شرائها.

وبحسب جمعية حماية المستهلك فإن سعر كيلو الخروف والماعز وصل من 80 – 95 شيقلا في المحافظات، في حين وصل سعر كيلو العجل إلى 65 شيقل، بينما رصدت الجمعية ارتفاعا لسعر الأضحية بمقدار 1000 شيقل عن العام الماضي بمعدل 26 شيقل للكيلو.

وحول ذلك، يقول رئيس الجمعية صلاح هنيه إن أسباب الارتفاع تعود لعدم اتخاذ وزارة الزراعة الفلسطينية إجراءات استباقية، وعدم تقديرها لاحتياجات السوق من اللحوم في عيد الأضحى، حيث قامت الدول بتأمين احتياجاتها منذ نيسان الماضي.

وتشرف هيئة الأعمال الخيرية على مبادرة من أجل تشجيع سنة الأضحية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقول مدير هيئة الأعمال الخيرية في الضفة الغربية، إبراهيم راشد، أن الهدف الرئيس من هذه الحملة يكمن في إحياء سنة الأضاحي وزيادة عدد المستفيدين ومواجهة فحش الأسعار في لحومها، وذلك من خلال جعل الإسهام ممكنا حتى لذوي الدخل المحدود والذين يتوقون لتطبيق سنة الأضاحي وإفادة غيرهم من الفقراء.

وذكر، أن هيئة الأعمال وقعت اتفاقية شراكة مع مكتب هيئة الأعمال الخيرية في أستراليا والذي له باع طويل ليس فقط في ملف الأضاحي، بل يد طولى في خدمة الشعب الفلسطيني، وهو جهة خيرية وذات عطاء ومصداقية ويمكن الاعتماد عليها ليس فقط من خلال مراعاة المواصفات الشرعية، بل أنها على مدار السنين الماضية، اعتادت على إرسال مئات الأطنان من اللحوم المجمدة والمعلبة لصالح الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "يمكننا الاعتماد على الهيئة وتوكيلها بشكل شرعي لذبح الأضاحي في وقتها الشرعي، ومن ثم إعادتها لصالح الأهل في فلسطين بعد تغليفها وترتيب دخولها بالتعاون مع وزارتي الشؤون الاجتماعية والأوقاف، حيث للهيئة مذكرة تفاهم معهما حول آليات تنفيذ هذا المشروع".

أضحية بـ 500 شيكل فقط

وتابع راشد: "إن تكلفة الأضحية واصلة لفلسطين لا تزيد عن 500شيقل وبالتالي هي متاحة وممكنة وواقعية لمن يرغب ليس فقط بتأكيد سنة مؤكدة وإحياء شعيرة إسلامية ضعفت بسبب الأسعار المحلية عالية الثمن، رغم أن اثرها كبير ليس فقط في إدخال الفرح والسرور على بيوت المسلمين، بل والحد من جشع بعض التجار، وبالتالي تخفيض أسعار اللحوم التي لم تعد بمتناول أيدي الكثير من الأسر الفلسطينية".

ولفت، إلى تأثير هذه الأضاحي على المزارعين من مربي الثروة الحيوانية، فقال راشد " تجاريا هناك تجارة كبيرة في استيراد اللحوم الأسترالية المجمدة ولم نسمع أن لذلك أصواتا رافضة، وفي المقابل يجري شراء الأضاحي من إسرائيل ولا نسمع أصواتا تدعو للمقاطعة، والأهم من ذلك أن كل الحجاج المسلمين يقومون بشراء الأضاحي لإتمام مناسكهم في مكة المكرمة وهي أضاحي أسترالية في دولة السعودية التي يعتز أهلها بالأصناف العربية من الخراف والعجول، ولم نسمع أن ذلك ينقص من أجورهم أو يخل بالمنتج الوطني، بل العكس تماما فإن في استخدام الأضاحي الأسترالية في عيد الأضاحي فتح واسع للأجر ولإطعام فقراء فلسطين والتخفيف على من يرغب أو يحب التضحية، ولقد تعودت العشرات من المؤسسات الخيرية أن ترفد الشعب الفلسطيني بهذه الأضاحي، وآن الأوان لأن يشارك أهل فلسطين من الاغنياء وذوي الدخل المتوسط بهذا الأجر بما يعود بالنفع على أهل فلسطين، على قاعدة منكم وإليكم".

وتناول راشد، آلية الذبح عن الغير وجوازها، فأشار، إلى أن الهيئة تمتلك فتوى شرعية من قبل دائرة الإفتاء الفلسطيني تحت الرقم 1248/2014، ومن ما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية، والتي أكدت اتفاق الفقهاء على صحة النيابة في ذبح الأضحية إذا كان النائب مسلما، فما بالكم إذا كان النائب عن المضحي مؤسسة خيرية وعلماء مسلمين، وفي ذلك توسعة على المسلمين وزيادة في عدد المضحين".

الذبح في أستراليا وإعادة الأضاحي لفلسطين

وتطرق، إلى آلية إعادة الأضاحي إلى فلسطين، فقال: "اعتادت عشرات المؤسسات على إعادة هذه الأضاحي إلى فلسطين بتبرعات من الغير على شكل مجمد أو معلب وكلاهما جائز شرعا ما دام الذبح تم بالوقت الشرعي، ومن ثم سيجري تسليمها لكل محافظة لإفادة أهل البلد منها وتوزيعها من خلال جمعيات ذات ثقة ومصداقية ووفق المسوح الاجتماعية التي لديها".

موسم الأضاحي يفشل في استقطاب المستهلكين بالضفة

ووصلت الى مسلخ بلدية رام الله والبيرة قبل أيام الدفعة الأولى من الخراف المستوردة من صربيا ضمن خطة وزارة الزراعة لخفض أسعار اللحوم الحمراء التي وصلت إلى مستويات خيالية في السوق الفلسطينية حيث تجاوز سعر الكيلو الواحد من الماعز البلدي الـ90 شيقلاً .

وقال رئيس قسم الصحة في بلدية رام الله والبيرة اياد دراغمه، لــ"بكرا" إن جودة اللحوم تضاهي جودة اللحوم البلدية الفلسطينية، وهذا بشهادة الخبراء والفحوص التي اجريت عليها، مبيناً أن تربيتها تتم من خلال الأعلاف وفي مزارع خاصة في صربيا".

وأكد دراغمة أن سعر الكيلو الواحد من اللحم الصربي الصافي للتاجر يتراوح ما بين الـ60 و65 شيقلاً، وسيتم بيعها وتوزيعها مذبوحة عبر المسلخ البلدي لتصل الى المواطن بسعر 70 شيقلا.

وأوضح أن الشحنة تم نقلها بواسطة الجو لأول مرة وخضعت للرقابتين الفلسطينية والإسرائيلية والفحوصات البيطرية الكاملة التي أثبتت مطابقتها للمواصفات الفلسطينية والإسرائيلية.

ويقول التاجر محمد الخليلي إن الوزراة والمسلخ عرضت الكيلو الواحد من اللحم الصربي الصافي بـ65 شيقلاً، وخمسة دنانير ونصف لغير المذبوح، وهو ما يقارب سعر اللحم البلدي"

ويضيف الخليلي أنه" لن يتمكن من بيع الكيلو بـ (70 شيقلاً)، لأن سعر الكيلو يتضمن "القص"، الذي يباع بسعر أقل من اللحم الأحمر الكامل".
وفي السياق ذاته قال التاجر صلاح علان إن سعر الكيلو لا يختلف كثيراً عن سعر اللحم البلدي، ناهيك عن عدم ثقة المواطن بغير اللحوم البلدية الفلسطينية ".

وحول ما يشاع بأن الخراف الصربية لا تجوز للأضحية من الناحية الشرعية، لانها مخصية من المصدر يبين مفتي رام الله والبيرة أن ذلك لا يشكل عيباً وهي جائزة شرعاً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com