أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بشبه اجماع على رفع علم دولة فلسطين في الامم المتحدة ، كخطوة اخرى تجسد القيمة الوطنية والدستورية والشرعية لدولة فلسطين كدولة عضو في الامم المتحدة، واستحقاق اقامتها على ارض فلسطين يحظى بإجماع دولي متصاعد ومتناه.

اكثر من بعد رمزي، يرفرف علم دولة فلسطين الى جانب كافة دول العالم في الامم المتحدة، يرفرف فوق رايات الامم، تحركه الرياح وهي تشير الى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحركه نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني على مدى كافة القرون السابقة، شهداء وجرحى ومبعدون ولاجئون واسرى، يتطلعون الى الحرية والكرامة وحق تقرير المصير.

يرفرف بين رايات الامم، لا يهدأ هذا العلم، تشع الوانه لتعطي سماء الكون لونا آخر، شمس أخرى تحت تلك السماء، ينام فيها شعب يموت من اجل راحة الارض، وراحة اللغة، يفلح السماء ويذرأ الارض، يحيا ليتفق الزمان مع المكان وثنايا الصور .

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، على كتفه حكاية اهل فلسطين منذ النكبة حتى آخر عرس للشهداء في قرية دوما، ومنذ ان ولد الحجر، وتوسد يد طفل واغتسل بماء الملائكة عندما صرخ الطفل: يكاد علمي ان يقتلني....

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، بجدائل القدس وهي تتسلق الكواكب، وبآياتها المنقوشات اللامعات وهي تتحول الى جبين للكون، وسلما للفضاءات، وعاصمة للحالمين.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، نوافذ للمعتقلين المطلين على حريتهم، الخارجين من الف زنزانة والف مذبحة في الصعود الى أقصى لقاء مع الناس والحمام، عندما تتفتح في المكان اغصان الذاكرة، وينسحب من نعاسهم ذلك الظلام.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، ماء يشع ويشرق، ينادي الاقاصي القريبة والبعيدة، يرتفع البحر المتوسط الى الاغنية العالية، سقط الفارق بين الواقع والخيال، الكل يمشي على الارض، العيون منتبهة لهذه الرياح المبلولة بالايقاع والحكاية.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، يراه العابرون الى الحدائق وغرف النوم ليلا، ويراه المتطرفون الذين اعتقدوا ان الزمن التوراتي قد اكتمل بالسيف والمدفع، فهذا النهر يجري في ترابنا، والنبوءة تكتب على اكف ايادينا.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، الافق الآن مشحون بنا، والافق الآن يمشي بأجنحة الشهداء الحاضرين والغائبين، صورهم تملأ المعاني وصفحات الدرس، هي دولة فلسطين معلقة على الغيوم القادمة.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، أعلى واعلى من جنون حاخام يدق رأسه في حائطنا ، ويصلي للعتمة بآيات مسلحات تقتلع اسماءنا من اصواتنا، وأعلى من جرافة سوت السماء بالارض، وأحالت بالهواء الى عطش الذخيرة، وهي تبتر الماضي عن الحاضر في سعيها الى غد ملتبس.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين الدولة والحرية والاستقلال والعودة، لا خيمة في العراء، لا انكسار للتاريخ وبلاغة الضحايا، العشب كلمات، الجسد بمقام الروح، ويحلق في الحياة والى الحياة.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين بصمة على السماء وجسد الدنيا، انفاس تجمعها الاحلام في الهواء، دولة فلسطين في الوعي والتحولات والمترادفات وخارج الاستعارات والقصائد، قرص شمس ينام في البحر، امراة تستعيد الضائع بوردة في قلبها، وتسقيها حتى يعود الغائب، اولاد يقرأون اشارات القادمين بلا أقنعة وخوف في ساحات المدارس.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين، يفرك وجه الليل بالورد، يخرج من اشتباك الموت في غزة الى نخلة عاشقة، يدعك جسد النهار بزيتون الناصرة، لا يخشى عواء الطائرات في السماء، لا هدير للصمت بعد الآن، بدانا نسمع قطرات المطر.

يرفرف بين رايات الامم، علم فلسطين ، يسترق السمع الى احاديث المعذبين في منازل النجوم، يسمع اجراس الكنائس وهي تطرد الحصار من العبادة والصلاة، ترشد المؤمنين الى عضلات الارض.

هو النشيد:

والله وشفتك يا علمي
زينة رايات الامم
اخضر اخضر لون الحب
ابيض ابيض فيه القلب
اسود اسود رعب وصعب
احمر احمر متلون بدمي

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com