اقتحمت قوات معززة من الشرطة الاسرائيلية صباح اليوم الاحد، المسجد الأقصى المبارك، وهاجمت المصلين بالقنابل الصوتية والاعيرة المطاطية، وقد علمنا أن مواجهات وقعت بين المصلين وأن القوات الخاصة اعتدت على النواب العرب الذين وصلوا للمكان وأصيب النائب د.أحمد الطيببي والنائب طلب أبو عرار، وتواجد أيضًا كل من النائبين د.جمال زحالقة وأسامة السعدي.

إصابات
ووف ما أفاد به شهود عيان داخل المسجد الاقصى أن قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال اقتحمت المسجد الاقصى عبر باب السلسلة والمغاربة، وهاجمت المصلين في المسجد بالقنابل الصوتية والاعيرة المطاطية، ما خلف عددا من الاصابات نتيجة المواجهات الدائرة في ساحاته.

وأضاف الشهود أن الاقتحام كان بعد انتهاء صلاة الفجر بدقائق.

وقالوا أن القوات حاصرت المصلين المعتكفين بالمسجد القبلي، وأغلقت ابوابه بالسلاسل والأعمدة الحديدية، ورشت داخله غاز الفلفل والأعيرة المطاطية.

تقييدات
وفرضت اسرائيل حصارها المشددة على دخول المسلمين الى الأقصى منذ فجر اليوم، بمنع شامل لكافة النساء والشبان، ولم يتمكن سوى بعض الرجال من كبار السن (فوق ال50 عاما) من الدخول اليه لاداء الصلاة فيه.

وتمكن العشرات من الشبان الفلسطينيين من الاعتكاف في المسجد منذ مساء أمس ردا على دعوات "جماعات الهيكل المزعوم" والتي دعت لتنفيذ اقتحامات جماعية للأقصى في عيد راس السنة اليهودية، وخاصة بعد "التسهيلات التي منحتها لهم المؤسسة الأمنية الاسرائيلية ضد المقدسيين".

بيان شرطة إسرائيل

بدورها قالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان عممته :خلال ساعات الليلة الماضية، في القدس وخلال نشاط مشترك للشرطة وحدة التحقيقات المركزية "يمار" بالتعاون مع جهاز الامن العام الشاباك .

تمت مداهمة وتفتيش منزل مواطن مقدسي بشرقي القدس مع ضبط عبوات اسطوانية ناسفة، بحيث تم على اثرها استصدار امر حظر نشر على كافة تفاصيل التحقيقات كما وهويات اي من المشتبهين فيما اذا وذلك ساري المفعول حتى نهار يوم 09.10 المقبل.

وتابعت: من ناحية اخرى تراكمت معلومات استخباراتية بالشرطة والشاباك مفادها قيام شبان عرب قسم من ضمنهم من الملثمين بالتحصن خلال ساعات الليلة الماضية داخل المسجد الاقصى والى ذلك استعدت الشرطة بقوات معززه للدخول لباحات الحرم جاهزون وحاضرون لمعالجة اي سيناريو محتمل كان، هذا وقام المتحصنون بجمع الحجارة والمفرقعات مع نصبهم حواجز لمنع اغلاق باب المدخل الاخير للمسجد الاقصى بما في ذلك مستخدمين خزائن الاحذية والنعال قضبان حديديه وخشبيه وحبال تم ربطها بأبواب المسجد ومظلات كبيرة، مشبكات وغيرها من الاغراض والكل بهدف الاشتباك مع قوات الشرطة والمجندين ومنع اغلاق ابواب المسجد والمس بالزيارات الاعتيادية بباحات الحرم القدسي الشريف في وقفة عيد راس السنة العبرية.

وأضافت: هذا وقامت قوه من الشرطة بإشراف من قائد اللواء موشيه ادري بمفاجأة المتحصنين داخلين الباحات قرب الساعة 06:45, بهدف افساح المجال امام فتح الباحات امام الزيارات والزائرين وفقا لميعادها وميقاتها المعتاد جنبا الى جنب مباشرة الملثمين المخلين بالنظام في الهرب لداخل المسجد شارعين برشق عشرات الحجارة كما والطوب الاسمنتية اتجاه قوات الشرطة من داخل المسجد الاقصى مع رشق عشرات من المفرقعات مباشره اتجاه قوات وافراد الشرطة.
وأكملت السمري: اضافة لذلك على مدخل المسجد الاقصى تم ضبط اسطوانات التي يشتبه بانها عبوات ناسفة اسطوانية مع قيام خبير للمتفجرات بإبعادها عن المكان.

وأضافت: هذا وعمل افراد الشرطة ومجندي قوات خاصة بحزم وبشجاعة وعزيمة تحت وابل من الحجارة الكبيرة المفرقعات قضبان حديديه التي القيت اتجاههم وقسم منها سقط داخل المسجد شارعين بإزالة وازاحة الحواجز التي تم نصبها على مدخل المسجد وخلال نحو ربع ساعه تمت ازالة كافة الحواجز التي تم نصبها مع اغلاق الابواب والمخلين بالنظام داخل المسجد.

وتابعت: هذا وتتواصل زيارات الصباحية للأجانب وغير المسلمين بما فيهم اليهود وفقا لنظامها المعتاد في باحات الحرم والى كل ذلك ليس من النافل الإشارة الى نجاعة التعاون ما بين الشرطة والشاباك في جمع المعلومات الاستخباراتية وبالتالي ترتيبات واستعدادات الشرطة المسبقة والذين قاموا بالعمل بمهنيه وعزيمة بالغه وبالتالي تمت السيطرة على زمام الامور سريعا وعودة الهدوء ليسود المكان.

وأضافت: هناك جنبا الى جانب تأكيدنا مواصلة عمل الشرطة لإفساح المجال امام كافة الطوائف من احياء شعائرها وعاداتها الدينية واحتفالاتها بشتى انحاء القدس اضافه الى مواصلة العمل حفاظا على الوضع الراهن القائم "ستاتكو" بالحرم القدسي الشريف والعمل بحزم وصرامه ضد كل من قد تسول له نفسه الاخلال بالنظام وخرق السكينة العامة ومن دون استثناءات مع تقديمة للعدالة واتخاذ كافة الاجراءات القانونية الشديدة بحقه وأيا كان. 

أبو مازن يدين الاعتداء
الرئيس محمود عباس، أدان وبشدة اقتحام قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأحد.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: 'ندين بشدة اقتحام جيش وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين'، مشددا على أن 'القدس الشرقية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الاعتداءات'.

واضاف، 'الرئيس عباس أجرى اتصالات مكثفة مع كافة الاطراف العربية والاقليمية والدولية، خاصة مع الاردن والمغرب ومنظمة التعاون الإسلامي لمواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسجد الأقصى'.

وكان عشرات المواطنين اعتكفوا الليلة الماضية في رحاب الاقصى المبارك لإحباط أي محاولة من جماعات الهيكل المزعوم لإقامة فعاليات خاصة كانت دعت اليها لمناسبة ما يسمى عيد راس السنة العبرية في الاقصى المبارك صباح اليوم.

الخارجية الفلسطينية تدين الاعتداء
وزارة الخارجية بدورها أدانت بشدة، قرار الحكومة الإسرائيلية بفرض التقسيم الزماني والمكاني بالقوة على المسجد الأقصى المبارك وباحاته، عبر أجهزتها وأذرعها العسكرية، وذلك من الساعة السابعة صباحا إلى الحادية عشرة كمرحلة أولى.

كما أدانت الوزارة في بيان لها، الحملة العسكرية المنظمة التي قامت بها أجهزة الاحتلال صبيحة هذا اليوم لتثبيت التقسيم الزماني كأمر واقع مستمر، ولتكريس وتشجيع اقتحامات اليهود المتطرفين لباحات الأقصى، بمشاركة وزير الزراعة الإسرائيلي 'أوري أرئييل' من حزب البيت اليهودي، بحماية مكثفة من قبل قوات الأمن.

وادانت الوزارة أيضا تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي 'جلعاد أردان'، التي اعتبر فيها اقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى وباحاته أمرا طبيعيا في إطار حرية صعود اليهود إلى باحات الحرم، مشددا على أن الشرطة الإسرائيلية ستعمل بكافة الوسائل لمنع التشويش على زيارات اليهود لباحات الحرم القدسي الشريف.

واكدت الوزارة أن هذه التصريحات تعكس الموقف الرسمي لحكومة نتنياهو المتطرفة، التي تشجع وتدعم وتنظم عمليات تكريس التقسيم الزماني للمسجد، كمقدمة لفرض التقسيم المكاني أيضا.

وقالت الوزارة في بيانها، 'إنها تتابع باهتمام بالغ هذا التصعيد الخطير في الهجوم الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى المبارك، وكانت الوزارة قد حذرت مبكرا من عمليات الاقتحام ومخططات الحاخامات المتطرفين لتنظيم اقتحامات حاشدة للأقصى عشية رأس السنة العبرية.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية رياض المالكي، وبالإضافة لاتصالاته ولقاءاته اليومية والمكثفة بهذا الخصوص، فقد بعث بأكثر من رسالة بهذا الخصوص إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام للجامعة العربية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، وممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ولوزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وغيرهم. كما بعثت الوزارة بتعاميم عاجلة إلى سفارات دولة فلسطين في جميع الدول لاستنفار الجهود والتوجه فورا إلى وزارات خارجية البلدان المضيفة، ومراكز صنع القرار والرأي العام، لحثها على التحرك العاجل للضغط على حكومة إسرائيل لوقف عمليات تقسيم المسجد الأقصى المبارك، ولتحذيرها من المخاطر المترتبة على هذه العمليات على المنطقة والعالم برمته.

وطالبت الوزارة مجددا المجتمع الدولي، والعالمين العربي والإسلامي، ومجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، الذي يمثل 'ربع الساعة الأخير' في تقسيم المسجد الأقصى، وتطالب مجددا بعقد قمة إسلامية طارئة للتصدي لهذا العدوان ووقفه فورا.

الحكومة الأردنية تدين
كما دانت الحكومة الأردنية، قيام قوات إسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى 'التوقف عن استفزازاتها' و'منع الاعتداءات على الأماكن المقدسة'.

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الرسمية 'بترا': 'إن 'الحكومة الاردنية تدين اقتحام قوات خاصة من جيش الاحتلال الاسرائيلي باحات المسجد الاقصى المبارك ومحاصرة المصلين، وتعبر عن رفضها المطلق لهذه الأعمال'.

وحذر المومني، من 'محاولات استمرار تغيير الأمر الواقع من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، خلافا للقانون الدولي والانساني'، مطالبا الحكومة الاسرائيلية بـ'التوقف عن استفزازاتها واقتحام الحرم القدسي الشريف، ومنع الاعتداءات على الأماكن المقدسة'.

واكد ضرورة 'الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشرقية، وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، واحترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس ورعايتها'.

وشدد المومني على أن 'استمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هو الشرارة التي ستؤجج الصراع والتطرف، وتغلق الآمال امام اي تسوية سياسية'.

وكانت قوات وشرطة الاحتلال قد اقتحمت المسجد الاقصى فجرا، ما ادى الى اندلاع مواجهات مع المصلين والمعتكفين داخل المسجد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com