وريّ قبل قليل جثمان الشهيدة ريهام في مقبرة دوما بالقرب من نابلس، المئات حضروا الجنازة وبدت عليهم ملامح حزن خطت بين سطورها عشرات الأسئلة وعلامات الإستفهام، فعلى الرغم من أن وفاة الأم كان متوقعًا إلا أن بصيص الأمل كان يطفو بين الفينة والفينة ليقول "لربما ستعود ريهام إلى مدرستها، وستربي أحمد ليحكي للعالم عن قصته".

في موقع "بكرا" تحدثنا إلى الوالد المكلوم حسين، والذي أستجمع قواه ليتذكر آخر اللحظات مع ريهام، بكى بشدة وقال: على الأقل ماتت شهيدة، والتحقت بالشهداء عليّ وسعد.

الساعة 23:55 احتفلت بعيد ميلادها

وحدثنا الأب عن اللحظات الأخيرة بالتفصيل، وكأنه كان يعد التطورات بالدقائق والساعات فقال: في الساعة الـ 23:30 من مساء أمس تحسنت حالة ريهام، نظرت اليها وتأكدت أنها تشعر على الأقل بمن حولها، ولأنه عيد ميلادها قررت الاحتفال.

وأضاف: الأطباء أكدوا لي أنها تسمعني، هي لا تتجاوب لكن تعي لما يدور حولها.

وأكمل: في الساعة الـ 23:55 دقيقة تماما احتفلت انا وعددٌ من الموجودين بعيد ميلادها، الذي صادف أمس 6.9، وانهينا الاحتفال قريب الساعة الـ 00:00 من منتصف الليل، ولكن تمام الساعة 00:07 بدأ هبوط حاد يصيب قلبها.

صمت الأب وأضاف: لا أعرف بعد ذلك ماذا حدث، وأي وقت استشهدت، ابلغوني أنها استشهدت.

حسين أضاف لـ "بكرا": قبل قليل وري جثمانها في مقبرة دوما، لا يوجد لدي ما أقول، لا قدرة لي على وصف ما أشعر به، ريهام كان سندًا لي، كانت البنت والأبن، البنت والأخت، البنت والأخ، لطالما استشرتها بكل قراراتنا، أحاول أن أفهم كيف حدث كل هذا؟! وكيف توفيت بهذه الصورة البشعة، ولا أقول إلا "الحمد لله".

على احمد أن يبقى على قيد الحياة، فهو الشاهد على الجريمة

وعن حالة الطفل أحمد قال الأب والجد: حالة أحمد في تحسن، وهو سيمر هذه الأزمة، لن أكون له الجد فقط، سأكون له كل عالمه، عليه ان يكبر ويحدث العالم عن هذه الجريمة، هو ما تبقى منها، غيابه يعني كتمانها في طيّ النسيان، غدًا ستمر السنوات وستخف وطأة الحدث، لكن أحمد سيبقى ليذكرهم ببشاعته، وبعنصريتهم ونازيتهم.

الأب المكلوم لا يعرف الكثير عن مجريات التحقيق وحول ذلك قال مختتمًا: مر 40 يومًا تقريبًا، دفن الطفل علي والأب سعد والتطورات مع ريهام واحمد حالت دون متابعة الملف، وقريبًا سأقوم بالتوجه للجهات المختصة للسؤال، من سنتهم؟! وان كان الاتهام بالأساس لكل السياسة الإسرائيلية التي تغذي عدد من الأطرافِ بالعنصرية. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com