قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الرئيس محمود عباس أعلن، اليوم الاثنين، الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، على روح الشهيدة ريهام دوابشة التي ارتقت فجر اليوم، متأثرة بالحروق التي كانت أصيبت بها جراء قيام مستوطنين بإلقاء زجاجات حارقة سريعة الاشتعال داخل منزل عائلتها في قرية دوما جنوب نابلس.

وكانت الشهيدة دوابشة ترقد مع طفلها الثاني أحمد في مستشفى شيبا تل هشومير بتل أبيب في العناية المكثفة للعلاج من إصابتهما بحروق بين 60-90%.

3 قتلى ومصاب وضجة عالمية .. ولا معتقلين
وكان مستوطنون متطرفون أضرموا النار يوم الجمعة 31-7-2015 في منزل عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة 18 شهرا، فيما أصيب والديه وشقيقه احمد 4 سنوات بجروح خطيرة، حيث أعلن عن استشهاد الوالد سعد بعد أيام من إصابته، واليوم أعلن عن استشهاد الوالدة رهام، ورغم ذلك، لم يتم اعتقال أي مشتبه حتى الآن.

من جانبها، قررت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطيني،وبالتنسيق مع الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين تعليق الدوام في مدارس مديريتي نابلس وجنوبها لاتاحة المجال امام المعلمين ومديري المدارس للمشاركة في مراسم تشييع زميلتهم الشهيدة ريهام دوابشة.

تشييع الجثمان اليوم
وأعلنت الوزارة أن وفدا منها برئاسة الدكتور صبري صيدم سيشارك في التشييع، مشيرة الى أن هذا أقل ما يمكن تقديمه للفقيدة وعائلتها، وأنها ستكون حاضرة في كل الفعاليات الخاصة بالتعزية وفاء لمعلمة أدت رسالتها بامتياز وكان حلمها مواصلة بناء الأجيال وتربيتها على القيم الوطنية فاذا بها وعائلتها ضحية لتغول اسرائيلي مجرم.

كما قررت الوزارة تخصيص الحصة الأولى من برنامج يوم غد الثلاثاء للحديث عن الشهيدة ريهام وعائلة دوابشة المنكوبة والجريمة البشعة.

ونعت الوزير صيدم وأسرة الوزارة الشهيدة ريهام واعتبرت أن رحيلها نموذج من نماذج لا يمكن حصرها للتعدي على المسيرة التعليمية ورموزها في فلسطين.

وجددت الوزارة مطالبتها لكل المؤسسات الحقوقية والأحرار في العالم والمؤسسات الاعلامية بفضح ممارسات الاحتلال ومواصلة الجهود لحماية حق اطفالنا في التعليم وفي الحياة على حد سواء.

لحقت بزوجها وابنها ولم تفتتح العام الدراسي بمدرستها

وكانت الشهيدة ريهام، مدرسة في إحدى المدارس بدوما، ولكنها هذا العام لم تبدأ عامها الدراسي كما في كل عام، ولم تفرح بدخول اطفالها للروضة والمدرسة، ولم تحتفل في عيد ميلادها ولا في ابنائها .. هذا العام ريهام اختارتها السماء والحقتها بابنها وزوجها، ليكتمل نصاب العائلة المحترقة بيد المستوطنين، دون أن يكتمل نصاب كرامة هذه الأمة التي في القرن الـ21 ما زالت لا تعرف كيف تحمي أبنائها، والتي في هذا العصر أيضًا ما زالت تستورد السلاح وتصدّر اللاجئين فقط.

الخارجية الفلسطينية: المماطلة في الكشف عن الإرهابيين دليل على التورط في الجريمة 

حملت وزارة الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو مجدداً المسؤولية الكاملة عن جريمة احراق عائلة دوابشة في قرية دوما، جنوب نابلس، وحصدت أرواح أسرة بأكملها.

ونعت الوزارة في بيان وصل موقع بكرا نسخة عنه، المربية ريهام دوابشة التي استشهدت متأثرة بالحروق التي أصيبت بها نهاية شهر تموز الماضي، بعد إحراق منزلها على أيدي عصابات الإرهاب اليهودي، لتلتحق بزوجها الشهيد سعد، ونجلها الرضيع علي دوابشة.
وما زال الطفل الثاني للأسرة (أحمد دوابشة) يصارع الموت في المستشفى، بعد أن فقد جميع أفراد عائلته في هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية.

وقالت 'الخارجية' إن أكثر من (40) يوماً مَرَّت على هذه الجريمة النكراء دون أن تعلن شرطة الاحتلال عن نتائج تحقيقاتها في هذه الجريمة.

إن هذه المماطلة المقصودة في وضع اليد على المتورطين فيها، والمعروفين لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، يشكل أكبر دليل على الغطاء الذي توفره وتعطيه الحكومة الإسرائيلية بشكل رسمي وعلني لقطعان المستوطنين المتطرفين، الذين يعيثون فساداً وتنكيلاً وحرقاً للفلسطينيين وممتلكاتهم في طول البلاد وعرضها، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي.

وأكدت الخارجية على أن ملف هذه الجريمة على طاولة المحكمة الجنائية الدولية، وأنه يحظى باهتمام كبير من قبل الرئيس محمود عباس، وأنها تتابع كافة التفاصيل القانونية المتعلقة بهذه الجريمة.

وطالبت المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة بمساءلة الحكومة الإسرائيلية للكشف عن مدى تورطها في مثل هذه الجرائم، ومحاسبة المجرمين ومن يقف خلفهم ويدعمهم بكافة الأشكال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com