أكدت مصادر اسرائيلية، اليوم، إصابة 164 شخصًا، منذ صباح الأحد، بضربات شمسية نتيجة تعرضهم لحرارة الشمس لفترات طويلة.
وقال الناطق بلسان نجمة الـ "داود الحمراء" لـ "بكرا" على أنه، وحتى اليوم، قُدم العلاج لأكثر من 164 شخصًا بسبب موجة الحر الكبيرة التي تعصف بالمنطقة ومن المتوقع أن تستمر حتى الجمعة.
وأشار إلى أن من بين المصابين 80 حالة إغماء، و70 حالة عانت من الإعياء وأكثر من 14 حالة جفاف!.
وعلم "بكرا" أنه من بين المصابين كان طالب جامعيّ تعرّض لضربة حر أدت إلى نقله إلى المستشفى وتقدم العلاج الأوليّ له، حيث شخصّت حالته على أنها متوسطة ويعاني من الجفاف!
وفي هذا السياق تحدث "بكرا" إلى طلابٍ جامعيين يدرسون حاليًا لامتحانات نهاية الفصل في السكن الجامعيّ علمًا أن تلك المساكن تفتقد إلى المكيفات، حيث تمنع الجامعات شراء المكيفات نظرًا وأن استهلاكها للكهرباء أكثر من المراوح العادية، وحتى أنها تقوم بمخالفة الطلاب في بعضِ الحالات.
درجة الحرارة تصل إلى 42 ليلا والمكتبة تغلق ابوابها باكرًا...!
الطالب علي وليد كامل، من المكر، والذي يدرس موضوع علم الصحة والبيئة وخاصة الاحتباس الحراريّ، قال لـ "بكرا" معلقًا على الموضوع: "صعب ولكنها الافضل" ، هذا هو شعار الجامعة العبرية التي ادرس فيها و التي تسوقه محليًا وعالميًا متفاخرةً بتصدرها المراتب المئة الاولى بين الجامعات عالميًا والمرتبة الاولى محليًا . الا ان هذا التفاخر وتلك الاثارة تخبو لدى الطالب الجامعي في موجات الحر، اذ ان الجامعة الاولى في اسرائيل تفتقر لأدنى مقومات الحياة السليمة في مثل هذا الطقس.
وقال: اكثر من الف طالب يعانون الامريّن هذه الايام في السكنات التابعة للجامعة العبرية، حيث انها بمثل هذا الايام تكون الغرف بدرجة حرارة لا تقل عن 37 مئوية ليلا و42 مئويًا نهارًا لعدم وجود مكيفات هوائية او اجهزة تبريد ، بل والانكى من ذلك ان ادارة السكن تخالف اي شخص يقتني مكيّف نقال ، مما يجعلني اشك انني تسجلّت لمخيم ابادة جماعية وليس لسكن طلابي في الجامعة العبرية.
وأضاف: الامر الذي يثير القلق اكثر ، هو انني وزملائي الطلاب بتنا نشعر انفسنا محاصرين حيثما وجهّنا وَجْهنا، فموجة الحر هذه قد زارتنا في اكثر وقت عصيب لدى الطالب الجامعي وهي فترة الامتحانات الفصلية، المؤسف في الامر ان درجة الحرارة تشكل عائقًا جديًا امام الطالب الذي يحيى في مثل الظروف المذكورة سابقًا، فلا مناص ولا ملجأ اليه سوى ان يدرس في مكتبة الجامعة ، الّا ان الاخيرة باتت تقفل ابوابها عند السابعة مساءً ، ليقف الطالب الجامعي مكتوف الايدي امام هذه المعضلة اذ انه يبقى متيقظًا لساعات الفجر بسبب الحرارة العالية ، ومن ثم عليه ان يستيقظ باكرًا كي يكتفي بساعات دراسة مناسبة قبل ان تغلق المكتبة ابوابها في احسن حال ، اما الاسوء فهو ان يذهب الطالب الى عمله في الصباح دون ان يقضي ساعات نوم كافية ، ليعود من عملية مساءً ويقضي بضعة ساعات في المكتبة قبل ان تقفل او يعود ادراجه الى غرفته بدرجة 42 مئوية محاولًا التماهي والتعايش مع هذه الظروف بشتى الطرق !، علينا الاعتراف ان النجاح بالامتحانات في هذه الظروف لهو انجاز عظيم يحتاج للتدشين.
وأختتم الطالب كامل: لا اعرف الى الان كيف تقبل الجامعة الاولى في اسرائيل ان تضع طلابها في ظروف مشابهة كهذه تكاد تكون غير ادمية وانسانية .
ظروف صعبة ونهرب إلى المكتبة
بدورها قالت الطالبة رقيّة صبّاح، من ابو سنان، وتدرس لقب ثاني علوم طبية في الجامعة العبرية ايضًا: بعد شبه انقطاع عن الدراسة خلال شهر رمضان الكريم، نعيش نحن الطلاب حاليًا فترة الامتحانات النهائية للفصل الثاني لهذا العام الدراسي، والغريب أن الطقس فاجئنا بموجةٍ من الحر لم أشهد لها -أنا شخصيًا- مثيلًا في جميع سنوات دراستي في الجامعة !
وقالت: مناخ القدس بشكل عام ودودٌ صيفًا ومريحٌ نسبيًا ولم يكن لدي أي مشكلةٍ قبل اليوم بتنظيم ساعات دراستي اليومية للتهيؤ للامتحانات بسبب الطقس، لكنني كسائر الطلاب منذ بداية هذا الأسبوع نعاني بشكلٍ غير مسبوقٍ من صعوبة البقاء في السكن الطلابي حيث لا تتوفر أساليب التكييف الحديثة ويصعب علينا بسبب الحر الشديد حتى النوم ليلًا وأخذ القسط الكافي من الراحة الذي يمكننا من الاستيقاظ بنشاطٍ ذهني كافٍ للدراسة والعمل في النهار، وتتعذر علينا كذلك الدراسة بجوٍ مريحٍ ليلًا إذ أن درجات الحرارة المرتفعة وغير المألوفة هذا العام كفيلةٌ بأن تشعرنا بالتعب والخمول غالبية ساعات اليوم ، لم نجد أمامنا سوى أن نخرج في أول ساعةٍ تفتح فيها المكتبةُ الجامعية أبوابها قاصديها للدراسةِ هناك وملازمة سقفها المكيّف قدر المستطاع من ساعات اليوم !
يجب مراعاة ظروفنا
اما الطالبة دنيا غنايم - سخنين - طالبة علاج طبيعي في الجامعة الامريكية، فقالت لـ "بكرا": ان لدرجة الحرارة العليا تأثير سلبي على الطالب من شتى النواحي، وخاصة من الجانب الدراسي، وذلك يعود لعدة اسباب.
وفصّلت غنايم: احد الاسباب هو قلة التركيز ، فكيف يمكن للعقل استيعاب كم هائل من المواد الجامعيه وعدم نسيانها ؟ سبب اخر الا وهو المواصلات،فأن صعوبة ايجاد سيارة الاجرة (التاكسي) من الممكن جدًا ان تسبب التأخر والغياب عن المحاضرات، حيث يرفض معظم سيارات الأجرة العمل في الحر، اضافة الى ما ذكر اعلاه ،التعب والإرهاق، فكيف يمكن الدراسة والتركيز في هذه الظروف؟!
وأضافت: والأكثر اهمية من ذلك عدم وجود مكيفات في الجامعة، فأذ كان الطالب مع المكيفات الهوائية والمياه الباردة يستصعب تركيز فكيف يكون حاله دونها ؟!
وطالبت غنايم: نظرا لهذه الاسباب التي ذكرت اعلاه، وصعوبتها علينا كطلاب، يجب مراعاتنا من ناحية تقصير الدروس، المحاضرات، الامتحانات ، الواجبات، وما الى ذلك .
يلي بكذب الله بوديه ع الجامعة الأمريكية بجنين
اما الطالب يزن أبو ياسين، من زيمر، وهو طالب لغة عربية وإعلام في الجامعة العربية الأمريكية جنين فقال لـ "بكرا" متحدثًا عن وضع الطلاب في موجة الحر الحاليّة: تجاوزت درجة الحرارة الـ "40" درجة مئوية وزادت عن ذلك، ومن المعروف أن ارتفاع درجة حرارة الجو يؤثر بشكل واضح على جسم الإنسان، وهذا كان نصيب طلبة فلسطيني الـ 48 في الجامعة العربية الأمريكية-جنين، حيث أثرت عليهم الشمس الحارقة بشكل كبير.
وأوضح: وإن كانت المنطقة نفس المنطقة، وأرضها نفس الارض ، وشمسها نفس الشمس، وعلى جميع سكانها حالت نفس الظروف لكن هيهات ان تتشابه ردود الفعل، فمن ينخرط في مجتمع الجامعة بعمق سيلاحظ بالبديهة عياناً أنّ طلبة الجامعات يتعاملون مع موجه الحار بشكل سلسل وفكاهي، ليس بسبب طاقة جسدية ربانية خلاف طبقات المجتمع، إنما للظروف الصعبة نصيب بالامر.حيث خلقت الظروف الصعبة -بداية بعدم وجود المكيفات، مرور بمياه الشرب والكهرباء المتقطعة أحيانا، إنتهاء بغلاء المعيشة- جعل ذلك يخلق جوا فكاهيًا ما بين الطلاب، من باب" ها أنا اضحك من شر البلية"، جعلهم يتناولن موضوع الشمس الحارقة بلسان حال بعضهم: "كِنا بلشنا نتحاسب مِن إسا! يا لطيف!!" ، "معقول جهنم وصلت لهوون"! ، " يلي بكذب الله بوديه ع جنين" .
وأختتم قائلا: ردود فعل ليست بغريبة من طلاب عاشوا حر الصيف بأسوأ الظروف، بل ما هو إلا ذكاء منهم، "الفكاهة" للتعامل مع شمس حارقة بظروف سيئة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق