الان يطلقون عليهم أصحاب البشرة السمراء، قديمًا كانوا يدعون بـ "العبيد السود" ، الان يفعلون هذا مجاملة لهم أو لحاجتهم إليهم أو كي يثبتوا لشعوبهم أنهم حاملوا لواء المساواة بين البشر بغض النظر عن الألوان حتى ولم يكن ذلك صحيحا، لاعبو كرة القدم من أصول أفريقية جاءوا من بعيد .
ربما يظن الكثيرون أن بيليه هو الهداف التاريخي لكرة القدم ولكن هذا غير صحيح فإله كرة القدم الحقيقي رجل برازيلي زنجي هو الأخر يدعى ارثر فريدينريتش وكل ما اقترفه من ذنب أنه ولد قبل أن يولد التلفزيون .
رجل الماني وقع فى غرام محظور مع فتاة برازيلية سمراء فأنجبا ارثر الذي لم يأخذ من والده سوى خضرة العينين ولكن طغت الجينات السوداء البرازيلية على مثيلاتها البيضاء الألمانية حينما تعلق الأمر ببشرته فرفض الرئيس البرازيلي أن يشارك ارثر فى كوبا أميركا ببوينس ايرس عام 1921 "لا ينبغى إرسال أي لاعب أسود فالأمر يتعلق بسمعة الوطن " و لم يلعب ارثر بالفعل ولكن ذلك لم يمنعه من تسجيل 1329 هدفا متجاوزا بيليه .
لم تكن السمرة التى اكتسبها ارثر من أمه سيئة على نحو مطلق فقد أتيح له اللعب فى الضواحي الفقيرة مع النجروز أمثاله ، حمل فردرينتش كرة قدم الفقراء إلى ملاعب البيض الأغنياء ، كان همزة وصل بين هؤلاء وأولئك ، كرة الأغنياء مملة ضجرة ، الفقراء يركضون بلا خوف من الوقوع فى طين الملعب ويداعبون الكرة بلا نفاق الطبقة الأرستقراطية .

كانت المباراة بين فلامنجو الذي يلعب ارثر فردرينتش فى صفوفه ضد فلومينينسي، توجه اللاعبون كلهم إلى الملعب لإجراء تدريبات الإحماء ، مرت نصف ساعة والجمهور يتساءل "أين أرثر؟" .
فى صالة الملابس ، كان ارثر وحيدا ، أوصد الباب جيدا و فى الحقيبة الموضوعة على الدكة ، كانت حقائب الجميع فارغة سوى حقيبة فريدرينتش ، فتح حقيبته بعد أن تلفت يمنة ويسرة وأخرج مكواة الشعر .
لقد كره ارثر فردرينتش شعره المجعد الذى ورثه عن أمه وبشرته التى جلبت له المتاعب ولكن أتى بعده ديدى وبيليه وجرينشيا إنتهاءا إلى روماريو ورونالدينيو ليثبتوا للعالم أنه لولا أصحاب البشرة السمراء والشعر الأجعد ما أحب العالم كرة القدم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com