استيقظت الطفلة حور الرنتيسي (4 أعوام) صباح يوم العيد تسأل عن والدها فخر المعتقل لدى جهاز المخابرات بمدينة رام الله منذ 20 يوما، لكن والدتها تلعثمت بالإجابة على سؤالها.

وتقول والدة الطفلة إن ابنتها سألتها "هو بابا محبوس عند السلطة؟ وله بابا مريض في المستشفى؟ ثم أخذت بالبكاء، لكن الوالدة شعرت بالارتباك ولم تستطع الرد سوى احتضان طفلتها.

وتضيف لوكالة "صفا" أن زوجها فخر اشترى لابنتيه (حور ورز) ملابس العيد قبيل اعتقاله، على أن يحفل برؤية جمال طفلتيه بالملابس الجديدة.

وفي صورة من صور المأساة التي تنبعث من قرية رنتيس غرب رام الله تتابع الوالدة "تمنيت عدم طلوع الفجر وخروج نهار العيد ونحن على هذه الحالة، أن نستقبل بهجة العيد بحزن، خصوصا وأن فخر اعتقل في رمضان وكنا على يقين بخروجه قبل العيد وهذا لم يحصل، وما حصل تمديده (15 يومًا) إضافية أول البارحة".

وتشير إلى أن أكثر مشهد يؤلمها رؤيتها لطفلتيها وهن في استعداد للذهاب لزيارة والديها في يوم العيد بدل أن تذهبا للعب واللهو، أو الخروج في رحلة إلى الحدائق.

وتستحضر الرنتيسي ردة فعل طفلتها في زيارة له قبل أسبوع حين أخذت تسحبه من لباسه وتقول له "تعال روّح معنا"، مشيرة إلا أن هذا الموقف غمرته الدموع.

لا رسائل

وبكل ضجر تقول الرنتيسي إنها لا تريد توجيه رسائل لأحد، ولن تقبل لنفسها مناشدة السلطة الفلسطينية التي تحتجز زوجها أو الجهات الرسمية بالتدخل للإفراج عنه.

وتتساءل: "كيف يقبلون على أنفسهم احتجاز مواطن في العيد على خلفية رأيه السياسي؟ ولماذا يدعي هؤلاء النضال والكفاح ضد الاحتلال وهم يحبسون أبناء شعبهم ويذلونهم؟".

وتتابع: "إن جهة أمنية تدعي حماية شعبها وتعتقله لا تستحق أن نتكلم عنها أو أن نخاطبها في مثل هكذا ظروف".

أبي والعيد

وفي معاناة مشابهة، ولكنها طويلة الأمد ومجهولة المصير، لا تزال زوجة المعتقل السياسي إسلام حامد من بلدة سلواد شرق رام الله تحتفظ بقطع من ذكريات البهجة التي غابت عنها قرابة خمسة أعوام.

وتقول حامد لوكالة "صفا": إن أكثر ما يؤلمني في يوم العيد عندما أتخيل طفلي خطاب (3 أعوام) مع والده في مناسبات العيد يجولون على أقربائنا".

وتلفت إلى أنها لم تشتر لطفلها ملابس العيد، بل اكتفت بطباعة صورة زوجها على قميصه الصغير بعبارات "مي وملح" و"الحرية لإسلام"، لعلها تحتفل بالعيد على طريقتها الخاصة.

وأكثر ما يزعج حامد غياب زوجها وطفلها عن مسيرة التكبير التي تجوب شوارع البلدة، حين يصطحب الرجال أبناءهم في مظهر احتفالي بمكبرات الصوت، يحيون فعالياته في كل أرجاء البلدة.

وينقلب تفكير حامد رأسا على عقب عندما تستدعي حالته الصحية التي رأتها في السجن المخابرات خلال زيارته له أول البارحة، خصوصا بعد مضي (100 يوم) في إضرابه عن الطعام.

وتؤكد بأنها باتت تخشى على حياته نتيجة الأمراض التي ألمت به كضمور العضلات، وتعب الكبد، وارتفاع نسبة الكولسترول، ونزول في ضغط الدم وهبوط الوزن.

وبكل حزن تقول: "لا أريد أن أفقد زوجي، مع أنني على وشك فقدانه نظرا لما يتعرض له، هو دائما تمنى الشهادة، ولكن لا أريده أن يستشهد عند ذوي القربى".

يذكر بأن أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية لا زالت تحتجز في سجونها قرابة 250 معتقلا ينتمون لحركة حماس، اعتقلوا عقب تنفيذ عمليات ضد مستوطنين في مدينتي رام الله ونابلس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com