تبدو الحركة التجارية أقل نشاطاً مقارنة بالأعوام الفائتة، فموجة الغلاء وارتفاع الأسعار في كافة القطاعات التجارية لم تترك مجالا لخيارات أوسع أمام الفلسطينيين للتسوق، فيما أقبل كثيرون على التسوق من إسرائيل بعد منح قرابة مليون تصريح للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة للصلاة والزيارة خلال رمضان والعيد.

وتشكل حركة الباعة المتجولين وأصحاب البسطات على أرصفة الطرق بديلا للشراء من المحلات، كما تشهد محلات التصفية اقبالا اكثر من المحلات العادية، او ذات الأسعار العالية والتي تعرض علامات تجارية مشهورة ، حيث تبدو بعض المحال التجارية تنتظر دخول زبائنها .

و يؤكد علي عمر وهو يملك بسطة تبيع الأحذية وسط رام الله " التجار وأصحاب المحال التجارية لا يرحمون المتسوقين بأسعارهم، ولا يرحمونا قدموا شكوى ضدنا إلى بلدية رام الله والشرطة تريد أن تمنع تواجدنا في المكان" .

ويعزي محمد سلامة، مالك إحدى المحال التجارية أن التصاريح التي سمحت للفلسطينيين الدخول إلى القدس هي سبب آخر في انخفاض نسبة مبيعاتهم. لكن ذلك هذا العام لم يبدو جليا كالأعوام السابقة.

وفي هذا الإطار، يقول صاحب أحد المحال المخصصة لبيع الملابس، إبراهيم علي إن العديد من المواطنين قاموا بزيارة محله، ولكنهم لم يشتروا شيئاً، على الرغم من تخفيض الأسعار قليلاً.

ويؤكد علي أن القدرة الشرائية للموطن انخفضت، وأن الغالبية العظمى من الناس باتت تبحث عن البضائع الرخيصة الثمن، أو شراء ما يحتاجون له فعلاً، وعدم شراء كميات كبيرة كما في الأعوام السابقة، وذلك لأن هناك شعور بالقلق على إمكانية تدهور الوضع الاقتصادي أكثر، وفي ظل ضبابية الصورة السياسية.

رئيس الغرفة التجارية لــ"بكرا": الحركة التجارية منخفضة

أما رئيس الغرفة التجارية في محافظة رام الله والبيرة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية، خليل رزق فيؤكد أن الحركة التجارية في أسواق محافظة رام الله والبيرة منخفضة ، وليست كما هو الحال في كل عام.

وأعاد رزق في حديث لــ"بكرا"،هذا العزوف الشرائي إلى كمية التصاريح الكبيرة التي صدرت للمواطنين، وقيام هؤلاء بالتبضع من السوق الإسرائيلية.

وأعرب رزق عن أمله في أن تشهد الأيام القادمة حركة تجارية أنشط، لا سيما بعد حصول الموظفين على رواتبهم الشهرية، وفي ظل اقتراب عيد الفطر السعيد، حتى يتمكن التجار من الاستمرار، وعدم تعرضهم إلى خسائر مالية كبيرة.

استنفار للشرطة الفلسطينية في رام الله

ورغم الحركة القوية في الشارع بالمدينتين من قبل المواطنين، إلا أن هذه الحركة هي استكشافية ليس إلا، فأغلب مرتادي المحال التجارية يكتشفون بمعرفة الأسعار، ليقرروا إن كانوا سيتبضعوا أم لا، وغالباً ما يشترون ما يحتاجون له ولا غنى عنه.

الشرطة استنفرت عناصرها على الطرق، التي أصبحت أكثر ضيقاً مع تدفق آلاف السيارات والمواطنين على وسط المدينة، ما دفعها لإغلاق بعض الطرق لتخفيف الأزمة وسط المدينة، قبل أن يحل أوان الخطة المزمع تطبيقها بدؤا بإغلاق وسط المدينة ومنع حركة السيارات فيه، لاتاحة الفرصة لتنقل المواطنين بعيدا عن السيارات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com