الطريق إلى قرى غرب رام الله، طريق مهمل بأشد عبارات التهذيب والكياسة. هو طريق قديم لا إنارة ولا إشارات توضيحية للسائقين ولا غير ذلك. هو طريق مهمل، لا يرمم، خاصة بعد فصل الشتاء. يلاحظ السائق، ومنذ مغادرة السيارة «دوار الفواكه»، وهو الدوار الذي يقع في طريق بيتونيا، وبداية طريق قرية عين عريك،كيف أن الحفر تتكاثر، لتشكل خطراً على المركبات والركاب في آن.

وليس صعباً على الإطلاق، للمدقق في تلك الحفر، بأن سببها، هو سوء الإنجاز، ورداءة المواد المستخدمة في رصف الطريق، والتأثيرات الجوية، خاصة إبان فصل الشتاء الأخير!

انتشرت الحفر وتنوعت، وازدادت مع الاستخدام اليومي، لمركبات كثيرة ومتنوعة، منها ما هو ثقيل، بل وثقيل للغاية، ومنها الباصات الصغيرة الصفراء، إضافة للسيارات العادية، لسكان قرى عديدة، عين عريك، دير بزيع، كفر نعمة، بلعين، وما يتفرع عن تلك القرى، قرى أخرى .. تستخدم هذا الطريق المهمل، مضطرة ولا حول ولا قوة إلا بالله .. العديد من المركبات يومياً، تتعرض للنزول بتلك الحفر، المتنوعة، ما يترتب عليه إتلاف العجلات، وإتلاف في الميكانيك، وغير ذلك .. العجلات تدمر، ومشاكل هذا الطريق تزيد، ولا من منقذ!

المجالس القروية، مجالس أصيلة ووطنية ومسؤولة، لكن أحوالها الإدارية والمالية ضعيفة ومهلهلة وغير قادرة لا على الضغط بشأن إصلاح ما تفسده الأحوال الجوية والبشرية، ولا على درء المخاطر المحتملة.

بقاء حال هذا الطريق، سيفاقم الأوضاع، ومن شأنه الحفاظ على النسب العالية لحوادث الطرق، وإتلاف المركبات وازدياد عدد الحفر وما تحمله من مخاطر، جدية.

لا نعفي المجالس القروية، من مسؤولياتها، تجاه سكان القرى، لكنه، ومن الطبيعي، أنها لا تتحمل، هي وحدها مسؤولية سلامة الطرقات.
المجالس القروية، قادرة على ممارسة الضغط على وزارة الأشغال العامة، وأن تقول، بوضوح وجلاء، حالة تلك الطرقات، وما تحمله من مخاطر. وان تركز على الإهمال وسوء التصرف، الجهة المسؤولة، بل والقادرة على ترميم تلك الطرقات، على الأقل، هي وزارة الأشغال العامة.

قد تقول الوزارة بأنها رممت، وفي هذه الحالة،الواقع سيكشف حقيقة الأمر، وهي حقيقة مرة للغاية، وقد تقول بأنه ليس لديها موازنات، تفي بالغرض، وهنا تبرز أهمية الترميم، وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ومحاولة إيجاد تمويل الطريق، لا نبالغ، إن قلنا بأن أجزاء منه، وهي ليست قليلة، لا تصلح للاستخدام البشري.

المسألة تحتاج التكاتف، أهالي القرى، ومجالسهم، القروية، والشخصيات الاعتبارية كالمخاتير وغيرهم وإلى محاولة حث وزارة الأشغال العامة، بل والضغط عليها، ليس حفاظاً على المركبات فحسب، بل على حياة البشر، ووقتهم، وراحتهم.

لا يعقل أن يبقى طريق، أي طريق، بعد شتاء طويل، دون النظر بما حل به، من خراب، ودون محاولة معالجته، الأمور متروكة على غاربها، والأزمة تزيد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com