منذ أسبوع وأسواق مدينة رام الله تغص بالمتسوقين استعدادا لشهر رمضان الفضيل الذي بدأ اليوم، وخاصة في محلات الجملة والمواد التموينية والمكسرات وأسواق الخضار والفاكهة، مع ارتفاع ملحوظ مقارنة مع الفترة السابقة في الأسعار.

ولم يقتصر هذا المشهد على وسط الضفة "رام الله" ففي شمالها "مدينة نابلس" وجنوبها "الخليل" لم يكن مختلفا، مع تفاوت ملحوظ في الأسعار واستغلال من قبل التجار للشهر الكريم وتدافع المواطنين نحو الشراء.

هذا الاستغلال ورفع أسعار المواد التموينية الرئيسية لم يحد منه خطة وضعتها وزارة الاقتصاد الوطني ونشر قائمة للأسعار الإرشادية لل30 سلعة رئيسية، وبقي الحال على حاله كما في سنوات رمضان السابقة.

خلل في تطبيق قائمة الاسعار

الخلل في تطبيق هذه القائمة على الأرض كما يقول صلاح هنية رئيس لجنة حماية المستهلك الفلسطينية في الضفة يعود إلى عدم وجود مراقبة كافية على التجار والمحال التجارية.

وقال هنية: رغم تحديد أسعار إرشادية ل 30 سلعة كما السنوات الفائتة، إلا أنه غالبا ما يتم تجاوز هذه الأسعار من الموردين أحيان، وبسبب ضعف الرقابة أحيانا أخرى".

وبحسب هنية فإن المشكلة الكبرى هي مراقبة أسعار المواد الأساسية والأكثر استهلاكا في رمضان مثل اللحوم الحمراء والدواجن والقطايف والتمور، والتي يتم فيها التلاعب من قبل التجار تحت مسميات النوعية والجودة، وهو ما يقلل إمكانية التدخل من قبل المراقبين.

وتابع هنية: “الملاحظ هذا العام ومن خلال جولاتنا في الأسواق أن هناك تخفيض من قبل التجار أنفسهم على الأسعار المواد التموينية الأساسية، ولكن المشكلة في اللحوم والتمور، والمشكلة الأكبر في الخضار التي ارتفعت سعرها بشكل كبير".

تجار يتحدثون لـبكرا عن الموسم في رمضان

ويقول سمير طه وهو صاحب سوبر ماركت في مدينة رام الله وهو يضع التسعيرة على بعض المواد الاستهلاكية: "تجارة الجملة يقومون برفع الاسعار وبيعها لهم مرتفعة، ونحن كأصحاب سوبرماركت يبيعون بالتجزئة يقومون برفعها قليلا من أجل ان يربحون.

مشيرا ان هناك اقبالا جيدا من قبل المواطنين على السلع الغذائية، ما يخلق طلب كبير وغير معتاد على السلع الغذائية مقارنة بباقي أشهر السنة.

ويرجع طه السبب على الاقدام قبيل وبداية الشهر على الشراء للعادات الرمضانية، ومنها كثرة جمعات الأهل، واعداد وجبات الافطار المتعددة، والدعوات على موائد الافطار وتنوع المأكولات وكثرتها، وابتهاجا واستعدادا للشهر، منوها ان هذا الاقبال على السلع سرعان ما سيعاود الانخفاض بعد مضي بضعة أيام من بداية شهر رمضان.

ويضيف طه أن المستهلك يشتري فوق حاجته، ما يجعل السلع تتكدس لديه في المنزل بداية الشهر، وهذا يجعل المشتريات في الاسبوع الثاني خفيفة.

وفي حسبة رام الله، يقف البائع محمد عبده على جانب بسطته المكونة من العديد من اصناف الخضار، قائلا: "هذا هو الموسم بالنسبة للتاجر لتحقيق الأرباح، في ظل ركود يعانيه السوق طول العام، لذلك يستغله التاجر".

ويضيف: "ان الاسعار ترتفع نتيجة الاقبال على شراء السلع، وهذا الاقبال يوفر بيئة مواتية لارتفاع الاسعار خلال شهر رمضان".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com