رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاثنين تقرير وزارة الخارجية الإسرائيلية وما تضمنه من دفاع عن "مشروعية وقانونية" العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شهري يوليو وأغسطس الماضيين.

وأعربت الحركة في بيان صحفي، عن تنديدها بشدة تقرير خارجية الاحتلال الذي يبرر فيه جرائم جيشه خلال العدوان الهمجي على قطاع غزة بما يتناقض تماما مع التقارير الدولية المستقلة.

وقالت الحركة إن إصدار هذا التقرير وبهذا التوقيت بالذات يهدف إلى تبرير جرائم الحرب من قتل والتدمير، وإعطائها صبغة قانونيه وهذا أسوأ من الجريمة نفسها.

وأضافت أن "تبرير الجريمة يعني أن الاحتلال لديه النية والاستعداد الاستمرار في سياسة القتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني".

هدف التقرير

ورأت الحركة أن إصدار تقرير خارجية الاحتلال "يستهدف إحداث ضربة استباقية في الإعلام قبل إصدار التقرير الدولي (لجنة شباس) وتقديمه إلى مجلس الأمن الدولي بهدف تضليل العدالة الدولية وهذه جريمة بحد ذاتها".

ووصفت الحركة ما ورد في التقرير بالأكاذيب والافتراءات خاصة التلاعب بالأرقام والمعطيات من خلال الادعاء بأن 44% من الشهداء هم من مقاتلي حماس وفصائل المقاومة.

وذكرت أن هذا يتنافى مع الحقائق على الأرض وهو لا يتجاوز 20%، وأسماء الشهداء سواء المقاتلون أو المدنيون معروفة، وقد تعمد التقرير احتساب كل رجل بالغ مقاتل وتجاهل حقيقة وجود مدنيين لأنها لا تعترف بوجود الإنسان الفلسطيني كإنسان مدني له حق الحياة وهي تعتبره فقط إرهابيا يستحق القتل.

وقالت الحركة "لقد حاول العدو أن يحمل المقاومة مسئولية مقتل المدنيين، والادعاء بأن حماس تستخدمهم كدروع بشرية بمنعهم من الخروج من مناطق القتال وهذا يتناقض مع شهادات جهات دولية محايدة، وشهادات جنوده عبر جمعية (كسر الصمت) عن ارتكاب الجيش لهذه الجريمة".

وأضافت أن "أكبر دليل على ذلك أن المواطن الفلسطيني لم يكن يجد مكانا آمنا ليفر منه، والكل يذكر كيف أجهش الناطق باسم وكالة الغوث اللاجئين الفلسطينيين "كريس جينس"، في 30 يوليو الماضي على شاشات التلفزيون خلال الحرب بسب عدم وجود أماكن آمنة في قطاع غزة ليحتمي بها المدنيون من القصف الإسرائيلي الذي طال حتى مراكز الإيواء التي وفرتها وكالة الغوث الدولية بعلم جيش الاحتلال".

اتهامات المقاومة

وحول ادعاء تقرير خارجية الاحتلال أن المقاومة كانت تستهدف المدنيين الإسرائيليين سواء بالصواريخ أو باستخدام الأنفاق، أكدت الحركة أن "ادعاء باطل من أساسه ففي خلال 51 يوما وبحسب الأرقام الإسرائيلية لم يقتل من المدنيين الإسرائيليين سوى 4 في حين قتل 68 عسكريا".

وأضافت "أما عن سقوط مدنيين من صواريخ في مناطق مدنية هو عن طريق الخطأ بسبب فقدان صواريخ المقاومة الدقة، في حين أن صواريخ الاحتلال المتطورة والموجهة قتلت آلاف المدنيين من أبناء شعبنا".

وبالنسبة للأنفاق أشارت الحركة إلى أنه "كان واضحا أن المقاومة فقط استخدمتها لمهاجمة واقتحام مواقع عسكرية، ومن كان قادرا على اقتحام مواقع عسكري، فإنه لا يعجز عن اقتحام منزل سكني فيه مدنيون، وهو أمر لم يقدم عليه الاحتلال دليلا واحدا".

وعليه أكدت حركة حماس أن "الاحتلال مستمر بالاستخفاف بالقانون الدولي الإنساني واحتكار تفسيره حسب وجهة نظره، وتزداد الجريمة فظاعة بادعاء نتنياهو بأن جيش الاحتلال التزم بأكثر مما يوجب القانون الدولي".

وطالبت الحركة المجتمع الدولي بعدم الالتفات إلى تقارير الاحتلال الكاذبة، ومحاسبة قادة الكيان الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبها طبقاً لما ورد في التقارير الدولية المستقلة.

يشار إلى أن تقرير خارجية اسرائيل الذي صدر أمس دافع عن "قانونية ومشروعية" العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مدعيا أن الجيش لم يستهدف المدنيين ولم يتعمد ارتكاب أي انتهاكات ترتقي إلى جرائم حرب.

وكان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلف استشهاد أكثر من ألفين و150 مواطن وجرح ما يزيد عن 10 آلاف آخرين إلى جانب تدمير ألاف المنازل السكنية وقصف مدارس ومستشفيات ومختلف أنواع المنشآت العامة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com