قاد نيمار البرازيل لتحقيق فوز صعب للغاية على بيرو في أول مباريات الفريقين في البطولة ، وبيوم شهد إشراك دونغا لثمانية لاعبين لم يكونوا من بين الأسماء التي تحظى بالثقة الصيف الماضي مع سكولاري أما بيرو فاجتهدت وثابرت وبحثت عن تحقيق شيء واقعي وحين خرج البيروفيين عن حدود الواقع إلى الأحلام بالفوز أضاعوا كل شيء.

ثقة دونها بالعناصر الجديدة بدت كأنها ليست مكانها حين قام الحارس الجديد جيفيرسون بارتكاب خطأ قاتل أثمر عن إعطاء كويفو فرصة تسجيل الهدف الأول في المحاولة الأولى لكلا الفريقين على المرمى ليبدأ الجميع بالتفكير بسيناريو تخيلي للمجموعة ينص على أن يقضي البيروفيين والفنزويليين على البرازيليين والكولومبيين بيوم واحد ، علماً أن الكرة السهلة تحولت لكرة خطرة بفضل تباطؤ غريب أيضاً من ديفيد لويز الذي بدا تائهاً منذ اللحظات الأولى.

هذا السيناريو التخيلي لم يدُم في أذهان الجمهور لأكثر من دقيقتين حيث اقتنص نيمار العرضية الأولى من آلفيش معلناً عن المحاولة الأولى للبرازيل والهدف الأول للسامبا في البطولة ، والمفارقة تقول أن آلفيش كان الخيار المستبعَد من قبل دونغا والذي التحق بالفريق بوقت متأخر قبل بدء البطولة لتعويض دانيلو المصاب.

أول ثلث ساعة من المباراة شهدت ضغطاً برازيلياً مميزاً فمن الدقيقة الخامسة وحتى الدقيقة عشرين حاول البرازيليون التسجيل خمس مرات من بينها محاولتين على المرمى أما البيروفيين فحصلوا على محاولة واحدة كانت على المرمى ، بالمقابل لم يكن ميراندا أفضل حالاً بكثير عن لويز التائه لكن خطأه كان بمنطقة أبعد عن المرمى فتمكن من تداركه.

بعد انتهاء الدقيقة عشرين استعاد البيروفيين توازنهم ، فنسبة استحواذ البرازيليين التي كانت 72% مع نهاية الدقيقة عشرين باتت 60% مع انتهاء الشوط الأول ، أما الدقائق الـ25 التالية فشهدت على محاولتين فقط للبرازيل مقابل محاولة واحدة للبيروفيين.

جنود دونغا الجدد في الشوط الأول لم يُظهروا ما هو مميز ، فميراندا حاله حال ديفيد لويز أخطأ ، لكن خطأه كان بمنطقة أقل خطورة ، أما فيليبي لويس فلم يقدم الإضافة المنتظرة حاله حال إيلياس ، أما نيمار وويليان فشكلا أبرز معالم الخطورة البرازيلية مع صناعة كل منهما لفرصتين علماً أن نيمار حاول التسجيل أربع مرات في الشوط الأول من بينها محاولتين على المرمى.

نهاية الشوط شهدت تقمص نيمار للقطة لزميله بالمنتخب ديفيد لويز كان قد قام بها الأخير مع سان جيرمان هذا الموسم حين حاول إزاحة العلامة التي وضعها الحكم لمكان تنفيذ ركلة حرة لكن الأخير كان يقظاً فوجه له بطاقة صفراء.

الشوط الثاني بدأ باستحواذ برازيلي لكنه لم يثمر عن أي محاولة حتى الدقيقة 54 التي شهدت على هز نيمار للعارضة ، وبالمجمل افتقر الهجوم البرازيلي لخلق الحلول ، لأن فريد احتفظ بأهم خاصياته بالمونديال الماضي وبقي يبحث عن الطريق الأقصر للتألق وهو المصلحة الفردية أما رأس الحربة تارديلي فلم يظهر في المباراة إلا حين اختار دونغا معاقبته على سوء أدائه ليكون أول المغادرين تاركاً مكانه لمهاجم شاختار المطلوب في تشلسي وبايرن ميونخ دوغلاس كوستا الذي كان أيضاً أحد المستبعدين من طرف سكولاري.

سيناريو الشوط الأول تكرر مرة ثانية ، فالبيروفيين امتصوا حماس البرازيليين وأبعدوا الخطر عن مرماهم ، أما على صعيد المحاولات فكان تركيز الأحمر على الحفاظ على أمان المناطق الخلفية مع إبقاء التوازن لحد ما ، واقتصرت محاولاتهم على أربع تسديدات خارج المرمى ، وحين فكر البيروفيين بالتركيز على هجمة مميزة من ركلة ثابتة للمرة الأولى ، كاد نيمار أن يعاقبهم سريعاً لكن كوستا لم يتمكن من متابعة تألق زميله.

التبديلان الثاني والثالث لدونغا أتيا ليعبران عن عدم رضاه على الثلاثي الذي لعب إلى جانب نيمار في المقدمة فأخرج فريد المنعزل وأشرك فيرمينو ، أما التبديل الأخير فشهد على إخراج ويليان وإشراك لاعب الأهلي الإماراتي إيفيرتون ريبيرو ، بالمقابل وعلى عكس المتوقع أشرك غاريسا مدرب البيرو مهاجمَين دفعة واحدة في الدقائق السبع الأخيرة طمعاً بالنقاط الثلاث وهما كاريلو والموهوب رينا الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية في ألمانيا بصورة لا تعكس الحذر والتوازن الذي اتبعه البيروفيين في الملعب.

الدقائق الأخيرة لم تشهد أي حماس أو تركيز من قبل البرازيليين ولم يقوموا بالدور اللازم للضغط على الخصم لكن نيمار أثبت أن يد واحدة قادرة على التصفيق فقدم تمريرة ذهبية لكوستا الذي لم يجد أي فرصة لإضاعة الكرة فسجل هدف الفوز في ثاني دقائق الوقت بدل الضائع.

بالمجمل حاول البرازيليون التسجيل 16 مرة في المباراة ، من بينها أربع محاولات على المرمى ، مقابل سبع محاولات للتشيليين منها ثلاث محاولات على مرمى جيفيرسون جميعها في الشوط الأول واستحوذ البرازيليون بنسبة 60% بالشوط الاول و58% في الشوط الثاني.

وحصل نيمار على ست محاولات في المباراة وصنع أربع محاولات وكان أكثر من لمس الكرة في الملعب مع 89 لمسة ، أما المحترف في كورينثيانز البيروفي غيريرو فلم يكن في المستوى المنتظر فاقتصرت محاولاته على كرة واحدة خارج المرمى حاله حال العائد منذ حوالي شهرين من إصابة طويلة غيبته لحوالي عام كامل جيفيرسون فارفان

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com