في حديثٍ خاص مع الناشط الشبابي السياسي زيد الشعيبي (منسّق الشؤون العربيّة والفلسطينيّة في حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، قال: إنّ فعاليات مقاطعة بضائع الاحتلال مستمرة، وهي مُنتشرة في جميع الأرجاء، فلسطينيًا عربيًا وعالميًا.

وأشارَ الشعيبي أنه ينشط أكثر في العمل مقابل الدول العربية، على اختلافها، مشيرًا أنّ إسرائيل تنجح في بعض الأحيان بتمرير بضائعها للعالم العربي بأساليب تمويه وتلاعُب، إلا أنّ حملة المقاطعة، تحاوُل جاهدةً نشر الوعي في صفوف المواطنين في الدول العربية ألا يتعاملوا، أو يشتروا، بمعرفة أو بسذاجة، في التعاطي مع البضائع الإسرائيلية.

نشاطان مهمان أثرا كثيرا على حملة المقاطعة

وقال الشعيبي إن نشاطين مهمين تمّ التشديد عليهما مؤخرًا، أولهما في لبنان حيثُ وصلت بضائع لسيدتين إسرائيليتين، ووجدت البضائع في أحد المخازن اللبنانية، فتصدت لها حملة المقاطعة في لبنان، الأمر الذي دفع بالجهة التي تعاطت مع الإسرائيليتين إلى إيقاف التعامل ومقاطعة البضائع التي تصل لبنان، حتى لو كانت دون معرفة الوكيل. أما الحالة الثانية البارزة مؤخرًا فهي تصريحات شركة أورنج في القاهرة عن فرض المقاطعة ضد أورنج إذا استمرت في التعاطي مع إسرائيل، الأمر الذي حذا بالشركة الفرنسية برئاسة ريشار إلى الإعلان عن قراره بوقف الصفقة المبرمة بين شركة "أورانج العالمية" وشركة "بلاتر الإسرائيلية"، لكنّ تراجعًا شهدته فرنسا بسبب الضغوط القوية من قبل الحكومة الإسرائيلية على فرنسا، لتعتذر و"تدفن رأسها في الرمل الإسرائيلي".

وبين الشعيبي أن نشاطات حركة المقاطعة تمت إلى كلٍ من المغرب، لبنان، البحرين، قطر، أمريكا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وأوروبا.

المقاطعة واتفاقية الغاز الأردنية مع إسرائيل

وقال إن كم بين النشاطات التي بُذلت لوقف التعامل مع إسرائيل، ومقاطعتها:مُطالبة الحكومة الأردنية بفض اتفاقية الغاز الأردنية الإسرائيلية، ومحاولة الضغط على الكويت لعدم إعطاء شركة فولفو عقدًا بقيمة 750 مليون دولار من خلال المقاطعة من قبل المجتمع المدني، وتبذل الحملة في الدول العربية جهودًا في فتح علاقات مع البرلمانيين وأعضاء المجلس التشريعي والسياسي والأحزاب السياسية في الدول العربية لنشر المقاطعة على المستوى الشعبي، الشرعي، السياسي والدبلوماسي، وتخشى إسرائيل من الأضرار المادية والمعنوية لحملات المقاطعة في الجانب الاقتصادي بالأساس، فهناك تراجع في الصادرات الإسرائيلية وتراجع الاستثمارات الأجنبية بشكلٍ حاد الأمر الذي قد يُفضي إلى عجز في ميزان المدفوعات".

وتحدث الشعيبي عن خطورة انخفاض حاد في قيمة الشيكل، وتضرّر سوق المال بشكلٍ كبير، وارتفاع ديون الشركات الخاصّة والعامّة، وتراجع قدرة إسرائيل على تجنيد الاستثمارات.

وتوقُّع الشعيبي بتراجع الصادرات بقيمة تصل إلى 20 مليار شيكل سنويًا (قرابة 5 مليارات دولار)، إضافة إلى ضرر الناتج القومي الذي سيصل إلى 11 مليار شيكل سنويًا، ويؤدي إلى إقالة 9800 عامل.

الحرب على حركة المقاطعة ضد إسرائيل

أضاف الشعيبي: "يبدو أنّ نتنياهو أعلن الحرب على حركة المقاطعة ضد إسرائيل، ما يعني أنّ إسرائيل أعلنت أسلوبًا جديدًا لإدارة المعركة، من خلال حراك دبلوماسي على مستوى العالم لمواجهة حملات المقاطعة وممارسة التحريض العلني على نشطاء المقاطعة.

وأضاف أنّ حكومة الاحتلال تتعامل مع حركة المقاطعة كخطر استراتيجي وتنوي الإستعانة بجهاز مخابراتها، إضافة إلى تجنيد الأموال لمواجهة تنامي ظاهرة المقاطعة.

وتابع: "إنّ حملة المقاطعة ماضية في استراتيجيتها وستكثّف من حملاتها خاصةً على المستوى الأكاديمي والثقافي والاقتصادي، لمواجهة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني والتصدي لمخالفة القانون الدولي، علمًا أنّ رئيس الحكومة نتنياهو يُبدي قلقًا شديدًا ما دفعه لرصد 100مليون شيكل للوقوف في وجه حملة المقاطعة، وقد يصل المبلغ إلى 300 مليون إذا ما تمّ الاعتماد على دعم الجاليات اليهودية في العالم".

الذكرى العاشرة لانطلاق المقاطعة

ويقول الشعيبي: "تحلّ هذه السنة الذكرى العاشرة لإنطلاق حركة المقاطعة، التي استمرت على مدار سنين، والتي تشكلّت في العام 2005، بمبادرة المجتمع المدني الفلسطيني والقوى الشعبية، وقد وقعت نحو 171 مؤسسة على اتفاقية طرحتها اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل، وتشمل: اتحاد المرأة، النقابات العمالية، القوى الوطنية والإسلامية، مؤسسات المجتمع المدني، ومنذ ذلك اليوم قبل 10 أعوام بدأت الحملات تنشط بأسلوب مكتمل، وبصيغة استراتيجية، وقد اعتمد الخطاب للحملة على خطاب حقوقي دولي يطرح حلولا سياسية، فمؤسسو الحملة اهتموا بإنهاء الأبرتهايد والفصل العنصري والتشديد على حق العودة، ولم يدخلوا في تفاصيل سياسية وطروحات مثل حل الدولة أو الدولتين.

يتابع: "لقد تكبّدت إسرائيل خسائر اقتصاديّة بمليارات الدولارات، كما أنّ الدولة العبرية تعرّضت لمسّ كبير في كرامتها بسبب المقاطعة الأكاديمية، الثقافيّة، العسكريّة، الرياضيّة، والاقتصاديّة".

زخم جماهيري غير متوقع

ويقول إنّ حركة المقاطعة لم تتوقع هذا الزخم الجماهيري في إنجاح حملات المقاطعة، ما جعلهم لا يستطيعون تجاهلنا في إسرائيل ودول العالم، لذا لجأوا إلى سياسة تخويف الشارع الإسرائيلي كاستراتيجية ضد الحركة (بروبوغندا)، حتى أنهم بدأوا يصفون الناشطين في الحملة "بالإرهابيين، وبأنهم أخطر من النووي الإيراني".

وحول المقارنة بين جنوب أفريقيا والفلسطينيين في ظل الوجود الإسرائيلي قال الشعيبي: "لنا علاقات قويّة مع جنوب إفريقيا، واستفدنا من تجربتهم ونضالهم الطويل لمواجهة الأبارتهايد، والمسؤولون في جنوب أفريقيا، حين يقارنون بين التجربتين يعلمون أنّ تجربة جنوب إفريقيا استغرقت 20 عامًا، حتى أثبتت نجاعتها، أما التجربة الفلسطينية فقد تكشّفت بعد أقل من 10 سنوات، وهذا بنظر الجنوب إفريقيين، تحقق نجاحٌ كبير، في فترة زمنية ليست طويلة، الأمر الذي جعل الإسرائيليين يخشوننا، ويتفوهون بكلامٍ كاذب عن مسؤولين في حركة المقاطعة، لإسكاتنا ووقف نشاطنا، لكنهم لن يفلحوا، في ظل عالم صارَ أكثر معرفةً بما تقوم به إسرائيل من جرائم في حروبها وفي العنصرية والتمييز وسياسة الأبارتهايد التي تتجلّى بصورة يومية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com