انتهت رحلة كلوب مع بوروسيا دورتموند بصورة قد تظهر للكثيرين جدوى حدوث التغيير حتى لو كان المدرب قد نجح بدخول تاريخ دورتموند من أوسع أبوابه ، فبصورة مكررة لليالي كثيرة هذا الموسم ، ظهر دورتموند بشكل مغاير لما ظهر عليه في السابق فالفجوة في عمق الدفاع وقلة التنويع في الهجوم رسما آخر ملامح نهاية مرحلة كلوب وأثبتا حاجة دورتموند للتغيير فأكثر ما اشتهر به الفريق بالسابق بات الآن أشهر علامات ضعفه.

هيكينغ أراد الاعتماد على مجموعة يثق بها ، ففضل الاعتماد على تيم كلوزة الذي انتدبه معه من نورمبيرغ وفضل الحفاظ على كاليغوري كأساسي واستبعاد شورله رغم خبرته الكبيرة بالمواعيد الكبرى ، أما كلوب فاتبع مقولة"لا تغير فريق ناجح" ففضل لانغيراك على فايدنفيلر وأبقى على مختريان وكاغاوا كأساسيين على حساب العائد من الإصابة كوبا.

من دون مقدمات كثيرة أثبت أوباميانغ أنه لاعب صعب المنال حين يدخل كرأس حربة فسرعته ودقته سمحت له باستغلال خطأ رودريغيز بالتمركز ليكسر خط التسلل ويتابع عرضية كاغاوا معلناً عن افتتاح التسجيل"د5" وبعد الهدف مباشرة أعطى لانغيراك طابعاً بأن فريقه سيوقف كل شيء حين تألق بإبعاد تسديدة بيريسيتش

محاولات الامتصاص

الدقائق التي تلت الهدف حاول دورتموند فيها امتصاص فوضى فولفسبورغ فاستحوذ على الكرة في أول ثلث ساعة بنسبة 59% أما أبرز علامات إضاعة الفرص فتمثلت برويس الذي لم يحمل حساسية المواعيد الكبيرة ولم يستثمر الفرص القليلة السانحة.

فولفسبورغ لم يكرر الخطأ الذي ارتكبه أمام نابولي ، ولم ينهار أمام الهدف الأول ولو أنه لدقائق ظهر بشكل حمل فوضى نسبية لكنه سرعان ما أعاد ترتيب صفوفه ومفتاح الحل كان كالعادة الركلات الثابتة ، فبعد استثمارهم لـ18 ركلة ثابتة في الدوري كان لابد أن يتكرر هذا في نهائي الكأس لتخون لانغيراك الخبرة ويعيد تسديدة نالدو للملعب عوضاً عن إبعادها عن مناطق الخطر ، وهنا كان لابد لغوستافو أن يكون حاسماً وأن يطلق كرة التعديل"د22" متوجاً تألقه في أول ثلث ساعة ورفعه لحمل كبير عن فريقه تمثل بقطعه لثلاث كرات وتحقيقه تدخلين ناجحين فقط قبل الهدف.

بعد الهدف بدأت كفة الثقة تميل للأبيض فبدأ مؤشر الاستحواذ يميل باتجاهه بوقت كان فيه كاليغوري يقوم بدور الجندي الخفي فيترك الجهة اليسرى ويدخل الملعب ليقوم بأربع مراوغات ويحصل على أربعة أخطاء فقط في أقل من 35 دقيقة ، وبعد انتهاء أول نصف ساعة بثلاث دقائق فقط أثبت دي بروين صحة ما يُقال عن أنه نجم من الصف الأول عالمياً وأن ما قدمه في الدوري سيقدمه أيضاً في المواعيد الكبرى ليطلق تسديدة رائعة من لمسة واحدة فقط مرت من بين أقدام هوملس ومن جانب يد لانغيراك لتسكن الشباك علماً أن 60% من تسديدات دي بروين هذا الموسم كانت من خارج منطقة الجزاء بمعدل 1,8 تسديدة من خارج المنطقة في المباراة.

فشل التعامل
دورتموند لم يعرف كيف يتعامل مع صدمة الهدف الثاني والاستحواذ الذي كان بنسبة:59%-41% لدورتموند بعد الدقيقة العاشرة أصبح 58%-42% لصالح فولفسبورغ بعد الدقيقة 35 ، وهو يوضح تفوق وسط فولفسبورغ بضبط الملعب ، وبظل حماس بيريسيتش لهز شباك الفريق الذي تخلى عنه بالمجان تقريباً ، قدم اللاعب عرضية لدوست الذي أظهر مدى سوء تمركز سوبوتيتش الذي ترك المهاجم ووقف دون أن يراقب أحد بالقرب من خط الستة ، لتكون مهمة الهولندي سهلة للغاية بتسجيل الهدف الثالث.

الحل الوحيد الذي وجده دورتموند تمثل بالكرات العرضية بظل حالة من عدم الانسجام بين كلوزة ونالدو ، لكن الدقة غابت عن أوباميانغ وعن هوملس بمتابعة العرضيات لينتهي الشوط الأول على نتيجة أعطت الكثير من الثقة للذئاب.

في الثاني ظهر طابع من اليأس المبكر على دورتموند وهو شكل جديد للتأكيد على أن كلوب لم يعرف كيفية التعامل مع الأزمة ، وكاد كاليغوري أن يقتل المباراة مبكراً لولا تألق لانغيراك ، وكاد دورتموند بعدها أن يستغل عامل العرضيات لولا إضاعة كاغاوا ورويس وأوباميانغ لثلاث كرات في مناطق فولفسبورغ الساخنة متعاملين مع الكرات بشيء من التباطؤ المبالغ به.

حين وجد كلوب أن اليأس تسرب للاعبيه وأن فريقه لم يعد قادراً على استغلال ثغرة عمق فولفسبورغ ، قام كلوب بإحداث تغيير جذري على الجهة اليمنى فأقحم الظهير بيزتشيك والجناح كوبا وأخرج الظهير دورم ولاعب الوسط كيل كي ينقل كاغاوا إلى داخل الملعب عله ينقل معه تألقه على الجهة اليسرى.
حل التسديدات

مع مرور الوقت اكتشف دورتموند حلاً جديداً تمثل بالتسديدات من بعيد لكن بيناليو ليس لانغيراك وهو لا يسمح لأي كرة لأن تمر بجانب يده بسهولة أو أن يعيدها لأرض الملعب.

هيكينغ اختار عدم الاستكانة للاستحواذ على الكرة فأخرج بيريسيتش وأدخل لاعب الارتكاز غويلافوكي ، وحين شعر أن هذه الخطوة ستعطي شيئاً من الراحة للأظهرة على حساب إغلاق العمق سحب آرنولد وأشرك شورله الذي يعتبر أحد الأجنحة المميزين دفاعياً ليستفيد أيضاً من خبرته في الوقت الحاسم.

كلوب حين شعر أن رويس خان الثقة ، سارع بسحبه معطياً فرصة قد تكون الأخيرة لإيموبيلي قبل مغادرة دورتموند فأشركه قبل 11 دقيقة من النهاية ليلعب برأسي حربة ، لكن فولفسبورغ نجح بإغلاق الثغرة مع عودة الفريق للخلف ومع استمرار بيناليو بإعطاء الثقة لزملائه ليطبق ما قاله في المؤتمر عن أن الجميع سيبذل قصارى جهده لتحقيق أول ألقاب فولفسبورغ في الكأس.

بالمجمل مثّل كاغاوا الوجه الجميل لدورتموند بصناعة الفرص مع صناعته لثلاث فرص ، وبالمقابل كان كاليغوري الرئة الذهبية التي تنفس منها فولفسبورغ مع محاولتين على المرمى وصناعة فرصتين والقيام بخمس مراوغات ناجحة مقابل سبع مراوغات ناجحة للرائع فيرينيا ، أما رويس فكان بعيداً عن المأمول بتسديده مرتين خارج المرمى وصناعته فرصة واحدة.
بدون حلول

"بدون حلول" هو عنوان المرحلة السوداء لدورتموند ذهاباً التي كان يخسر فيها من دون أن يفهم أحد السبب وبأخطاء ساذجة، وهو أيضاً نفس العنوان الذي انتهت عليه رحلة كلوب في المباراة الأخيرة ، فالمدرب المعروف بعاطفيته الكبيرة تأثر نفسياً أكثر من اللازم مع التأخر ولم يتمكن من خلق الروح بفريقه ليستسلم أمام نهاية حزينة لرحلته وليسمح لفولفسبورغ أن يقدم عينة عما يمكن أن يحدث الموسم القادم في دوري الأبطال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com