قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة الماضية اعتذاره لإمام الحضرة الهاشمية قاضي القضاء الأردني أحمد هليل عن "التصرفات المسيئة لشرذمة من حزب التحرير والمستعربين"-حسب وصفه- تجاهه والوفد الأردني في المسجد الأقصى المبارك أمس.

ومنع مصلون في المسجد الأقصى المبارك أمس الجمعة الشيخ هليل من إلقاء خطبة صلاة الجمعة من على منبر المسجد وإمامة المصلين فيه، حيث احتج مصلون على هليل فور صعوده إلى منبر الخطابة ورددوا هتافات مناهضة له ما أجبره على التراجع عن إلقاء الخطبة وصعود خطيب آخر بديلا عنه.

وكان مقررُا أن يلقي الشيخ هليل خطبة الجمعة في المسجد الأقصى لهذا اليوم وأن يؤم المصلون فيه إلا أنه تراجع عن ذلك على إثر احتجاجات واسعة من المصلين.

ووصل الشيخ هليل إلى المسجد الأقصى على رأس وفد أردني رسمي يضم كذلك وزير الأوقاف والشئون الدينية الأردني هايل داود، وأجبرا على وقع الاحتجاجات ضدهما على مغادرة المسجد الأقصى دون أداء الصلاة فيه.

جاء ذلك خلال استقبال عباس في مقر المقاطعة برام الله بالضفة الغربية الليلة الماضية الوفود العربية المشاركة في مؤتمر بيت المقدس الإسلامي السادس برئاسة قاضي قضاة المملكة الاردنية الهاشمية، وإمام الحضرة الهاشمية الشيخ احمد هليل.

وقال قاضي قضاة فلسطين الشرعيين محمود الهباش، في تصريح صحفي مشترك مع هليل عقب اللقاء إن "الرئيس أعرب عن ترحيبه الحار بمشاركة اشقائنا العرب في مؤتمر بيت المقدس، خاصة المشاركة الكبيرة والمميزة من قبل الأشقاء في الاردن برئاسة قاضي القضاة الشيخ احمد هليل ووزير الاوقاف الأردني".

وأضاف الهباش "هذه الزيارة لقاضي قضاة الأردن وللمفكرين العرب تأتي تأكيدا على الحق العربي والاسلامي والواجب في زيارة القدس والصلام في المسجد الأقصى المبارك، والتواصل مع اهل فلسطين وبيت المقدس لتأكيد الهوية العربية الاسلامية للقدس وفلسطين".

وتابع "كذلك تأتي تعبيرا للدور المميز والرعاية الكبيرة التي توليها الاردن للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، من خلال التعاون والتنسيق مع دولة فلسطين وفق اتفاقية الرعاية التي وقعت قبل عامين في الاردن.

من جهته، قال الشيخ هليل: "التقينا مع الرئيس عباس حيث نقلت له تحيات اخيه الملك عبد الله الثاني، والتأكيد على قوة العلاقات الاخوية التي تربط فلسطين والأردن".

وأضاف أن الأردن هو السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، ودعم صمود ابناء شعبنا الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة هو سياسة المملكة الاردنية الهاشمية".

وأشار هليل إلى أنه القى خطبة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك وأدى صلاة الجمعة، وكذلك ألقى وزير الاوقاف الاردني درسًا دينيا قبل الصلاة لنؤكد على عمق الصلات بيننا، وأن القدس ليست وحدها، وهذا واجب علينا كعرب ومسلمين.

وقال الشيخ هليل، 'مشاركتنا جاءت لتؤكد حرصنا على دعم صمود ابناء شعبنا في بيت المقدس، ودعم وجودهم، والملك عبد الله يؤكد دائما بان قضيتنا الاولى والاخطر هي قضية فلسطين، وان لم تحل فان الارهاب والتطرف سيبقى موجودا يعاني منه العالم اجمع'.

واضاف، تشرفت بتكليف من الوفود المشاركة بتسليم رئيس دولة فلسطين بيان المؤتمر النهائي وتوصياته، الذي اختتم جلساته يوم أمس، والذي نشكر الشعب الفلسطيني على تواصله وترحابه وكرم ضيافته الذي وجدناه خلال انعقاد المؤتمر.

فتح تدين بشدة

من جهتها، اعتبرت حركة فتح "الاعتداء" على هليل "خدمة مقصودة لهدف دولة الاحتلال، تهويد المسجد الأقصى، وخروجا على قيم الدين الإسلامي والأخلاق الوطنية".

وأكدت الحركة في بيان السبت "ضرورة نبذ وعزل ومحاسبة المعتدين وغيرهم ممن يستخدمون الدين لمنافعهم ومكاسبهم الدنيوية الحزبية، وكشف ممارساتهم وسلوكيات أفراد فئات وجماعات وأحزاب متساوقة مع ممارسات المستوطنين المتطرفين وسلوكياتهم، والهادفة لتهويد الحرم القدسي، تمهيدا للسيطرة على المسجد الأقصى".

ووصفت المعتدين على ضيوف المسجد الأقصى ب"العصابة المجيرة والمسيرة للإساءة لأخلاقيات وصمود شعبنا حامي حمى المقدسات في فلسطين".

وقالت فتح: 'إن خروج المؤمنين الوطنيين الفلسطينيين بتظاهرة في الحرم القدسي إثر الاعتداء على العلامة الشيخ هليل ومحاولة خطفة، يؤكد وعي شعبنا، وإدراكه لمستوى وحجم خطر تغلغل أصابع الاحتلال في صفوف أحزاب وجماعات وفئات تستخدم الدين لأغراضها السياسية، ولتفكيك وحدة شعبنا، والإساءة لعلاقته مع الأشقاء العرب".

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com