لم تشهد كرة القدم في تاريخها صراعاً محموماً على المستوى الفردي كالذي تشهده اللعبة اليوم بين ليونيل ميسي نجم برشلونة وكريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد. فكلما تقدم أو أحدهما تهديفياً عادله الآخر وتفوق عليه، ثم يعود الأول للمعادلة من جديد.
في دوري أبطال أوروبا، يلتقي برشلونة ويوفنتوس في المباراة النهائية الشهر المقبل، وباستطاعة ليونيل ميسي أن يتفوق على رونالدو الذي خرج مع فريقه من نصف نهائي المسابقة، حيث يتعادل النجمان في عدد الأهداف المسجلة بواقع 10 لكل منهما، لكن فرصة ميسي قائمة لأنه سيخوض مباراة أخيرة هذا الموسم، ويكفيه هدف وحيد لكي ينفرد بصدارة الهدافين.

وكان ميسي متقدماً على رونالدو قبل أن يعادله الأخير أمس في مباراة اليوفي عندما سجيل من ركلة جزاء في مرمى بوفون، لكن فرحة كريستيانو لم تدم بسبب هدف ألفارو موراتا الذي أقصى الملكي من البطولة.

في المواسم السبعة الأخيرة، لم ينجح أي لاعب في انتزاع لقب الهداف من النجمين، وقد حقق رونالدو رقماً قياسياً في الموسم الماضي وسجل 17 هدفاً، وهو الرقم الأعلى في موسم واحد.

يبدو أن هذا الصراع الثنائي يتحول إلى مستوى آخر كل موسم – يبدو الأمر وكأننا نشاهد مباراة للتنس لا نهاية لها مع استمرار اللاعبان بضرب الكرة إلى ملعب الآخر، فهذا يسجل هاترك، فيعود الآخر ليفعل الأمر ذاته في الأسبوع التالي.

ويتفوق ميسي على رونالدو أيضاً في عدد الأهداف المسجلة تاريخياً في دوري أبطال أوروبا، حيث يمتلك 77 هدفاً من 97 مباراة، بينما يمتلك رونالدو 76 هدفاً من 114 مباراة خاضها مع كل من مان يونايتد وريال مدريد.

من الأمور التي يتفوق بها ميسي على رونالدو أيضاً، الكرة الذهبية التي فاز بها 4 مرات، بينما فاز بها رونالدو 3 مرات، وقد تعهد الدون بتغيير ذلك الواقع ومعادلة ميسي عندما فاز بالكرة الأخيرة في يناير الماضي في زيورخ وقال عبارته الشهيرة “أنا قادم إليك يا ميسي.”

على صعيد الحذاء الذهبي، يتقدم رونالدو على ميسي في السباق بـ42 هدفاً سجلها في الدوري الإسباني هذا الموسم مقابل 40 هدفاً لميسي. ولحسن حظ رونالدو أن فريقه يخوض مباراتين أسهل من تلك اللتان سيخوضهما برشلونة وميسي، حيث يلعب الريال أمام إسبانيول وخيتافي، بينما يواجه البرسا كل من أتلتيكو مدريد وديبورتيفو لاكورونيا، فبعد أن يحل ضيفاً على حامل اللقب الذي سيسعى لترك بصمة هذا الموسم، سيستضيف لاكورونيا الذي قد يكون بحاجة ماسة للفوز والقتال على النقاط من أجل تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية، على عكس خصمي الريال اللذان لا يملكان ما يقاتلان من أجله.

ولو نجح رونالدو في إنهاء الموسم فائزاً بالجائزة، فسيعادل ميسي الذي يمتلك 4 منها، ولن يكون مضطراً لمقاسمة الصدارة مع لويس سواريز كما حدث الموسم الماضي. ويبدو أن رونالدو يجعل من هذه الجائزة هدفاً له وقد يبدو هذا واضحاً على وجهه حين تظهر علامات الإحباط عليه كلما سجل زميلاً له بدلاً من التمرير إليه لتعزيز أرقامه كما حدث مع جاريث بيل بداية الموسم، في المقابل، ترك ميسي ركلة الجزاء التي حصل عليها فريقه لنيمار كي يسددها عندما كان الفريق متقدماً 7-0، وقد ضحى بفرصة تسجيل الهاتريك.

لكن هذا الأسبوع سيكون تركيزه وتركيز العالم بأسره موجهاً إلى الصراع الأوروبي. قيل قديماً إن اللاعبان يسجلان الكثير من الأهداف في الليجا لأنها أسهل وإحراز الأهداف في إسبانيا يسير، لكن ذلك لا يفسر سبب تألقهما وبراعتهما في البطولات الأوروبية.

في الأسبوع الماضي، كان العالم شاهداً على ميسي وهو يتفوق على أفضل حارس مرمى في العالم، مانويل نوير، بعد أن جعل واحداً من أبرز مدافعي العالم، جيرومي بواتنج، يرتمي أرضاً داخل منطقة الجزاء. كان لميسي حضوراً واضحاً في مباراة العودة يوم الثلاثاء الماضي التي خسرها الفريق 3-2 أمام بايرن ميونخ، لكنه ترك مهام التسجيل لزميله نيمار الذي أحرز هدفين ضمن بهما تأهل البلوجرانا إلى برلين.

ظل رونالدو وميسي يحصدان الذهب الفردي في الأعوام السبعة الماضية وقد احتكرا الكرات والأحذية الذهبية. وقد تكون برلين مسرحاً لأبرز مشاهد الصراع والتحدي والتنافس بينهما وتقرر تعادلهما أو تفوق البرغوث الأرجنتيني.

يقود كل من النجمين منتخبا بلادهما الأرجنتين والبرتغال، لكنهما لم يقدما المستوى ذاته كما يفعلان من ناديهما. كان هناك احتمال لرؤية مواجهة بين المنتخبين في المونديال الماضي، لكن خروج البرتغال المبكر من الدور الأول حرمنا تلك الفرصة. أما على صعيد الأندية، فبرشلونة وريال مدريد يتواجهان دائماً في كلاسيكو الليجا، وكان هناك احتمال لرؤية المواجهة بينهما في برلين لكننا لم نكن محظوظين بما يكفي لرؤية المواجهة الكبرى ومعرفة من سيقول كلمته في النهاية في آخر مباريات الموسم، فقد فشل الريال في تجاوز يوفنتوس وودع المسابقة قبل خطوة واحدة من النهاية.

لعل ما يميز ميسي في دوري الأبطال أنه بدأ بتسجيل الأهداف مبكراً، فقد كان أول هدف له في المباراة الخامسة أمام بناثينايكوس اليوناني يون 2 نوفمبر 2005، بينما احتاج رونالدو لـ27 مباراة لافتتاح التسجيل في دوري الأبطال مع مان يونايتد في مرمى روما الإيطالي يوم 10 أبريل 2007 رغم أنه أكبر من ميسي سناً وبدأ اللعب عام 2003.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com