بصوت ملؤه الألم والحسرة، الممزوجين بالفرحة المؤقتة، يسترجع اللاجئ الفلسطيني عيسى يونس العزة (86 عاما)، ذكريات أيامه الأولى في قرية بيت جبرين، التي دمرتها العصابات الصهيونية عام 48، قبل أن يستقر به المقام حاليا في مخيم العزة في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية.

وعلى أرضية مسجد القرية المهجور، الذي ما زال بنيانه قائما، يخلع الرجل الثمانيني كوفيته التي يعتمرها، ليصلي فيه، مسترجعا تلك الأيام التي كانت جنباته تكتظ بالمصلين من قريته.

ولم يخف يونس فرحته بعودته "المؤقتة" إلى منزل أجداده ولو لساعات، بعد أن تم تهجيره ومئات الآلاف من الفلسطينيين من 500 قرية، كان غالبية سكانها يعملون في الزراعة بأراض، ما زال كثير منهم يحتفظ بوثائق ملكيتها إبان الانتداب البريطاني.

بيت غوبرين

وتأتي رحلة العودة التي قام بها يونس إلى قرية بيت جبرين -التي غيرت إسرائيل اسمها إلى "بيت غوبرين"- قبل يوم من ذكرى النكبة الفلسطينية التي يحيي ذكراها الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام.

وللإبقاء على الذاكرة حية، يأخذ عيسى العزة -الذي طرد من قريته وهو في التاسعة عشرة من عمره- حفنة من تراب قريته ليحتفظ بها في بيته الحالي في بيت لحم، لتبقى تذكره بأن "حق العودة لا يسقط بالتقادم".

ولم يفقد العجوز يونس الأمل في العودة إلى قرية بيت جبرين، موطئ قدمه الذي عاش فيه طفولته وصباه، والذي حولته إسرائيل إلى مجمع استيطاني تحت مسمى "كيبوتس بيت غوبرين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com