قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون زكريا الأغا، 'إن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني فرضت واقعا من المعاناة لا يزال ممتدا في التاريخ وجبهات الزمن، وبالإرادة الفلسطينية الصلبة التي أسقطت المقولة الصهيونية 'إن الكبار يموتون والصغار ينسون' استبدلت بعبارة 'ما ضاع حق وراءه مُطالب'.

وأشار الآغا في حديث خاص بــ"بكرا" إلى أن إحياء الذكرى من ميدان الشهيد عرفات الذي قدم حياته للقضية وخط الطريق للثوابت الوطنية والذي حول المخيمات إلى معاقل للتضحية والثورة الفلسطينية.

وأكد أن القيادة لن تقبل أن يكون أبناء شعبنا وقودا للآخرين، وأنها ستواصل العمل لوضع حد لمعاناة اللاجئين وإعادة إعمار المخيمات ووقف محاولة إخلاء المخيمات وضرب حقنا في العودة من خلال جعل المخيمات أرض معركة، مشيرا إلى أن العمل جار على تعزيز صمودهم وتأمين حياتهم بالتعامل والتواصل مع الجهات الدولية.

وقال الأغا إن شعبنا أثبت قدرته على التضحية والعطاء مهما بلغ الاعتداء والعدوان، ولن يثنه شيء عن النضال من أجل أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمته القدس الشريف.

شعبنا لن ينسى النكبة

وأضاف أن 67 عاما على النكبة، أثبتت أن شعبنا لن ينسى وأثبت للعالم أن فلسطين وطن الشعب الذي لا وطن له سواه، وأنه صاحب حق تاريخي وقانوني للعودة لدياره التي شرد منها عام 1948 مهما طالت المسافات، مؤكدا أن الممارسات الإسرائيلية لن تمنع الفلسطينيين من العودة لأراضي الآباء والأجداد.

وأشار الأغا إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل من خلال رفض الاعتراف بحق العودة ومصادرة أملاك اللاجئين وسياسة الاستهداف لأهل القدس وشق الطرق الالتفافية والتطهير العرقي وطرد المواطنين في الجليل والنقب، تعيد للأذهان مشاهد النكبة.

تحذير من الدولة اليهودية

وحذر الأغا من أن المسعى الإسرائيلي لإقامة دولة يهودية عرقية يهدد بتهجير مليون ونصف فلسطيني يقيمون في أراضي 1948، ويهدد عودة 5 ملايين لاجئ لديارهم التي شردوا منها عام 1948.

وقال: مع استمرار العدوان بأشكاله المختلفة على شعبنا ومواصلة تكثيف الاستيطان ورفض الحكومة الإسرائيلية الانصياع للإرادة الدولية، فإننا نؤكد على موقف منظمة التحرير الفلسطينية بوقف كل أشكال المفاوضات إلا بعد توقف الاستيطان وتوفير مرجعية دولية لعملية السلام، ووضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال، وإطلاق سراح الأسرى، وسنستمر في توجهنا للمجتمع الدولي لحشد الدعم لموقفنا، وطرق باب الانضمام لمزيد من المنظمات الدولية من أجل محاصرة إسرائيل وإجبارها على احترام حقوق شعبنا كما أقرتها الشرعية الدولية.

وأضاف: نواجه اليوم حكومة يمينية متطرفة، أقطابها من دعاة الاستيطان، وهي نذير شؤم على شعبنا فهي تعارض إقامة الدولة الفلسطينية وترفض العودة إلى حدود 1967، وترفض عودة اللاجئين وتصر على أن القدس عاصمة أبدية لها، ما يتطلب منا تعزيز الوحدة الوطنية وإنجاز المصالحة والالتفاف حول المنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.

الآغا يرفض المفاوضات مع إسرائيل لهدم مشروعنا الوطني

وشدد على أن قيام بعض الأطراف الفلسطينية بفتح قنوات تفاوض سرية مع الاحتلال، سيمكن إسرائيل من استغلالها لفرض مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة وإنهاء الحلم الفلسطيني بإقامة دولته على كافة الأراضي التي احتلت في العام 1967، ما سيشكل تداعيات خطيرة على مشروعنا الوطني، وسنعمل على إحباطها، والجميع مدعو لرص الصفوف لخدمة مصلحتنا الوطنية لكي نقود المعركة السياسية القادمة ونحن موحدين ولدينا سلطة وقيادة واحدة نخاطب بها العالم، ودفع عجلة المصالحة للأمام تمكين الحكومة من ممارسة عملها في قطاع غزة، وتسليم المعابر التي تشكل مدخلا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

واختتم الأغا كلمته بدعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه شعبنا وقضيتنا، ووقف العدوان وتوفير حامية دولية لشعبنا، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تعطي لشعبنا حقه في إقامة دولة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com