سافرت في رحلة عمل الى دولة خليجية شقيقة، لن أذكر اسمها، وما ان وطئت رجلاي مطارها، حتى انتابني شعور بالاسى والمرارة على «مرارنا» أو «مطارنا» لا فرق!

رجعت بعد يوم، والحمد لله اني لم انتظر عفشي الذي كنت احمله بيدي، ولم اضطر الى قضاء حاجتي في احد حمامات المطار المزرية، فخرجت من بوابة المغادرة، ابحث عن وجه «سائق العائلة» الذي سيقلني او يأخذني الى منزلي من بين الجماهير المحتشدة وراء الحواجز الحديدية. وشاهدت عند خروجي الشرطيين اليتيمين يحرسان بوابة المغادرة حتى لا يدخل الى صالتها شخص غير مأذون له بذلك.. ولكني فوجئت بصورة زاعقة وضجيج غير معتاد!

الضجيج كان مصدره عشرات المواطنين وقد دخلوا من حاجز المغادرة، هؤلاء المواطنون كانوا يحملون الورود والدفوف والطبول.. ما يجاوز المئة مواطن، اطفالاً ونساءً ورجالاً شيباً وشباناً، كيف دخلوا من الحواجز؟ ومن سمح لهم بذلك؟ وكيف ولماذا سمح لهم بذلك؟

ان كانوا في استقبال مريض لهم وصل من العلاج في الخارج - على حساب المال العام طبعاً - فلماذا لم يستقبلوه خارج الحاجز؟ ولماذا لم يقيموا احتفالهم الصاخب في احد منازلهم؟ او في صالة افراح او خيمة مؤقتة في الشارع؟!
* * *
وأنا آسف في هذا المقام لأمرين:
الأمر الأول: هو تهاون وزارة الداخلية المنوط بها أمر أمن المطار بأمن المطار؟! فقد نجم عن مثل ذلك التجمع غير الحضاري منذ ايام معارك ودماء واصابات غير مبررة.. فبالإضافة الى البلاوي التي يعاني منها المطار وآخرها خريره مساء اربعاء السرايات، باعتراف مديره، وصور الخرير التي ارسلت لنا بوسائل التواصل الاجتماعي، نجد ان وزارة الداخلية تتهاون في ضبط الامن في واجهة البلد اليتيمة، وهو تهاون غير مبرر!
الأمر الثاني: ان مثل تلك التجمعات الترحيبية الساخنة في الأماكن العامة الممنوعة هو امر مستجد علينا في الكويت، وتخلو منه عاداتنا وتقاليدنا منذ ان فتحنا عيوننا على الحياة في هذا البلد، ولا ندري من اين اتى لنا اشقاؤنا في المواطنة بهذه الحميمية الجامحة؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com