تحدثت عدد من زوجات وأمهات الأسرى لمراسل موقع بكرا في الضفة الغربية، عن معاناتهن جراء تواصل احتجاز أبنائهن وأزواجهن في سجون الاحتلال.

وفي هذا السياق تتحدث والدة الأسير فادي حمد من قرية بيرزيت قرب رام الله لــ"بكرا"، عن معاناتها مع ولدها المعتقل إداريا في سجون الاحتلال، فهي تقوم بزيارته كل شهر مرة واحدة، وتحتاج لساعات من المعاناة والإذلال قبل تمكنها من رؤية والدها لفترة بسيطة جد تقل عن الساعة والواحدة بقليل.

وقالت: "من خلال مشاركتنا في فعاليات مناصرة الأسرى ومنها إحياء ذكرى يوم الأسير نريد أن نوصل رسالتنا للأسرى أننا معهم ونشعر بألمهم ونشجعهم في كل خطواتهم الساعية للحرية".

وبيّنت أن ولدها قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال على فترات متباعدة، وفي كل مرة يتم اعتقال فادي تحت بند الاعتقال الإداري، دون إبراز التهم التي تدعي محكمة الاحتلال أنها في ملف سري يمنع المحامي والأسير وعائلته من الاطلاع عليه.

وقالت الوالدة إن العائلة تعيش حالة طوارئ، أجواء خوف وحزن وتوتر تسود المنزل الذي اختفت الابتسامة عن شفاه ساكنيه.

وتختم حديثها: "كم نتمنى أن نخلص من هذا الكابوس الذي يلاحق فادي ويلاحقنا منذ سنوات، نتمنى أن يكمل دراسته ويعقد قرانه وينعم بحياة مستقرة".

يُشار إلى أن فادي حمد الطالب في الدراسات العليا، تخصص القانون الدولي في جامعة بيرزيت، استطاع أن ينهي دراسة البكالوريوس في ذات الجامعة في 8 سنوات بسبب اعتقاله المستمر، كما وكان رئيسًا لمجلس طلبتها وناشطًا مهمًا فيها.

سيما بانتظار خطيبها

أما الشابة سيما متولي، خطيبة فادي حمد المعتقل في سجون الاحتلال إداريا منذ عامين فتقول: "لا موعد لزواجنا الذي كان مقررًا عقده العام الماضي، بعد أن أنهينا الترتيبات اللازمة، الآن زواجنا مرهون بقرار إسرائيلي".

وتضيف سيما: "أعيش في خوف وقلق دائم على فادي، ولا يسعني سوى الدعاء له بالصبر والثبات، إلا أني على ثقة أن سيخرج والأسرى منتصرين"، مؤكدة أن فادي حاضرٌ بكل تفاصيل حياتها رغم وجوده خلف القضبان إلا أن روحه معها، "يزورني في أحلامي، ولا يغيب عن بالي أبدًا، أشعر به بكل تحركاتي وتفاصيل حياتي".

وأضافت سيما، "يمزقني الألم عندما أمشي وحيدة في ذات الشارع الذي كنا نمشي فيه سويًا، وأينما وليت وجهي أراه وأستعيد ذكرياتي معه".

الزوجة في مجتمعها أسيرة إلى جانب زوجها

من جانبها، وفي موضوع ذي صلة، تقول أم مجد الريماوي زوجة الأسير عبد الكريم الريماوي التي نجحت في إنجاب طفل منه عبر تهريب النطف من داخل السجون، إنها سعيدة بهذا النجاح لكن رغم ذلك لا وجود لحياة مثالية، ولكن بإمكان زوجة الأسير تجاوز الضغوط والتعامل معها بشكل إيجابي، رغم أنها بالواقع ما هي إلا "أسيرة أسرة" وحبيسة في عالم واسع ورغم أنها مقيدة إلا انه عليها تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة صالحة، ومفروض عليها أن تتمتع بمعنويات عالية دائما كي تسعد من حولها ولكي توفر الدعم المعنوي اللازم لزوجها ومقابل ذلك تفتقد لمن يمدها بالحنان والدعم.

وتضيف الريماوي:" أعلم أن أغلب الأسرى يدركون معاناة زوجاتهم ولكن منهم من يرى بأن هذا واجبها وليس لها فضلا فيما تحتمل من مشقات، وزوجة الأسير تعاني أضعاف ذلك وأنا أرى بأن الواجب على مؤسسات حقوق المرأة ووزارة شؤون المرأة أن تقدم برامج دعم نفسي ومعنوي لرعاية زوجات الأسرى وتأهيلهن لحياة هُنَّ فيها الرجل والمرأة، فليست كل زوجة أسير قادرة على أن تكمل الحياة وحدها، وبما أنها قررت الاستمرار ومواصلة حياتها كزوجة أسير وجب على تلك المؤسسات أن تقدم لها النصح اللازم كي تدرك ما ستواجه من مطبات في ما ينتظرها من سنوات السجن".

وتقول إنه لمجرد أن يكون الزوج غائبا عن البيت بسبب أو دون سبب يبدأ المجتمع بالتحكم بالمرأة وتسليط الضوء على تصرفاتها وتقييد تحركاتها، وهنا إما أن ترضخ المرأة أو تتحدى وتنجح وكأن شيئا لم يحدث.

وتضيف "زوجة الأسير تعاني الأمرين عندما يتم اعتقال زوجها، فهي تتحمل كامل المسؤولية عن عائلة بأكملها وتصبح الأم والأب بنفس الوقت لأطفالها وعليها أن تهتم بكافة شؤونهم".

وتضيف أن "زوجة الأسير تعاني من المشاكل الاجتماعية والمادية والنفسية وقد تتعثر ولا تستطيع تجاوز هذه المحن وبكل الأحوال عليها تحدي الواقع ومواصلة الحياة وعدم الإيمان ببقاء الظروف كما هي، لكنها رغم ذلك ستواصل رسالتها في تربية أبنائها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com