نظرت لعينيه عندها و أجهشت بالبكاء و قلت له هل تعني بأنك لست بدرزي !! ، رجاء قل لي أنك تمزح و عيناه لامعتان كاللؤلؤ كأنها تبكي بدون دموع فقال هل تمزحين لقد فكرت مؤخرا في إحتمال ضئيل كهذا ، أنا مسلم و كيف لا تعرفين 

وصلنا عبر البريد الألكتروني رسالة من(م.ح) تحت عنوان:" أحببت شابا ليس من طائفتي ساعدوني"، ونحن ننشرها كما وصلتنا:


أنا فتاة درزية أبلغ ال 20 من العمر و كما يعرف فتاة في مثل عمري يكون لديها علاقات غرامية لكنني لم أحب أحدا بصدق بالرغم من العلاقات التي كانت كثيرة " קשר " كما يعرف في بلدتي حيث أنه أصبح أمرا عادي جدا . لكن ذات يوم إستقليت الباص بعد أن خرجت من الجامعة فإذا بعيني تقع على شاب بدا مميزا طويل القامة بشوش الوجه و شعره ناعم و لامع يتمتع بملامح وجه مميزة و فاتنة و ذقنه خفيفة ذو جسم مثالي مقسم حتى أن عضلات بطنه بدت واضحة من كنزته الغير ضيقة ، فبدأ قلبي بالخفقان و كأنه مضخة و أحسست بدقات قلبي في أذني ، لكن سرعان ما توقف الباص ونزل فتكسرت مشاعري وآلمني قلبي فعليا .

 لم أستطع النوم

وعندما وصلت المنزل خلدت إلى الفراش لكنني لم أستطع النوم كنت متحمسة مقهورة و مبتسمة و فكرت فيه لكن قلت : يا فتاة إنه يهودي لا تحلمي بذلك ، لكن تذكرت أن في الآونة الأخيرة الكثير من الفتايات الدرزيات تزوجن بشباب يهود فبي أمل طفيف في قلبي .

و باليوم التالي كنت و صديقاتي بالمجمع التجاري " الكنيون " فطلبت إحدى صديقاتي الدخول لإحدى المحال الرياضية لشراء بعض الملابس و دخلنا و بعد بضع دقائق سمعنا صوت الشابة الجذابة التي تعمل هناك تغازل أحدا ما فكان أمرا عاديا حتى إشتممنا رائحة مغرية وفإلتفتنا على غير عادة و إذ به واقف مبتسم ، فشعرت بالدماء تجري في عروقي و قالت إحدى صديقاتي لا أرى كهذا كل يوم و الأخى قالت لو أنه درزي لأمسكته بيده و خرجت بكل قوة ضاحكة ، لكن أنا بقيت صامتة فنظرتا الي بتعجب و قالتا معا لماذا خدودك حمراء ! ساخرتان فضحكت و تلبكت و قلت لا أعلم فخرج عندها لكن رائحته الزكية بقيت . خرجنا لموقف الباص و كان هناك ، وصعدنا الباص ذاته فجلس لوحده و بعد دقائق توقف الباص فصعدت فتاة وجلست بجانبه و بدأت بالترحيب به والإبتسام له و الكلام معه فإنصدمت لكلامه باللغة العربية فإبتسم و شعرت بالقهر لذلك لكن بدت لي هذه الفتاة مؤلوفة فتذكرتها و علمت أنها درزية من طائفتي ، فرحت من صميم قلبي و عينته هدفا لي .

شعرت بدفئه و شعرت بالحنية

و بعد أسبوع كنت بموقف الباص أنتظر قدومه فإذ بالشاب قادم من بعيد فجن جنوني و قلت في نفسي إنها فرصتك يا فتاة و حين وصل صرت أتخبط في نفسي حيث كنت لا أملك الشجاعة لأخطو بخطوة للتكلم معه مع أنني عادة قوية النفس شجاعة لا أخشى أحدا لكن إعجابي به جعلني جبانة ، فجأة بدأت الدنيا بالمطر و شعرت ببعض البرد فإذ به يعطيني معطفه ف بقيت ساكنة لثوان غير مستوعبة ذالك فضحك و قال ماذا بك فضحكت و قلت له شكرا لا حاجة للمعطف لاكنه أعطاني إياه رغما عني فشعرت برجولته .

لبسته فشعرت بدفئه و شعرت بالحنية و كانت رائحته جميل و كان كبيرا فشعرت بالأنوثة ، رفعت رأسي بمقردار كبير لطول قامته لشكره لكني لم أقل له شكرا حيث تذكرت كيف يرفع المرء رأسه للنظر للسماء و القمر ، فسحرتني عيناه العميقتين كأنني أغطص بعينيه إلى الأعماق .

فتشجعت و طلبت منه أن يعطيني رقم هاتفه فضحك و قال لا يا صغيرتي ، تعرضت للصدمة عندها و فكرت في نفسي هل طلبتي منه رقم هاتفه و رفض ؟ بحياتك كلها لم تطلبي من أحد هذا بل على العكس فإستجمعت شجاعتي ألتي تمزقت لأشلاء و قلت :

له هيا لا تكن أناني أعجبني تصرفك النبيل فضحك و نظر لعيني ثوان معدودة وقال فقط لأجل عيناك الخضراويتين فضحكت و قال هل تعلمين أنه فقط 2% من سكان الأرض لديهم عيون خضراء تفاجئت لعمه بمعلومة كهذه فضحكنا سويا و صعدنا الباص .

راسلته اسبوعاً الى ان التقينا

و راسلته ليلا أسبوع كامل لكنه بدا غير مهتما بي لكني أصررت على عدم خسارتي له و أردت أن ألتقيه مجددا لكنه رفض بضع مرات فخجلت . بعد أسبوعين سألته عن مكانه صدفة فقط لحجة الحديث معه فكان قريبا من ال" كنيون " الذي كنته به مع صديقتي و قلت له مازحتا ألم يحن الوقت لتدعوني لشرب فنجان قهوة فضحك وقال لي ضاحكا لكنه ليس بوعد غرامي فضحك و فرحت . ودعت صديقتي وذهبت له فجلسنا سويا بمقهى فاخر و قد أملأ الطاولة بما لذ وطاب من الطعام و تكلمنا كثيرا فأصبحت بالفعل صديقة مقربة له ، سألته عن عمره فصدمني جوابه إذ أنه أصغر مني و منظره لا يوحي بذالك ظننته 24 عاما على الأقل فما هذا الشاب الذي ذقنه مكتملة و طويل جدا و جسمه جسم رجل بالغ .

وكنت مع مرور الأيام قد وطدت علاقتي به حيث علمني اللغة العربية التي كنت لا أحبها و لا أتقنها مع أنه يتكلم العبرية بطلاقة و أدركت كم هو إنسان مختلف حيث كان فكاهي ذكي و رياضي و إجتماعي ويدرس كل خطوة قبل أن يقدم عليها و كان عكس الشباب على غير عادة حيث لا يشرب الكحول و لا يدخن و واثقا بنفسه متواضع .

لقاء على شاطئ البحر

إتفقنا على أن نقضي بعض الوقت سويا فهذهبنا لشاطئ معزول و جلسنا نتبادل الأحاديث و أصبح الجو رومانيسي بعض الشيئ فقبلته على خده و أردت أن أختبره إن كان طامعا بجسدي فخلعت الكنزة للتي أرتديها و بقيت بال " شيال " فنظر بشجاعة الي و ضحك و قال إن ما تفكرين فيه لن يحدث أبدا فعدها عرفت أنه ليس طامعا بجسمي ولو كان يريد ذلك كنت سأقبل أن أفعل ما يشاء من شدة حبي له لاكنه صادق معي .

وبعد شهر كنا جالسين على صخرة أمام الشاطئ العنيف ذو النسيم الطلق و بشكل تلقائي أفصحت له عن حبي فنظر للأمواج لثوان و قال هذا ما كنت أخشاه ، فقلت له هل تقصد أنك لا تبادلني نفس الشعور فقال : و ما فائدة الشعور إن كان لا يفيدنا ولن يغير شيئ . صمت قليلا و قلت ما هذا الكلام الغير منطقي ماذا تقصد أنا لا أفهمك لا تتكلم بالألغاز يا رجل ، فقال ألستي فتاة درزية ! .

نظرت لعينيه عندها و أجهشت بالبكاء و قلت له هل تعني بأنك لست بدرزي !! ، رجاء قل لي أنك تمزح و عينيه لامعتان كالؤلؤ كأنها تبكي بدون دموع فقال هل تمزحين لقد فكرت مؤخرا في إحتمال ضئيل كهذا ، أنا مسلم و كيف لا تعرفين .

و قال أظن أنه يجب أن نبتعد عن بعضنا البعض فبدأت دموعي بالنزول كأنها أنهار الغابات المطيرة . فهززته بكل قوتي و ضممته و وضعت رأسي على صدره فشعرت بعضلات صدره البارزة مما جعلني أتمسك به أكثر فأكثر فوضع يده على رأسي و بقينا دقيقة على هذه الحالة ثم وقف و قال سررت بمعرفتك أنت فتاة طيبة ولا أريد إفساد حايتك فأمرته بالعودة و قلت أنا فتاة درزية و أحببت شاب مسلم ما المشكلة في ذالك و أنا أبكي و لكنه لم يجيب .

و ها أنا أبكي كل ليلة بدون توقف ولا أنام سوى ساعتان و لا أعرف ماذا أفعل حتى دراستي الجامعية أهملتها ساعدونيييي !!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com