بسم الله وبحمده خالق الشعوب والقبائل المختلفة وصلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

احدى ظواهر الجغرافية البشرية التي شهدها العالم منذ بداية سنوات ال-70 من القرن العشرين هي العولمة التي حولت العالم الى قرية صغيرة متصلة مع بعضها البعض , فقد اصبح يتم نقل معلومات وسكان من مكان الى اخر على سطح الكوكب الازرق بأسرع وقت ممكن دون التقييد بالبعد الجغرافي او الحدود السياسية.

للعولمة اهداف مختلفة ومتنوعة منها سياسية من اجل التواصل بين الدول والأنظمة المختلفة - اقتصادي لنمو النشاط التجاري وتوقيع الصفقات المالية - الاجتماعي لمعرفة حضارات ومجتمعات اخرى والتعرف على العادات والتقاليد للحضارات المختلفة. بهذا المقال سوف نقف عند الهدف الاخير "الاجتماعي " ونبين مدى تطبيقه بمجتمعنا العربي.

الهدف الاجتماعي للعمولة ينص على تواصل وتعرف الحضارات والمجتمعات على بعضها البعض من اجل فهم ومعرفة الاخر والتعرف على منهاج الاجتماعي المخفي لكل حضارة وأخرى , هذا التواصل اساس للتسامح بين سكان الحضارات والمجتمعات المختلفة فيما بينها فعند معرفه الاخر من حيث فكره واعتقاده ومبادئه يدخل بقلوبنا التسامح وتقبله فقد قال تعالى في كتابة العزيز( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) " الحجرات -13 ".

فمن خلال العولمة تستطيع الشعوب التعرف على بعضها البعض وفهم الاخر فمثلاً : عند مشاهدة شعوب جنوب شرق اسيا بملابسهم وتصرفاته الخاصة بهم لأسباب تتلق بحضارتهم المختلفة عنا فعلينا فهم ذلك وتقبلهم بنمطهم الكامل وعند معرفة سبب الهدوء لدى الشعوب الاوروبية المميزة بخاصتهم الحضارية ومعرفة سبب العراء الافريقي بسبب قلة الغذاء فيتيح لنا تقبلهم واحترامهم , اذاَ فَهم الحضارات عامل لانتشار التسامح بين الناس والشعوب وتقبل الاخر رغم الاختلاف بالفكر والمبدأ والاعتقاد.

هذه النظرية انعدمت بمجتمعنا فكل ما يتعلق بالأخر او التعددية الاجتماعية اصبح مرفوض رغم انه شرعي وأساسي لتركيبة المجتمع فقد تبنى المجتمع عادات وتقاليد غربية وتمسك بها وأصبح يرفض كل من يتمسك بعادات وتقاليد العربية العريقة فمثلاً الرجل المتدين والذي يرتدي لباس السنة ويسعى دائما بالامتثال بسنة الرسول علية الصلاة والسلام من حيث السيرة اصبح منبوذ من المجتمع وحتى في بعض الاحيان مرفوض على المجموعة التي تتبنى عادات وتقاليد من حضارات اخرى فالعولمة الصحيحة تلزم تقبل الاخر رغم اختلافه بآرائه ,مثال اخر هو الانسان المحافظ الذي يهتم كثير بالمحافظة بالعادات والتقاليد العربية فيُهاجم عند اتخاذه قرار كمنع الالعاب النارية والغناء والفصل بين الرجال والنساء بالإعراس وهنالك امثلة لا نهاية لها , لربما بعض ممن يقرأ المقال سوف يقول بأن " الكاتب " متخلف او ذات رجعية او " ما زلنا نفكر ذلك وهناك من وصل للقمر " فنقول ان العلماء الذين اكتشفوا الذرة او نزلوا على سطح القمر افتخروا بعاداتهم ومبادئهم وحتى انها كانت السبب لتوسيع افاقهم العلمية.

نحن لا ننتقد المجتمع فنحن ابناءه فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم " إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكَهم" ,علينا ان نفهم بان العولمة الاجتماعية اساسها التعرف على الاخر وفهمه وتقبله بالرغم من اختلاف فكرة وآرائه – فمجتمعنا تبنى العادات والتقاليد الغربية ونسي انه علية المحافظه على عاداته المستنبطه من تاريخه وتراثه, فعذراً يا عولمه لم نفهمك جيداً !!!!!

ونختم بقول الحمد لله

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com