خرج اهالي مدينة بيت جالا في مسيرتهم السنوية مسيرة درب الصليب التي تظهر معاناتهم وهي المعاناة التي بدات منذ عهد السيد المسيح على ايدي نفس الجلادين وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا بفعل الاحتلال الاسرائيلي الذي يواصل عدوانه وجرائمه وابرزها مصادرة الاراضي للاستيطان وجدار الفصل العنصري .

وتميزت المسيرة هذا العام بطعم الانتصار من خلال قرار محكمة العدل العليا الاسرائيلية التي طالبت جيش الاحتلال والحكومة الاسرائيلية تغيير المسار لكن هذا الانتصار سيبقى مجزوءا لان الاحتلال سيغير المسار على حساب اراضي فلسطينية مما دفع الفلسطينين المشاركين في المسيرة التي انطلقت من مدينة بيت جالا وصولا للاراضي المهددة بالمصادرة للتاكيد على ا نصرهم وراحتهم الابدية تتمثل بسعي العالم لانهاء الاحتلال حتى تنتهي المعاناة بكافة اشكالها.

المصالحة ...

وقال الاب اكثم حجازين راعي كنيسة اللاتين في مدينة بيت جالا، ان هذه المسيرة هي مسيرة تقليدية بمناسبة الجمعة العظيمة لاظهار المعاناة التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام وبالرغم من معاناته الا انه رفع يديه المصلوبتان للمصالحة والتصالح مشيرا الى ان المسيرة في هذا اليوم تاتي للتاكيد على اننا كفلسطينين نشارك اليوم لتجسيد المصالحة بين البشر لاننا نحن ابناء السلام والعدل ولسنا ابناء الكراهية التي تبني الجدارن وتسرق اراضي الغير ولسنا من يبني الجدران.

واشار الى ان المسيرة تاتي اليوم بالتزامن مع قرار محكمة العدل العليا الاسرائيلية التي نشكر قضاتها على قرارهم العادل لكننا نؤكد لهم ان قرارهم ما يزال مجزوء لانه لم يلغي قرار الجدار وغير مساره فقط مشيرا الى ان قرار حكومة الاحتلال الجائر سيتواصل معربا عن امله بالغاء القرار بالكامل حتى نستطيع ويستطيع الجميع العيش بسلام من خلال جسور السلام لا جدران الكراهية والفصل.

واكد حجازين ان هناك تخوفات من القرار مشيرا الى ان المحكمة العليا الاسرائيلية لم تلغي القرار بل غيرت مساره لتقليل من مضاره لكن هذه المضار يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ اكثر من ستين عاما وقامت اسرائيل باستغلال مصطلح التقليل من المضار لتسيطر على ما نسبته 60% من الاراضي الفلسطينية.

بدوره قال الاب فيصل حجازين مدير عام مدارس اللاتين في فلسطين ان المسيرة هي تقليد سنوي في مدينة بيت جالا وهي تاتي للتاكيد على معاناة شعبنا من جهة وتاتي هذا العالم للتعبير عن شكر كنائس واهالي بيت جالا لكل الجهود التي ساهمت بتحقيق الانتصار القانوني سواء كانت جهود كنسية ام دبلوماسية فلسطينية او دولية لمنع بناء الجدار العازل مشيرا الى ان القرار يؤكد ان هذه الارض هي ارض فلسطينية عربية مسيحية .

كما اكد حجازين ان الصلوات والمسيرات على هذه الارض اعتمدت نهج المقاومة الشعبية اللاعنفية والمقاومة الروحية التي خاطبت العالم وها هي تنتصر اليوم مشددا على ان ممارسات الاحتلال ومحاولاته استفزاز المشاركين اليوم من خلال تسيير دوريات احتلالية باءت بالفشل مؤكدا ان هذه الممارسات كانت تهدف لتقديم رسالة للعالم بان هناك حاجة لاقامة الجدار في هذه المنطقة لمنع العنف المنطلق منها .

واكد حجازين اننا لن نقبل ان يستفزنا الاسرائيلييون وياخذون لحيث يريدون مثمنا وشاكرا جهود ومشاركة ابناء بيت جالا ومسؤوليها وكافة الجهات التي شاركت بالمسيرة اليوم معربا عن امله بالامل بالاحتفال بالانتصار والخلاص من الاحتلال بشكل كامل.

كما لم يخفي الاب فيصل حجازين ايضا المخاوف من ان لا تلتزم اسرائيل كعادتها بقرارات المحاكم والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية وحتى الاسرائيلية .

سعادة بسبب قرار العليا 

بدورهم عبر المواطنون واصحاب الاراضي عن سعادتهم بالقرار لمحكمة العدل العليا الاسرائيلية تغيير مسار الجدار لكنهم في الوقت ذاته لم يخفوا مخاوفهم من المسار الجديد الذي يمكن لاسرائيل ان تضعه .

وقالت المواطنة مارلين الحذوة من سكان بيت جالا ان المواطنون متخوفون لكنهم ليسوا خائفين لانهم مؤمنون بحقوقهم ومؤمنون بالعدل القادم من السماء مؤكدة انها ستواصل الصلاة من اجل الارض والحقوق التي تؤمن بها .

بدوره قال المواطن البرت هاني رئيس كشافة بيت جالا ان اهالي المدينة متخوفون من ممراسات الاحتلال الذي لا يلتزم بالقانون لكنه شدد على اننا مؤمنون بحقوقنا وارضنا التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا مشددا على اهمية تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لنكون قادرين على تحدي الاحتلال ومواجهته .

واكد هاني ان هذه المخاوف ستبقى موجودة طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي جاثما على الاراضي الفلسطينية مشيرا الى ان قوتنا كفلسطينين تكمن في وحدتنا وعملنا المشترك مشيرا الى ان المطلب الفلسطيني لا يتعلق بتغيير مسار الجدار بل هو مطلب ينهي الاحتلال ويخلص شعبنا من الاحتلال وجرائمه التي تخالف كل المواثيق والاعراف الدولية والشرائع السماوية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com