يكتب اوري مسغاف، في "هآرتس" ان يتسحاق هرتسوغ ارتكب خطأ كبيرا. لقد اعلن في اليوم التالي لفشل جهود استبدال نتنياهو "اننا نمضي نحو المعارضة، وسنشكل بديلا مناسبا لحكومة اليمين المتطرف ذات الوقت المحدود". ولكن الامر الوحيد الذي يجب عمله منذ الان في المعارضة هو الانتظار، عدم تحديد فترة حكومة نتنياهو الرابعة، وانما تركه يحكم طوال اربع سنوات كاملة.

يقولون عن يتسحاق بن اهارون، انه دعا بعد انقلاب '77 إلى تغيير الشعب. هذا كذب صريح. ياعيل غبيرتس، التي دونت سيرة حياته والتي استمعت إلى التسجيل الأصلي للمقابلة، اوضحت أن بن أهارون أعلن فقط أنه لا يحترم قرار الشعب. هذا خطأ ايضا. لا يمكن أن تؤمن بالديمقراطية ولا تحترم قرار الشعب. والاحترام الحقيقي لقرار الشعب هو السماح للحكومة بالبقاء في السلطة طوال ولاية كاملة، مع نتنياهو كرئيس للحكومة، وليبرمان كوزير للأمن، وبينت كوزير للخارجية، ودرعي كوزير للداخلية وميري ريجيف كوزيرة للتربية والتعليم واوري ارييل كوزير الإسكان.

أمامنا فرصة تاريخية. لقد اعلن ياريف ليفين، الذي قد يصبح وزيرا من قبل الليكود في الحكومة المقبلة، على الفور بعد الانتخابات "اننا سنحكم دون خوف". يمنع فرض الخوف عليه. يجب أن نسمح لليمين الإسرائيلي بقيادة البلاد حسب طريقته وقيمه الخاصة. وسيكون من غير المحترم، وغير الديمقراطي مواصلة محاولة الإطاحة بالحكومة. لا يمكن الاتصال برئيس الوزراء المكلف وتهنئته بالفوز، كما سارع هرتسوغ إلى التصرف كولد جيد من القدس، ومن ثم اعداد المخططات للإطاحة به.

يتحتم على هرتسوغ ولبيد السماح لنتنياهو بالقيادة، والا يتجرآن على التفكير بالانضمام اليه، ليس الآن وليس خلال فترة ولايته. لم تتم دعوتهما من قبل احد للمشاركة في الاحتفال. لا احد يرغب بهما. وينبغي أن يتذكران ذلك خلال المفاوضات الائتلافية، عندما سيدعوهما نتنياهو لاجتماع وهمي معه بهدف الضغط على "الشركاء الطبيعيين" لتليين مطالبهم.

لا اكتب هذه الامور بسخرية او بمرارة، وانما من خلال تفكير عميق وحكيم. لن تكون ابدا طريقة واضحة اخرى لتحديد الخيار المطروح امام الجمهور عندما يتوجه الى صناديق الاقتراع. في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية. لا توجد اختصارات في هذه المسألة. حتى اللقب الاكاديمي يحتم عدة سنوات من الدراسة. وتتحمل المعارضة، طبعا، مسؤولية القيام بواجبها في الكنيست وخارج البرلمان.

كما يطلب من وسائل الاعلام القيام بواجبها. لكنه يتحتم على اليمين السيطرة هنا بدون مصر. ويطلب من ممثليه والمصوتين له احترام مبدأ ديموقراطي واحد: تحمل المسؤولية والنتائج عن الخير والشر.

وماذا بالنسبة للمعسكر الخاسر؟ يسمح له بالحداد، ولكن ليس النواح. انه ليس "اقلية مطاردة" وليس "قبيلة بائدة". وبشكل عام ان كل الحديث القبلي هذا خرج من كل الثقوب. المقصود أقلية كبيرة جدا يمكن ترميمها، واعادة تنظيمها، وفتح صفوفها امام اصوات جديدة. لقد انهت ميرتس دورها التاريخي، ويوجد مستقبل اصبح الان حزبا زائدا. والمعسكر الصهيوني فشل بشكل مطلق في تجنيد المصوتين من الوسط واليمين المعتدل. آن أوان توحيد القوة تحت جناحي الحزب الديموقراطي الاسرائيلي الجديد، وبذل كل جهد من اجل استيعاب اعداد كبيرة من الشرقيين والمهاجرين والمتدينين والعرب الذين يعارضون طريق اليمين.هذا عمل سياسي شاق، ولا يوجد أي مبرر لتوزيع الموارد واهدار الطاقات على اسقاط حكومة تم انتخابها بشكل قانوني، وتمثل غالبية الناخبين في اسرائيل. امنحوها اربع سنوات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com